بعد الانسحاب.. سرقة أكبر قاعدة أمريكية بأفغانستان
اقتحم عشرات اللصوص قاعدة باجرام الجوية بعد ساعات من مغادرة القوات الأمريكية أكبر قاعدة جوية عسكرية لها في أفغانستان.
ووفقا لوكالة "أسوشيتد برس" فإن المدير الإداري لمنطقة باجرام درويش رؤوفي، ألقى باللوم على القوات الأمريكية فيما حدث، قائلا إن "القوات الأمريكية غادرت القاعدة بدون تنسيق مسبق مع قوات الأمن الأفغانية".
وقال رؤوفي إن بوابات المطار غير مؤمنة، ما ساعد اللصوص على اقتحام القاعدة قبل أن يتولى أفراد الأمن المحليون مسؤولية المطار.
وقال مسؤول محلي آخر لمراسل موقع "ستارز آند سترايبس" الأمريكي، جي بي لورانس، إن "القوات الأمريكية لم تخبرنا بأي شيء، ولهذا السبب كانت هناك فجوة، ولم يكن هناك ما يؤمن المطار".
ودخل اللصوص القاعدة في حوالي الساعة الرابعة صباحًا بالتوقيت المحلي إلى المباني غير المؤمنة، واستولوا على البلاستيك والمعادن.
وواصلوا عملية السرقة لعدة ساعات قبل أن يتم طردهم أخيرًا من القاعدة من قبل قوات الأمن والدفاع الوطني الأفغانية، التي سيطرت في النهاية.
وقال أحد شهود العيان لمراسل موقع "ستارز آند سترايبس": "اعتاد الناس على النهب.. لهذا السبب تتعرض أفغانستان للتدمير يومًا بعد الآخر".
يعد الحادث مؤشرا يبعث على القلق من الاضطرابات التي يمكن أن تنجم عقب الانسحاب المتسرع للقوات الأمريكية.
وأضاف أن السلطات تمكنت من إيقاف اللصوص واعتقال بعضهم، بينما فر الباقون من القاعدة.
ومن المرجح أن تكون قدرة القوات الأفغانية على الحفاظ على سيطرتها على مطار باجرام الحيوي محورية في الحفاظ على الأمن في العاصمة القريبة كابول ومواصلة الضغط على حركة طالبان.
والانسحاب من قاعدة باجرام الجوية هو أوضح مؤشر على أن آخر القوات الأمريكية البالغ عددها 2500 إلى 3500 غادروا أفغانستان أو على وشك المغادرة، قبل شهور من وعد الرئيس جو بايدن برحيلهم بحلول 11 سبتمبر/ أيلول.
وقامت الولايات المتحدة ببناء قاعدة باجرام لحليفها الأفغاني خلال الحرب الباردة في الخمسينيات من القرن الماضي كحصن منيع ضد الاتحاد السوفيتي في الشمال.
ومن المفارقات، أنها أصبحت نقطة انطلاق للغزو السوفيتي للبلاد عام 1979، وقام الجيش الأحمر بتوسيعها بشكل كبير خلال فترة احتلاله التي استمرت ما يقرب من عقد من الزمان.
عندما انسحبت موسكو، لعبت القاعدة دورا محوريًا في الحرب الأهلية المستعرة، في مرحلة ما سيطرت طالبان على أحد طرفي المدرج البالغ طوله ثلاثة كيلومترات وكان التحالف الشمالي المعارض الذي يقوده أحمد شاه مسعود يسيطر على الطرف الآخر.
وتعرضت باجرام خلال الأشهر الأخيرة لهجمات صاروخية تبناها تنظيم داعش، مما أثار مخاوف من رغبة المتطرفين في السيطرة على القاعدة لشن هجمات في المستقبل.
كانت القاعدة عرضة لعدد من الهجمات المميتة لطالبان على مدى العقدين الماضيين.
وقال بيل روجيو، الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن إغلاق باجرام هو "انتصار رمزي واستراتيجي رئيسي" لطالبان.
وأضاف روجيو وهو أيضًا رئيس تحرير مجلة "لونج وور جورنال"، قائلا: "إذا تمكنت طالبان من السيطرة على القاعدة، فستستخدم لشن هجمات معادية للولايات المتحدة".
وتمتلك القاعدة الضخمة مدرجين، فالأحدث يبلغ طوله 12000 قدم، وتم بناؤه في عام 2006 بتكلفة 96 مليون دولار، كما أن هناك 110 أماكن لوقوف السيارات وتمكث الطائرات في حظائر محمية بجدران مضادة للانفجار.
وتقول مؤسسة جلوبال سكيورتي، وهي مؤسسة بحثية أمنية، إن قاعدة باجرام تضم ثلاث حظائر كبيرة وبرج مراقبة والعديد من المباني الداعمة.
تحتوي القاعدة على مستشفى بسعة 50 سريراً مع غرفة إصابات، وثلاث غرف عمليات وعيادة أسنان حديثة. وتضم أيضًا مراكز لياقة بدنية ومطاعم وجبات سريعة. وتضم سجنًا سيئ السمعة.
وزارها كل رئيس أمريكي منذ دخول القوات الأمريكية وهم: جورج دبليو بوش وباراك أوباما ودونالد ترامب، لكن بايدن زارها عندما كان نائب الرئيس في عام 2011.
وكانت قاعدة باجرام أيضًا رمزًا في هوليوود بعد استخدامها في تصوير عدد من الأفلام مثل "الرجل الحديدي" و"الناجي الوحيد" بالإضافة إلى المسلسل التلفزيوني "هوملاند".