قد لا يعرف بعض جيل اليوم قصة أو قضية أو حادثة لوكربيk والتي اتهم حينها النظام الليبي السّابق بتفجير طائرة لوكربي الاسكتلندية عام 1988
قد لا يعرف بعض جيل اليوم قصة أو قضية أو حادثة لوكربي، والتي اتهم حينها النظام الليبي السّابق بتفجير طائرة لوكربي الاسكتلندية عام 1988، بعد اتهام مدير الأمن في الخطوط الجوية الليبية حينها عبد الباسط المقرحي بالمسؤولية عن الهجوم، والذي جاء بناءً على نسج من الأكاذيب كما قالت ليبيا حينها، حيث تركزت على زعم صاحب متجر مالطي أنه رأى المقرحي يشتري ملابس مشابهة لتلك التي كانت في الحقيقة مع القنبلة، وحُكم على المقرحي بالسجن مدى الحياة .
قضية لوكربي حالياً تعود للمشهد وإلى دائرة الضوء من جديد، إذ قدم المؤلف دوغلاس بويد في كتابه الجديد «لوكربي.. الحقيقة»، أدلة على أن إيران وليست ليبيا هي المسؤولة عن الهجوم الإرهابي، حيث كشف بالأدلة والوثائق ضلوع النظام الإيراني في تفجير الطائرة الأمريكية
كانت حادثة لوكربي سبباً دفعت فيه ليبيا نتيجتها سنوات من الحصار والظلم الغربي، ودفع ثمنه الشعب الليبي الجوع والفقر والخوف وكلفت ليبيا ملياري دولار، بعد خفضها من 8 مليارات إلى مبلغ 4 مليارات، وقد انتهت عملية التصالح بنحو 2.8 مليار دولار ، وتم تعويض أسر الضحايا بنحو 2 مليار على نحو دفعتين وأخرى 800 مليون؛ طالب معمر القذافي بإيقاف صرفها .
قصة لوكربي انتهت بعد وساطة وضغوط سعودية أدت إلى تصالح مباشر مع الضحايا عبر دور جبار ومميز قام به السفير لدى أمريكا الأمير بندر بن سلطان، وتحملت المملكة من جيبها نصف التعويضات، لأن هدفها كان إنقاذ ليبيا وشعبها من الحصار والتجويع المخطط له، في ظل انخفاض سعر برميل النفط والذي لا يتجاوز 30 دولاراً حينها، إلا أنها تحملت مع شعبها الدفع حبا وخدمة لشعب عربي ومسلم.
لذا يبدو لي أن القذافي كان ضحية لهذا الاتهام، إلا أنه حاول الاستفادة من ذلك الشيء وعمل بعد ذلك على تصفية كل ملفاته وقضاياه، و حاول إعادة نفسه للغرب ليس ذلك فقط؛ بل قام بتسليم البرنامج النووي من أجل تسوية ليبقى في الحكم، وكان أيضاً ضحية لتنظيم الحمدين المتمرد على جيرانه وعلى كل الوطن العربي منذ ظهورهم للسطح، واستغلوا تهوره وجنونه للتآمر على السعودية بعدما بذلت الغالي والرخيص لرفع الاتهام عن ليبيا والعقوبات عن شعب ليبيا.
قضية لوكربي حالياً تعود للمشهد وإلى دائرة الضوء من جديد، إذ قدم المؤلف دوغلاس بويد في كتابه الجديد «لوكربي.. الحقيقة» ، أدلة على أن إيران وليست ليبيا هي المسؤولة عن الهجوم الإرهابي، حيث كشف بالأدلة والوثائق ضلوع النظام الإيراني في تفجير الطائرة الأمريكية فوق لوكربي؛ وأكد أنه كان انتقاما إيرانيا بعد إسقاط طائرة لها متجهة من بندر عباس إلى دبي عبر صواريخ أمريكية، وهو ما دفع مرشد الثورة الإيرانية حينها آية الله الخميني إلى إصدار مرسوم يقضي بضرورة الانتقام وإراقة الدماء بالمثل.
البعض يرى أن توجيه الاتهام إلى إيران حالياً في قضية لوكربي قد حان دوره، وحان وقت محاسبتها ومعاقبتها، فهل إحياء توريط إيران في لوكربي الآن لخلق ذريعة لتبرير الحرب على إيران؟ فهم حينها يريدون صناعة عدو.
انظروا كيف يستطيعون التلاعب بالرأي العام والدولي، وأحداث 11 سبتمبر، واتهام العراق بامتلاكه أسلحة للدمار الشامل كما يقول البعض لتبرير التدخل في العراق وفِي أفغانستان، لذا أرى أن طائرة لوكربي سهم ناري أو كرة نار جديدة سوف يتم توجيهها نحو إيران، وهل يجب على إيران أن تعوّض ليبيا جميع ما عانته من مقاطعة وعقوبات وتعويضات وخسائر جراء إلصاق التهمة بها زوراً وبهتاناً؟ فهي مثلما استخدمت ليبيين لإلصاق جريمة لوكربي بليبيا استخدمت سعوديين لإلصاق جريمة 11/ 9 بالسعودية، مما يؤكد أن إيران فعلاً خلف و منبع صناعة الإرهاب في العالم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة