منطق الذباب الإلكتروني شارف على نهايته، وعلى النظام القطري الاعتراف بفشل أجندته والتوقف فوراً عن نشر العفن الإعلامي
المشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي تحتم علينا فهم الأعمال القذرة التي يقوم بها بعض أجهزة المخابرات في المنطقة في حربها الإعلامية مع المنافسين الآخرين، وأحد تلك الأعمال القذرة هي تأسيس فريق دعم إلكتروني في وسائل التواصل الاجتماعي يطلق عليه مصطلح "الذباب الإلكتروني" كناية عن كثافة الهجوم على موضوع معين يكاد يصل إلى مئات الآلاف من الحسابات الوهمية للتشهير وتلطيخ سمعة الطرف الآخر أو بث مواد تخريبية محددة لنشر الفوضى وتقليب الشعوب على بعضها أو تمرير مفاهيم ومعتقدات لتقسيم الشعوب.
انطلت هذه الحيلة الخبيثة على الملايين من الشعب العربي إبان ما يعرف بالربيع العربي، ولكن انكشفت الحيلة بعد أن تصدى الرباعي العربي متمثلا في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين لألاعيب النظام القطري وفنونه الخبيثة في تسميم العقل العربي بالأكاذيب والفبركات
أول من انتهج هذا الفكر كان الاتحاد السوفيتي السابق وتطور كثيراً في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أخذت بعض أجهزة المخابرات الأسلوب نفسه، وهو ما انتهجته المخابرات القطرية تحت اسم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات برئاسة عزمي بشارة، وهو فلسطيني مسيحي يحمل الجنسية الإسرائيلية، فقد وجد ضالته في فكر النظام القطري واستقر بها لتنفيذ فكره الخبيث الذي يتطابق مع فكر النظام القطري.
ما هو المركز العربي للأبحاث الذي يديره الإسرائيلي عزمي بشارة في قطر؟
هو غرفة عمليات فنية تقوم بتصميم حملات "تلطيخ سمعة" على أساس معلومات وصور مفبركة على درجة عالية من التزوير والتزييف لإيهام المتلقي العربي بصدقيتها، ومن ثم تأتي المرحلة الثانية بإطلاق هذه المعلومات المفبركة على مئات الآلاف من الحسابات الوهمية.
"الذباب الإلكتروني" وهذا ليس فقط في جغرافيا واحدة وإنما في عدة جغرافيات، فمثلاً تم التعاقد مع الإعلامي اليمني المنشق أنيس منصور لتجنيد العشرات من الذباب الإلكتروني في الفضاء اليمني، وكذلك تعاقد مركز عزمي بشارة مع شخصيات عربية أخرى منتجاً الأسلوب نفسه.
ثم تأتي المرحلة الثالثة والأخيرة، وهي نقل هذه الحملة من الفضاء الإلكتروني إلى القنوات الفضائية على شكل أخبار وبرامج تحليلية على أساس أن مصدرها مغردون مستقلون في وسائل التواصل الاجتماعي، وتأتي قناة الجزيرة القطرية في مقدمة هذه القنوات مع باقي أذرعها التي تتراوح بين أربعين وخمسين قناة فضائية وإلكترونية مثل عربي 21، والعربي الجديد، ومكملين، وبلقيس... إلخ.
انطلت هذه الحيلة الخبيثة على الملايين من الشعب العربي إبان ما يعرف بالربيع العربي، ولكن انكشفت الحيلة بعد أن تصدى الرباعي العربي متمثلا في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين لألاعيب النظام القطري وفنونه الخبيثة في تسميم العقل العربي بالأكاذيب والفبركات التي تخرج من الغرف المظلمة التي يديرها الإسرائيلي عزمي بشارة.
منطق الذباب الإلكتروني شارف على نهايته، وعلى النظام القطري الاعتراف بفشل أجندته والتوقف فوراً عن نشر العفن الإعلامي الذي أزكم الأنوف وشتت العرب ومزقهم بواسطة مركز عزمي بشارة.
عند كل فتنة تخرج في المحيط الخليجي أو العربي أو الإسلامي إلا وتجد النظام القطري له بصمة واضحة هو وأذرعه الإعلامية الضخمة التي لا تتناسب مع حجمه وحجم نفوذه والنتيجة تقديم خدمة مجانية للأعداء، فهل أنتم منتهون؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة