البغدادي.. رحلة هروب نحو نهاية وشيكة
خطأ واحد مدته 45 ثانية، في 3 نوفمبر/تشرين ثان الماضي، كاد أن يكلف البغدادي "خلافته" المزعومة، والتي انهارت لاحقاً بالفعل.
على مدى السنوات الثلاث الماضية، تسابق رجال المخابرات حول العالم إلى رقعة من سوريا والعراق، لمطاردة رجل واحد، هو زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي، وبالرغم من تملص الأخير منهم إلا أن المطاردة أوشكت على النهاية.
وتستعرض صحيفة "الجارديان" البريطانية رحلة اقتفاء أثر أكثر رجل مطلوب على كوكب الأرض، والذي تم رصده في مكان محدد ما لا يقل عن ثلاث مرات في الشهور الـ 18 الماضية فقط.
وبالرغم من حماية شبكة مخلصة إلا أنه تم الإبلاغ عن البغدادي من أعضاء في التنظيم، بحسب معلومات استخباراتية.
خطأ واحد مدته 45 ثانية، في 3 نوفمبر/تشرين ثان، كاد أن يكلف البغدادي "خلافته" المزعومة، والتي انهارت لاحقاً بالفعل.
فمع تقدم القوات العراقية والكردية في الموصل، استخدم البغدادي لاسلكيا في قرية بين غرب المدينة وقضاء تلعفر ، حيث تفاجأ رجال المخابرات بصوته المميز.
وقال عضو بارز في مجلس أمن إقليم كردستان راقب المكالمة "تحدث 45 ثانية ثم أخذ حراسه اللاسلكي منه"، مضيفا "أدركوا ما فعله".
ووفقا للخبير العراقي والكاتب في شؤون داعش هشام الهاشمي، فالبغدادي هو حرفيا الرجل الأخير المتبقي على قيد الحياة من بين الأعضاء المؤسسين للتنظيم.
ويقول الهاشمي إن البغدادي الوحيد المتبقي من بين 43 قائدا أساسيا، ولم يتبق سوى 10 من بين 79 قائدا بارزا، كما يغير القادة على المستوى المتوسط باستمرار مناصبهم بسبب وفاة الأعضاء الآخرين، حيث تتغير أدوارهم كل ستة أشهر.
وتحدث بعض قادة داعش قبل مقتلهم عبر هواتف تم اعتراضها عن عقدهم اجتماعات مع البغدادي أو معرفتهم لتحركاته، وقدمت أخطاؤهم لمحات عن قدراته وأساليبه كـ"زعيم".
ومنذ أواخر 2014 وحتى اعتقالها في مايو/آيار 2015، قدمت نسرين أسعد إبراهيم بحر، الشاي للبغدادي عندما كان يأتي لزيارة زوجها أبو سياف.
وأخبرت نسرين الجارديان، أن كل ما فعلته هو وضع الشاي وراء الباب، مضيفة "كنت أعرف أنه موجود.. لقد اعتاد القدوم في أغلب الأوقات"، مشيرة إلى أنه لم يكن مسموحا لها أن تراه.
وتعتقد المخابرات في العراق وأوروبا أنه خلال أغلب الأشهر الـ 18 الماضية، كان البغدادي متمركزا في قرية جنوب مدينة البعاج، وتنقل في نطاق صغير بين البوكمال على الحدود السورية العراقية والشرقاط جنوب الموصل.
وأكدت ثلاث وكالات استخباراتية أن البغدادي أصيب بإصابات بالغة في غارة جوية قرب الشرقاط في أوائل 2015، كما أكدت مصادر منفصلة للجارديان أنه أمضى عدة أشهر للتعافي في البعاج، وحتى الآن لا تزال تحركاته محدودة بسبب إصاباته.
وطبقا للشهود الذين شاهدوه في البوكمال بعد نهاية شهر رمضان، بدا البغدادي متعبا.
وبحسب تقييم عسكري أمريكي، فمن المحتمل أن البغدادي يختبئ في وادي نهر الفرات على طول الحدود مع سوريا، ومع ذلك يقول مسؤولون إقليميون إنه عاد إلى قطعة أرض بين حوض الثرثار والصحراء.
وذكر مسؤول إقليمي أن البغدادي"على شفا حفرة من الموت"، مستطرداً "سنصل إليه هذا العام.. أخيرا".