بعضهم تجاوز الـ120 عاما.. العمر المديد للكوبيين يحيّر الخبراء
المتقاعدون في كوبا يتقاضون نفقة شهرية قدرها 10 دولارات، وتساعد الدولة الأشخاص الذين ليس لديهم أقارب على سد حاجاتهم.
رغم أن معدل الدخل الشهري لا يتخطى 30 دولارا، يعيش في كوبا 2070 معمّرا من أصل عدد سكان إجمالي يبلغ 11.2 مليون نسمة وأمد حياة متوقع عند 79.5 سنة، وهي الأرقام التي تعد شبيهة بتلك المسجلة في البلدان الغنية، في ظاهرة حيرت كثيرا من الخبراء.
وقالت ديليا باريوس التي تحتفل بعيد ميلادها الثاني بعد الـ100 محاطة بأقربائها: "لا أشعر أنني بهذه السن.. لدي عائلة تحبني كثيرا، هذا الأمر يساعد على التمتع بوضع نفسي جيد".
وعندما كانت باريوس في سن الـ60، شخّص الأطباء إصابتها بسرطان القولون وتوقعوا ألا تعيش أكثر من سنة إضافية، لكنّها لم تصدّق هذا التشخيص وغادرت كوبا سنة 1993 في أوج الأزمة الاقتصادية إلى الولايات المتحدة حيث يقيم ابنها، وتمسكت بحياتها لتنتصر على السرطان.
وفي هذا البلد الاشتراكي ذي الكثافة الكبيرة من الأطباء والنظام الصحي المجاني يشجع "نادي الأشخاص البالغين 120 عاما" السكان على أن يطمحوا للعيش حتى هذه السن.
وقال الطبيب راوول رودريجيز، رئيس النادي الذي أنشأه يوخينيو سلمان حسين، الطبيب الشخصي لفيدل كاسترو سنة 2003: "ثبت علميا أن الإنسان بإمكانه أن يعيش حتى 120 إلى 125 عاما".
ويحاول هذا النادي الترويج لاعتماد السكان نمط حياة سليما لأنها الطريقة الوحيدة لبلوغ هذه السن.
وبينما يتقاضى المتقاعدون عموما نفقة شهرية قدرها 10 دولارات، تساعد الدولة الأشخاص الذين ليس لديهم أقارب على سد حاجاتهم.
وقالت ألينا جونزاليس مورو، من مركز البحوث بشأن العمر المديد: "نحاول توفير متابعة خاصة جدا لهؤلاء.. جميع المعمّرين الذين بلغوا سن الـ100 في هافانا بإمكانهم الاتصال بنا حال واجهوا أي مشكلة صحية ونرسل لهم فورا طبيبا متخصصا لمعاينتهم".
وأوضح مدير مجموعة البحوث بشأن علم الشيخوخة في الولايات المتحدة روبرت يونج: "لا شك في أن الدعم العائلي يساعد على إطالة أمد الحياة كما نرى في اليابان، إضافة إلى الطقس الحار الذي يشكّل عاملا مساعدا أيضا".
وأشار أستاذ الاقتصاد في جامعة كينجز يونيفرسيتي كولدج في كندا، فنسنت جيلوزو، صاحب مقالة عن الموضوع نشرتها جامعة أكسفورد، إلى أن الأطباء الكوبيين لديهم أرقام يتعين عليهم بلوغها وإلا فإنهم يحاسبون.
وتطرق جيلوزو إلى عمليات تلاعب إحصائية مشابهة لما كان يحصل إبان حقبة الاتحاد السوفيتي السابق، متحدثا عن تسجيل وفيات الأطفال حديثي الولادة ضمن خانة الوفيات في نهاية فترة الحمل لعدم زيادة معدلات وفيات الأطفال وتفادي تاليا تقليص متوسط العمر المتوقع.
وتابع الباحث: "حتى في أسوأ سيناريوهات التلاعب، تبقى كوبا مكانا ذا متوسط عمر متوقع مرتفع نسبة لمستوى الدخل في البلاد".
وأرجع جيلوزو هذه المفارقة خصوصا إلى عامل أساسي، هو أن كوبا تسجل أحد أدنى معدلات حيازة السيارات، ليس لأن الكوبيين لا يحبون القيادة بل لأنهم غير قادرين على تكبد نفقات شراء مركبات جديدة، ما يقلص خطر حوادث المرور.
وتحدث جيلوزو عن قيود غذائية فرضت خلال الأزمة الاقتصادية في التسعينيات أدت إلى تقليص معدلات الإصابة بالسكري، فضلاً عن عدة تدابير في مجال الصحة العامة، مثل وضع المصابين بفيروس "إتش آي في" المسبب لمرض الإيدز في الحجر الصحي خلال الثمانينيات.
aXA6IDE4LjIyNS45NS4yMjkg جزيرة ام اند امز