وزير حقوق الإنسان في بريطانيا يشيد بدور الإمارات القيادي في تعزيز ثقافة التسامح
اللورد طارق أحمد يقول إن دوره كوزير لحقوق الإنسان في بريطانيا، ليس الترويج لفوائد التنوع الديني حول العالم.
توجه اللورد طارق أحمد، وزير حقوق الإنسان في بريطانيا، بالشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، على الدور القيادي الذي تلعبه في المنطقة من أجل تعزيز ثقافة التسامح كوسيلة للتصدي لأسباب التطرف.
كما توجه بالشكر لمنظمي "حوارات المواطنة الشاملة" في أبوظبي، "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة"، ومركز "ويلتون بارك"، ومركز "رشاد للحوكمة الثقافية"، التابع لمؤسسة "أديان" اللبنانية.
وقال الوزير إن المرحلة الأولى من حوارات المواطنة الشاملة في أبوظبي، تأتي بعد مؤتمر إيطاليا، الذي أعرب فيه عن رغبته برؤية قادة دينيين يلعبون دوراً أكبر في صنع السياسة، ليس على مستوى مكافحة التطرف والعنف، وإنما عبر مجموعة كبيرة من القضايا التي تندرج في إطار حقوق الإنسان، ومن ضمنها قضية المواطنة الشاملة.
وقال اللورد طارق أحمد إن دوره كوزير لحقوق الإنسان، ليس الترويج لفوائد التنوع الديني حول العالم، أو إثارة المخاوف مع الحكومات الأجنبية، أو مقابلة قادة الأديان لمناقشة مخاوفهم، وإنما دوره التغيير الإيجابي الملهم، والعمل مع شركاء ذوي تفكير مماثل، سواء كانوا حكومات أو قادة دينيين أو مجتمعات محلية، حتى يشعر الجميع في كل مكان بالانتماء الوطني، وأن يشعروا أنهم في وطنهم، في المجتمع الذي يعيشون فيه، والمجتمع الذي ينتمون إليه حقاً.
ما المواطنة الشاملة؟
وأكد الوزير أن تحديد مفهوم المواطنة الشاملة هو أولى أولويات المؤتمر، لأن احترام حقوق الإنسان ليس سوى جزء من الصورة، إذ يجب حماية حقوق الجميع، كما يجب الابتعاد عن فكرة الأقليات والأغلبيات، لأنها ليست الأرقام التي تحسب، بل معرفة أن الجميع متساوون، وجوهر ذلك إيماني، وفي القرآن الكريم، نقرأ "لا إكراه في الدين".
وأوضح أن المملكة المتحدة هي واحدة من أكثر المجتمعات تنوعاً على وجه الأرض، فالمواطنة الشاملة تعني أن جميع المواطنين؛ بغض النظر عن العمر أو العرق أو الهوية الجنسية أو الميول الجنسية أو الإعاقة أو الحالة الاجتماعية أو الدين أو المعتقد، يتمتعون بحقوق متساوية بموجب القانون، وهذه الحقوق محمية في الممارسة، وهذا ما يجعل المملكة المتحدة واحدة من أفضل الأماكن التي يجب أن تكون فيها مسلماً أو هندوسياً أو يهودياً أو سيخياً أو شخصاً لا يؤمن بشيء على الإطلاق، مؤكداً: "هذه هي قوة بريطانيا الحديثة والمتنوعة".
إلهام التغيير
وقال اللورد طارق أحمد: "يتعين علينا ونحن نبحث عن حلول لهذه المشكلة الدائمة، أن نتذكر أن غريزتنا الإنسانية في بناء المجتمعات مستمدة من بعض أفضل الصفات الإنسانية، مثل الاحترام والرحمة والثقة، ولكن هذه الصفات عندما تغيب عن سلوك البشر، يُظهرون أسوأ ما لديهم، مثل انعدام الثقة والكراهية.
وتساءل: "كيف نعيد لهم أجمل صفاتهم، وكيف يمكن إقناعهم بأننا جميعاً متساوون فيما بيننا، حتى أولئك الذين يأتون من ثقافات مختلفة، وكيف يمكننا أولاً تشجيع الحكومات على وضع سياسات وقوانين تمنع التمييز والاضطهاد، وثانياً ضمان تطبيق هذه القوانين على النحو الصحيح، بحيث يتساوى الجميع بالحماية المتساوية، وأن يتشاركوا في نهاية المطاف مهمة بناء مجتمعات على قيم تكمل هذه الحقوق وتعززها؟".
وأضاف أن المؤتمر سيتصدى لكل هذه التساؤلات، و"أن الذي يمهد للإجابة إقصاء الأفكار المختلف عليه موقتاً، والعمل على المشتركات، فهي تزيل الحواجز، وتزيح العقبات"، معرباً عن اعتقاده أن للقادة الدينيين دوراً بارزاً في هذا الأمر، خاصة على مستوى توصيل القيم المشتركة لأتباعهم، بتشجيعهم على قراءة الكتب المقدسة للآخرين.
وأشاد اللورد طارق أحمد في ختام حديثه بالعمل الذي قام به الشيخ بن بيه، على مستوى إنجاز إعلان مراكش، الذي يشكل وثيقة تاريخية وقّعها في عام 2016 مئات من القادة المسلمين، وهي مستوحاة من "صحيفة المدينة"، التي اجتمع فيه المسلمون واليهود والمسيحيون، باعتبارهم ينتمون إلى "أمة واحدة". فالإعلان شكل لحظة فارقة في تاريخ اضطهاد الأقليات باسم الدين، وربط القيم والتقاليد الإسلامية الأساسية بحقوق الإنسان الدولية، وأكد: "يتعين علينا جميعاً أن نعمل لضمان تفعيل هذه الوثيقة في الوعي والسلوك والممارسة الجمعية".