الخسارة عنوان إنجلترا.. هل حان وقت تغيير ساوثغيت؟
تواصلت لعنة المنتخب الإنجليزي مع التتويجات في كأس أمم أوروبا 2024، بعدما خسر نهائي اليورو بنتيجة 1-2 أمام إسبانيا.
وبات منتخب إنجلترا هو الأول في تاريخ كأس أمم أوروبا الذي يخسر المباراة النهائية مرتين متتاليتين، بعد خسارة لقب يورو 2020 ضد إيطاليا بركلات الترجيح.
لكن ما جعل جمهور إنجلترا يشعر بمرارة خاصة للغاية هذا العام أن الخسارة جاءت رغم امتلاك الأسود الثلاثة أفضل قوائم البطولة من حيث الأسماء والنجوم والقيمة السوقية.
لكن على مدار رحلتها في اليورو، لم تكن إنجلترا مقنعة حالها حال منتخبات كبرى أخرى مثل فرنسا وإيطاليا، لكن ما ساعد المدرب ساوثغيت أن طريقه لم يكن وعراً، فكان الخصم الأصعب له هولندا واجتازها بهدف في الوقت بدل الضائع.
بينما على الجانب الآخر، كانت منتخبات فرنسا وألمانيا وبلجيكا وإسبانيا تتبارى على مقعد واحد في النهائي، وربما لو سارت إنجلترا في هذا المسلك ما لعبت المباراة النهائية.
وتعكس هذه الحقيقة أداء إنجلترا التي تأهلت للنهائي بـ3 انتصارات، أحدها بهدف ضد صربيا في أول مباراة، والثاني بشق الأنفس في الوقت الإضافي ضد سلوفاكيا، والثالث ضد هولندا بهدف "ق 91".
هل حان وقت رحيل ساوثغيت؟
حين نجح غاريث ساوثغيت في قيادة إنجلترا لنصف نهائي كأس العالم 2018 ونهائي يورو 2020 لم يكن أحد يجرؤ على المطالبة بخروجه من المقعد الفني للأسود الثلاثة.
لكن الآن تغير الوضع، لأن إنجلترا باتت تمتلك قائمة مدججة بالنجوم في كل مركز، بداية من الحارس المتألق جوردان بيكفورد، إلى هجوم يضم هاري كين وأولي واتكينز وكول بالمر وفيل فودين، إلى وسط يلمع فيه جود بيلينغهام وديكلان رايس.
الأكثر تتويجا بالبطولات.. ميسي التاريخي يقتنص اللقب الـ45
ومن جانبه، تساءل الكاتب روب هاريس، في شبكة "سكاي سبورتس" البريطانية: "هل سينجح غاريث ساوثغيت يوماً ما في إعادة الكرة إلى بيتها مع الأسود الثلاثة؟"، وهو سؤال بدا استنكارياً ويجيب عن نفسه بالنفي.
ويشدد الكاتب على أن إسبانيا تفوقت في كل شيء بالمهارة والجودة الكروية على إنجلترا وخنقتها، ورغم وفرة النجوم في صفوف الأسود الثلاثة فإن ليلة 14 يوليو/ تموز في برلين انضمت إلى الليالي اليائسة في تاريخ أبطال كأس العالم 1966.
وتساءل الكاتب بشكل واضح: "هل حان الوقت لخروج ساوثغيت بعد 8 سنوات؟"، في إشارة لتصريحات المدرب نفسه بعد المباراة، مضيفا: "أحتاج إلى إجراء تلك المحادثات مع أشخاص مهمين خلف الكواليس.. من الواضح أنني لن أناقش ذلك علنًا أولاً".
وقد نال المدير الفني لإنجلترا على مدار اليورو وبعد ختامه انتقادات حادة من مشجعين ولاعبين سابقين ومحللين، طالبوه بتغييرات عديدة في أكثر من مباراة سواء على التشكيل أو طريقة اللعب أو كيفية استغلال الأسماء التي يمتلكها.
ولم ينكر المدرب السابق لميدلسبره امتلاكه لاعبين رائعين كبارا وشبابا وأصحاب خبرات متعددة، مقراً بأنهم في النهاية يفتقدون أخذ أهم خطوة.
وبدا هاري كين في حالة ليست الأفضل بالنسبة له في يورو 2024 رغم تسجيله 3 أهداف وتشاركه لقب الهداف مع 5 آخرين، في المقابل لم يتم استغلال كول بالمر أفضل لاعب شاب في الدوري الإنجليزي والذي سجل هدف بلاده في النهائي.
وتشير الأرقام إلى أن بالمر لم يلعب في أي مباراة أكثر من 25 دقيقة، لكنه قبل أيام كان صاحب التمريرة الحاسمة التي قادت إنجلترا للعب النهائي.
ويقر ساوثغيت بأن إنجلترا فشلت في اللعب على الهجمات المرتدة ضد إسبانيا رغم حقيقة امتلاك أسماء لامعة من حيث الجودة الفردية وكلها عوامل لم ينجح المدرب في التعامل معها بشكل جيد، مما طرح سؤالاً ملحاً عن إمكانية خروجه الآن من الصورة.