الطائرة الماليزية المفقودة تحفز العلماء بمسابقة لاكتشاف "العالم الخفي"
مؤسسة "إكسبرايز" تنظم مسابقة للتعرف على البحار والمحيطات، بتقنيات وأنظمة أسرع وأقل تكلفة، في محاولة لاستكشاف "العالم الخفي".
من الخندق اليوناني إلى براكين ومناطق سحيقة قد تبتلع أكبر الطائرات، هذه بعض ملامح المناطق غير المكتشفة في الكتلة المائية التي تشكل ثلثي الكرة الأرضية، والتي أثارت الاهتمام خاصة بعد حادثة اختفاء الطائرة الماليزية قبل 4 سنوات.
وفي محاولة لاستكشاف "العالم الخفي" في أعماق البحار والمحيطات، نظمت مؤسسة "إكسبرايز" مسابقة لاستكشاف البحار والمحيطات، بتقنيات وأنظمة أسرع وأقل تكلفة مما هو مستخدم في الوقت الحالي، وذلك بحسب مجلة "ساينس" الأمريكية.
وجاءت هذه المسابقة بتحفيز من حادثة اختفاء الطائرة الماليزية "إم إتش 370 "عام 2014، حينما كانت في طريقها من العاصمة الماليزية كوالالمبور إلى العاصمة الصينية بكين، وعلى متنها 239 شخصا.
وتوقفت عمليات البحث عن الطائرة الماليزية التي شاركت فيها عدة دول يناير/ كانون الثاني 2017، دون التوصل إلى نتائج.
ونقلت مجلة "ساينس" عن روشيل ويجلي الجيولوجية البحرية في جامعة نيوهامشير بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي تقود إحدى الفرق المشاركة في المسابقة الاستكشافية، قولها: إن 9% فقط من قاع البحار هو ما تم توثيقه في خرائط باستخدام تكنولوجيا السونار الحديثة".
وأضافت ويجلي: "18% فقط من قاع المحيطات هو ما تم مسحه حت الآن وبصور غير واضحة، حتى إن أكبر الطائرات والبراكين يمكنها الاختفاء بكل سهولة، دون أثر".
وتابعت: "ما يوجد تحت 4 أخماس مساحة الماء التي تغطي ثلثي كوكب االأرض مازال مجهولا".
ومع عدم وضوح الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية وعدم فاعلية المركبات الحالية التي يستخدمها العلماء لتغوص تحت الماء لبطئها وما تحتاجه من جهد لإضافة بطاريات لإبقائها في الماء فترة أطول، جاءت مسابقة تنظمها مؤسسة "إكسبرايز" -برعاية شركة "شل" للبترول- لاستكشاف المحيط، لتقدم سبلا جديدة لاستكشاف البحار والمحيطات بتقنيات وأنظمة أسرع وأقل تكلفة مما هو مستخدم في الوقت الحالي.
وعددت جيوتيكا فيرماني، مديرة المسابقة، الأسباب التي دفعت المؤسسة إلى إطلاق المسابقة، قائلة: إن المؤسسة تنبهت عام 2015 إلى وجود مشاكل في رسم خرائط لقاع المحيطات.
وأشارت إلى أن هذه المشاكل ظهرت بوضوح بعد اختفاء الطائرة الماليزية في المحيط الهندي واكتشاف أن فريق البحث عن الطائرة لم يكن يعرف سوى القليل عما يوجد تحت سطح هذه المنطقة التي يبحثون فيها. وبدلا من العثور على الطائرة، فقد اكتشفوا وجود بركانين جديدين، أحدهما أكبر من بركان جبل فيزوف بإيطاليا.
وبحسب مجلة "ساينس"، فإن الحصول على صور أكثر دقة لقاع المحيطات قد يساعد الشركات في البحث عن مصادر للطاقة كالبترول.
ويقول كريج براون، خبير رسم الخرائط بكلية نوفا سوتيا بكندا، إن علماء الأحياء أيضا يحتاجون إلى خرائط أفضل لإدارة مصائد الأسماك، والتعرف على الكائنات التي تسكن قاع البحار.
وبدوره، قال دايف كلاج، الباحث بمعهد خليج مونتري للأبحاث المائية بكاليفورنيا، إن الباحثين في حاجة أيضا إلى صور أكثر وضوحا عن القاع. وأضاف كلاج الذي يدرس النشاط البركاني المكون للقشرة الأرضية في قاع المحيطات، أن العلماء لديهم خرائط عن مساحة ضئيلة جدا من النظام البركاني الذي يمتد لمسافة 65 ألف كيلومتر في القاع، مما يقوض فهمهم لكيفية تكون القشرة الأرضية وما يحدث لها.
وبحسب المجلة الأمريكية، فإنه من المقرر أن تنطلق مسابقة إكسبرايز الأسبوع المقبل، بزورق من ميناء "كالاماتا "باليونان، حاملا مجموعة من الأجهزة الإلكترونية التي من شأنها أن توجه القارب وتحدد توقيت إسقاط الأدوات المجهزة بأجهزة السونار لتغوص لعدة كيلومترات في منطقة الهوة الباردة بـ"الخندق اليوناني"، وهي المنطقة الأعمق في البحر المتوسط، لتصوير القاع.
وسيكون على المتسابقين الذين يتشكلون من 8 فرق، رسم خرائط لما بين 250 و500 كيلومتر مربع خلال 24 ساعة، بعمق يصل إلى 4000 متر وبوضوح لمسافة 5 أمتار أو اكثر.
ويتمثل التحدي التقني في بناء أجهزة ومعدات لتحمل الضغط الهائل في القاع وإحداث توازن بين مدة عمل البطارية مقابل السرعة، وتصنيع روبوتات ذكية بدرجة كافية لتفيذ المهمة كاملة، دون تدخل بشري على الإطلاق.
aXA6IDE4LjIxNi41My43IA== جزيرة ام اند امز