أطول خسوف للقمر في القرن الـ21
معظم سكان العالم سيتمكنون من متابعة ظاهرة خسوف القمر، وهي الأطول في القرن الواحد والعشرين فيما يتحرك نحو ظل الأرض.. متى ذلك؟
ستشهد الأرض يوم الجمعة أطول خسوف للقمر في القرن الواحد والعشرين، وأطلق عليه "قمر دموي"، وسيتمكن معظم سكان العالم من متابعته فيما يتحرك نحو ظل الأرض.
وعن سبب تسميته قال أستاذ علم الفلك بجامعة كمبردج، أندرو فابيان: ”يطلق عليه القمر الدموي، لأن نور الشمس يخترق الغلاف الجوي للأرض في طريقه إلى القمر، والغلاف الجوي للأرض يحوله إلى اللون الأحمر بالشكل ذاته الذي يصطبغ فيه قرص الشمس باللون الأحمر عند الغروب“.
وقالت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية ناسا "إن الخسوف الكلي سيستغرق ساعة و42 دقيقة و57 ثانية لكن سيسبقه وسيليه خسوف جزئي، مما يعني أن القمر سيمضي في المجمل 3 ساعات و54 دقيقة في الجزء المعتم من ظل الأرض".
سيتمكن من مشاهدة الخسوف سكان أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط من وقت الغروب إلى منتصف الليل يوم الجمعة الموافق 27 يوليو/تموز، ثم بين منتصف الليل وشروق الشمس يوم السبت الموافق 28 يوليو/تموز في معظم أنحاء آسيا وأستراليا.
وعندما يتحرك القمر إلى الظل المخروطي الشكل للأرض فإنه يتحول من كونه مضاء بنور الشمس إلى كونه مظلما، لكن بعض الضوء سيصل إلى القمر لأنه ينكسر بفعل الغلاف الجوي للأرض.
وقال فابيان ”لو كنت تقف على سطح القمر أثناء هذا الخسوف فسترى الشمس ثم ستعترض الأرض الطريق لتحجب الشمس، وستبدو حافة الأرض متوهجة لأن الغلاف الجوي يكسر الضوء“.
من جانبها، دعت شرطة أبوظبي الجمهور إلى مشاركتها في رصد أحدث ظاهرة كونية يترقبها الفلكيون، والمراصد الفلكية في العديد من دول العالم، تتمثل في أطول خسوف كلي للقمر خلال القرن الواحد والعشرين.
وقال المقدم سليمان محمد الكعبي، مدير إدارة الابتكار واستشراف المستقبل في مركز الاستراتيجية والتطوير المؤسسي: "تأتي مشاركة شرطة أبوظبي في إطار مواكبة الأحداث واستشراف المستقبل، ضمن مراحل بناء مئويتها 2057، والتي تعكس مدى حرصها على الابتكار، واهتمامها بشؤون وأغراض البحث العلمي، واستكشاف العلوم الفضائية، والتطلّع إلى الريادة في العديد من المجالات المبتكرة التي تعزز من سمعة المؤسسة، ومكانة الوطن في مؤشرات التنافسية العالمية".
وذكر الباحث الفلكي والمبتكر، المهندس نزار سلام، من منتسبي شرطة أبوظبي، رئيس فريق مرصد الإمارات الفلكي المتحرك، أن مراقبة الخسوف الكلي للقمر ستتم من خلال "المرصد المتحرك" الذي يعدّ الأول من نوعه في المنطقة، مشيراً إلى أنه تمّ تحديد أحد المواقع الحيوية (أمام مدخل المارينا مول) لرصد هذه الظاهرة الكونية النادرة من العاصمة أبوظبي.
وأوضح أن ظاهرة الخسوف المنتظرة ستكون الأطول في القرن الواحد والعشرين الجاري (2001 - 2100) وستكون مرئية بالكامل من دولة الإمارات، و سيُـتاح للجمهور، متابعة هذه الظاهرة الطبيعية المميزة، ومشاهدة تفاصيل سطح القمر، باستخدام المرصد المثبت في مركبة المرصد المتحرك، أثناء مراحل الخسوف المختلفة.
وأضاف، أنه سيتم تقديم شروحات مبسّطة للجمهور عن الظاهرة الكونية، و بث الحدث مباشرة عبر شاشات العرض الخارجية، وكاميرات تصوير متخصصة، و تنصيب عدد من التلسكوبات الفلكية بأقطار وأحجام مختلفة للفئات العمرية المختلفة، لافتاً أنه لا يوجد أي تأثيرات جانبية على البشر لمشاهدة خسوف القمر بالعين المجردة، بخلاف ظاهرة كسوف الشمس الذي تتطلب مرشّحات وفلاتر ضوئية لحماية العين من مخاطرها.
ودعا إلى معايشة هذه التجربة الفريدة، الناجمة عن التوازي الدقيق للشمس والأرض والقمر على خط استقامة واحد، حيث تحجب الأرض أشعة الشمس عن القمر، ويسقط مخروط ظل الأرض على وجه القمر، محدثاً "خسوف القرن"، وفق تعبير المهندس سلام.