أولمبياد الليزر القمري.. تنافس أمريكي ياباني خارج الأرض
في عرض مثير، انخرطت أمريكا واليابان في "أولمبياد الليزر" على سطح القمر، حيث تشارك في هذه المنافسة عالية التقنية، مركبة الاستطلاع القمرية المدارية (LRO) التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، ومركبة الهبوط الذكية اليابانية لاستكشاف القمر (SLIM).
وهبطت مركبة الهبوط الذكية اليابانية على سطح القمر في 19 يناير/ كانون الثاني، وكانت المنافسات تدور حول نجاح مركبة الاستطلاع القمرية المدارية التابعة لناسا في ضرب العاكس الخاص بالمركبة اليابانية، وهو جهاز صغير على شكل قبة مصمم لعكس أشعة الليزر إلى مصدرها.
ولفهم ما حدث، تخيل أن صديقين يلعبان لعبة علامة الليزر، ولكن مع تعديل في تفاصيل اللعبة ليتم تنفيذها بواسطة المركبات الفضائية على القمر، واللاعبان في هذه الحالة ناسا ووكالة الفضاء اليابانية، ولعبتهما تدور حول الدقة والتكنولوجيا.
وعلامة الليزر، هي لعبة ترفيهية يستخدم فيها اللاعبون بنادق الليزر "لتحديد" المعارضين من خلال استهدافهم وإطلاق النار عليهم، حيث تنبعث من البنادق أشعة تحت الحمراء، والتي يتم اكتشافها بواسطة أجهزة الاستشعار التي يرتديها اللاعبون، وعندما يتعرض اللاعب لشعاع ليزر، تسجل أجهزة الاستشعار الخاصة به الضربة، مما يؤدي عادة إلى نقاط لمطلق النار.
وبالمثل، تحاول مركبة ناسا، إصابة هدف خاص على مركبة الهبوط اليابانية، والهدف عبارة عن مرآة صغيرة على شكل قبة تسمى العاكس الرجعي.
ويقول بيان لوكالة ناسا: "في البداية، واجهت مركبتنا صعوبة في الوصول إلى الهدف، و أخطأت 8 مرات متتالية، ولكن في 24 مايو/ أيار، نجحت أخيرا في ضرب العاكس مرتين خلال مداراته حول القمر"، وهو ما يمكن اعتباره فوزا كبيرا في لعبة علامة الليزر ذات التقنية العالية على سطح القمر".
أهمية إصابة الهدف
وتظهر أهمية إصابة الهدف في أن "العاكسات الرجعية" تشبه المرايا السحرية التي تعكس الضوء إلى حيث أتى منه، وهذا يساعد العلماء على قياس المسافات بدقة شديدة، وهو أمر بالغ الأهمية لاستكشاف الفضاء، وحتى لو لم تعد مركبة الهبوط الذكية اليابانية نشطه، فإن عاكسها الرجعي لا يزال بإمكانه عكس ضوء الليزر إلى مركبة الاستطلاع القمرية المدارية، التابعة لناسا.
وكان التحدي أكبر لأن المركبة اليابانية لم تهبط بشكل مثالي، وهو أمر يشبه محاولة لعب علامة الليزر مع منافس يختبئ في مكان صعب.
وهبطت المركبة اليابانية على حافة فوهة البركان (شيولي)، وكان طرفها الأمامي مغروسا في التربة الرمادية، مما جعل من الصعب إصابة عاكسها الرجعي، بالإضافة إلى ذلك، لم يتم تصميم مركبة ناسا في الأصل للعثور على هذه الأهداف الصغيرة واختبارها، حيث تم بناؤه فقط من أجل رسم خريطة لسطح القمر.
وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن نجاح ضرب العاكس الرجعي للمركبة اليابانية، يُظهر المهارات الرائعة لفريق ناسا وقدرات التكنولوجيا الخاصة بهم.
ولعبة علامة الليزر القمرية هذه ليست للمتعة فقط، فكما يوضح تقرير ناسا، فإن لها دورا في مساعدة العلماء على التخطيط للمهمات المستقبلية إلى القمر، مثل مهمات أرتميس التابعة لناسا، من خلال توفير معلومات دقيقة للملاحة والهبوط.
وتلعب المشاريع الأخرى، مثل عملية إطلاق الليزر القمري لمرصد أباتشي (APOLLO) في نيو مكسيكو، دورا أيضا في هذه اللعبة الكونية، حيث يرسلون نبضات ليزر إلى العاكسات الرجعية التي تركتها المهمات السابقة على القمر، مما يساعد العلماء على معرفة المزيد عن حركات القمر وعلاقته بالأرض.
لذلك، تعد "أولمبياد الليزر" القمرية بين أمريكا واليابان مثالا رائعا لكيفية استخدام وكالات الفضاء للتكنولوجيا والعمل الجماعي لتحقيق إنجازات مذهلة، مما يمهد الطريق لاستكشاف القمر في المستقبل.
aXA6IDMuMTQ1LjE2My4xMzgg جزيرة ام اند امز