فحوصات الرئة تكشف أضرار الجهاز العصبي لمرضى كورونا
أظهرت دراسة جديدة أن فحوصات الرئة لديها القدرة على التنبؤ بخطر تطور أضرار الجهاز العصبي لدى مرضى فيروس كورونا المستجد.
ومن خلال تحليل السجلات الطبية الإلكترونية ومسح الدماغ والصدر لمرضى الفيروس التاجي في المستشفيات في بلدان مختلفة، أظهر فريق بحث دولي أنه من خلال صور فحوصات الرئة يمكن التنبؤ بمن سيواجه مشاكل عصبية محتملة، جراء الإصابة بالفيروس التاجي.
ورغم كونه فيروساً تنفسياً، فإن "كورونا" قادر تقريباً على مهاجمة كل نسيج وعضو في أجسامنا، بشكل مباشر وغير مباشر، وفقاً لموقع "فان بيدج" الإيطالي.
وأظهرت العديد من الدراسات أنه بالإضافة إلى الرئتين، يمكن للفيروس التاجي مهاجمة الأمعاء والقلب والكبد والكلى والدماغ، إذ تنتشر الأعراض العصبية على نطاق واسع، وتتراوح من فقدان حاسة الشم والتذوق إلى السكتة الدماغية.
ومن هنا، أظهرت الدراسة الجديدة أنه من خلال تحليل فحوصات الرئة لمرضى "كوفيد-19"، أن العدوى التي يسببها الفيروس التاجي، يمكنها التنبؤ بخطر تطور العواقب الضارة على الجهاز العصبي.
ولإثبات ذلك، اشترك فريق بحث دولي بقيادة علماء من المركز الطبي بجامعة سينسيناتي بولاية أوهايو الأمريكية، بالتعاون مع زملاء من معهد سونير للأبحاث الطبية الحيوية في مدينة برشلونة الإسبانية، وقسم الأشعة العصبية في مستشفى كالياري الجامعي الإيطالية، والجامعة الفيدرالية في ساو باولو بالبرازيل، ومراكز أخرى منتشرة في جميع أنحاء العالم.
وتوصل العلماء، إلى هذا الاستنتاج بقيادة الأستاذين أشالا فاجال وعبدالقادر محمدي، أساتذة الأشعة في معهد أوهايو، وذلك بعد تحليل شامل للسجلات الطبية الإلكترونية والمسح الضوئي لأكثر من 130 مريضاً مصاباً بـ"كوفيد-19"، ممن نقلوا إلى المستشفيات الأمريكية والبرازيلية والإيطالية والدول الأخرى، في الفترة من 3 مارس/آذار إلى 25 يونيو/حزيران 2020.
وكتب مؤلفو الدراسة في بيان صحفي: "من بين 135 مريضاً مصاباً بفيروس كورونا، خضع 49 شخصاً أو (36%) إلى فحوصات غير طبيعية للدماغ وكانوا أكثر عرضة للإصابة بأعراض السكتة الدماغية، لذلك، من فحوصات الرئتين، كان من الممكن التنبؤ بمن سيواجه مشاكل في الدماغ".
وتعليقاً على الدارسة قال محمدي: "هذه النتائج مهمة لأنها تظهر أيضاً أن مرض الرئة الحاد جراء الإصابة بـكوفيد -19، قد يعني مضاعفات خطيرة في الدماغ، ولدينا تصوير للمساعدة في إثبات ذلك".
وأضاف: "رغم ذلك، هناك حاجة لدراسات أكبر في المستقبل لمساعدتنا على فهم العلاقة بشكل أفضل، ولكن في الوقت الحالي، نأمل أن يتم استخدام هذه الدراسة للمساعدة على التنبؤ بالرعاية وضمان حصول المرضى على أفضل النتائج".
ومن هنا يمكن القول إن معرفة إن المرضى الذين تظهر عليهم علامات معينة في فحوصات الرئة أكثر عرضة للإصابة بأمراض عصبية سيسمح للأطباء بتصنيفهم وإحالتهم إلى الرعاية أو العلاج الوقائي بسرعة أكبر.
يذكر أن الدراسة تمت بطريقة الرصد العالمية متعددة المراكز، ونشرت في المجلة الأمريكية لعلم الأشعة العصبية، وستقدم في الاجتماع السنوي الـ59 للجمعية الأمريكية لطب الأشعة العصبية (ASNR).