لم تعد تفاجئنا ادعاءات "الإعلام الإخواني" المنتشر في عدد من الدول خاصة تركيا وقطر مع كل حدث.
الشيء الذي يبدو أنه لا يدركه الإعلام الإخواني أو الإعلام المعشش بالفكر الأيديولوجي الذي لا يرى إلا ما يحلو له وينقله للرأي العام أنه سيقنع الطرف المقابل بما يقوله بأننا في زمن يعتمد كُتابها على المعرفة والمعلومة التي تقدم للمتلقي إدراكاً كبيراً حول ما يدور في العالم من تطورات وقضايا، وأنه لم يعد ذلك الإعلام القائم على الادعاءات وفبركة القصص الإعلامية، مكان اهتمام. الأهم أن أسلوب أو النهج القائم على التدليس والكذب حتى المبالغة وتكرار الكلام بات يعيب الوسيلة أو الإعلامي مهما بلغت مكانته أو مكانتها.
العمل بعكس ما هو معروف عما يفترض عليه، وهو أن الإعلام أصبح سلطة رابعة أو وسيلة لإيصال الحدث للرأي العام بموضوعية -ليس شرطاً بحيادية لأن هذا الأمر لم يعد موجوداً في الإعلام المؤدلج- وإنما وفق معلومات حقيقية قد يوقع الصحفي في قضية عدم احترام متابعيه خاصة في الملفات التي تعد حساسة بالنسبة للمواطن العربي والإنسان في أي مكان في العالم لأن القضايا باتت مشتركة.
الذي يشفع لبعض الإعلاميين وبعض القنوات مثل: الجزيرة وإعلاميها - الذين يواجهون الآن حملة ضدهم في الولايات المتحدة وكذلك الإعلام الإخواني- أنهم أصبحوا معروفين بتقديم المعلومات المتدنية والمليئة بالتدليس أغلبها خاصة عندما يتعلق الأمر بدولة الإمارات والسعودية، أو عندما يكون الأمر متعلقاً بتيارات الإسلام السياسي وبالتالي في هذه الحالة لم يعد مستغرباً بشكل كبير عندما تمر الأخبار بعملية الفبركة والمبالغة الفاضحة.
مرت العديد من الأحداث السياسية على المنطقة منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي وكانت مواقف دولة الإمارات بما فيها "اتحادها" محل جدل إعلامي وسياسي بين العديد من أصحاب الأجندات الفكرية وشنت حملات إعلامية عليها وعلى قادتها لكن مع مرور الأيام أثبتت صحة توجهات سياستها الخارجية
الجميل الذي لا يدركه هؤلاء أن بعض مواقفهم الإعلامية تقدم خدمات دعائية مجانية اعتقاداً منهم أنها تسيء لمؤسسات أو دول، خاصة عندما يدرك الرأي العام مكانة هذه الوسيلة ويعرف أهدافها السياسة وبرامجها الفكرية، كما أن الجميل أيضاً أن بعض تقاريرها الإعلامية التي تنتجها ستكون يوماً ما "شهادات تاريخية" لدول تسعى لتحقيق التنمية والاستقرار في العالم كما حدث مع مواقف دولة الإمارات في قضايا إنسانية وقومية عديدة: كدعمها للاستقرار في البوسنة والهرسك. ولكن في المقابل فستكون هذه الوسائل والتقارير المذكورة في السابق نقمة عليها وستصنف ضمن قائمة مذيعي إذاعة "صوت العرب" الذين خدعوا الرأي العام العربي في حرب 1967مع الإسرائيليين، فالتاريخ لن ينسى بل يحفظ للأجيال القادمة.
نحن في دولة الإمارات لم تعد تفاجئنا ادعاءات "الإعلام الإخواني" المنتشر في عدد من الدول خاصة تركيا وقطر مع كل حدث ضدهم، آخرها وفاة محمد مرسي رئيس الإخوان المسلمين في المحكمة وإعادة إثارة قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لأنها تفتقر أساساً للموضوعية والمصداقية، وعندما يتكرر الحديث في الموضوع نفسه يفهم منه أنه لدى الإنسان العادي وليس المتخصص الذي لم يعد يتابعها، نوع من الترصد والتربص واستهداف الدولة أو أشخاص أخذوا على عاتقهم "مسؤولية أمة" وذلك بهدف تقليل من الجهود المبذولة والعمل على التشكيك فيما تم إنجازه بجهود وطنية وقومية مخلصة من أجل أبناء أمتهم العربية وأوطانهم.
أصبحت أغلب حملات انتقاد هؤلاء لا يتلفت إليها أحد ولا يكاد يقرأها غير تابعيهم مع العلم بأنهم يدركون كذبها، إلا أنهم يعتقدون أن سكوتنا عنهم وعدم ردنا عليهم هو نوع من مباركة على ما يفعلونه ويقولونه، وبالتالي يكون أفضل الخيارات – أحياناً- توضيح الصورة انطلاقاً من المسؤولية التي سيأتي اليوم الذي يتم فيه تقييم الأشياء على حقيقتها. ويبدو أن هذا اليوم بالنسبة لهذا التيار التخريبي يمر في مراحله الأخيرة لأن البوصلة قد تغيرت بعد وفاة مرسي من الادعاء بالشرعية السياسية إلى العودة الشرعية المظلومية التي اقتاتوا عليها على مدى سبعة عقود في الداخل والخارج ولكن من الواضح أن وقتهم قد انتهى وأصبح الجميع على دراية بمحتوى هذه البضاعة الفاسدة.
مرت العديد من الأحداث السياسية على المنطقة منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي وكانت مواقف دولة الإمارات بما فيها "اتحادها" محل جدل إعلامي وسياسي بين العديد من أصحاب الأجندات الفكرية وشنت حملات إعلامية عليها وعلى قادتها لكن مع مرور الأيام أثبتت صحة توجهات سياستها الخارجية، بل إن البعض من هؤلاء –المنتقدين- اعترفوا بخطئهم في تقدير موقف الإمارات وأوضحوا أنهم تم التغرير بهم بشعارات وأفكار لأهداف غير وطنية. وما يقوم به "الإعلام الإخواني" حالياً لا يخرج عن ادعاءات وحقد وهو ما لا يمكن إصلاحه أو تعديله حالياً فالتاريخ والأيام المقبلة كفيلة بأن تكشف الحقائق.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة