تقرير يرصد أبرز الإنجازات الداخلية والخارجية للرئيس الفرنسي ماكرون خلال عام من توليه الحكم.
أتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الإثنين 7 مايو/أيار الماضي، عاماً على انتخابه رئيساً لإحدى أهم الدول الأوروبية التي لها تأثير على الصعيد الدولي.
وفي هذا الشأن سلطت وسائل إعلام فرنسية الضوء على أبرز الإنجازات والإخفاقات على المستويين الداخلي والخارجي لماكرون خلال ذلك العام.
وعد اللوفر
تحت عنوان "وعد اللوفر.. ماكرون" أشادت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية بالعام الأول لماكرون تحت عنوان "وعد اللوفر" في إشارة إلى الوعد الذي قطعه ماكرون في خطاب النصر في ساحة اللوفر عشية انتخابه، لافتة إلى الإنجازات التي حققها خلال العام.
ووفقاً لمراقبين فإن الإنجاز الأبرز في العام الأول من ولاية ماكرون هو تحسين صورة بلاده في الخارج.
كما عدت الصحيفة أن من أبرز إنجازات الحملة التي أطلقها ماكرون بعنوان "لنجعل الكوكب واحد"، عقب انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اتفاقية المناخ، والتي لاقت أصداء إيجابية بمزيد من مشاركات الدول الأعضاء لتعويض مشاركة الولايات المتحدة.
مكافحة الإرهاب
على الصعيد الخارجي أيضاً أشارت صحيفة "لوموند" إلى أن "ماكرون نجح في عدة ملفات دبلوماسية ولعب الوساطة، فضلاً عن جهوده في مكافحة الإرهاب منها "عمليات مجموعة الخمسة لدول ساحل الصحراء في مالي".
وكثفت القوات الفرنسية (بارخان)، المتمركزة في منطقة الساحل الأفريقي لمكافحة الإرهابيين، وقوامها 4 آلاف جندي، الدعم لشركائهم من مجموعة الخمس من دول الساحل، لتعزيز قدراتهم الذاتية، عبر محاولة الحد قدر الإمكان من التدخل على الأرض".
الوجود الفرنسي بسوريا
أعلن رئيس الأركان الفرنسي فرنسوا لوكوانتر تعزيز الوجود الفرنسي في شمال سوريا، مشيراً إلى أن باريس ترى أولويتها بسوريا في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي.
وأكد لوكوانتر أن "فرنسا تعمل على استئصال آخر بؤر الإرهاب بالمنطقة، لاسيما في الشريط الحدودي بين سوريا والعراق، باستخدام جميع الوسائل، سواء كانت جوية أو برية أو قوات خاصة".
كما شاركت فرنسا في الضربة الثلاثية على مواقع تابعة لقوات بشار الأسد في سوريا، بجانب الولايات المتحدة وبريطانيا في 14 أبريل/نيسان الماضي، رداً على الهجوم الكيماوي الذي نفذته قوات النظام السوري بالأسلحة الكيماوية في دوما بالغوطة الشرقية في دمشق.
النووي وأطماع إيران
حول الاتفاق النووي الإيراني، لعب ماكرون دوراً مهماً في الوساطة لتقريب وجهات النظر الألمانية المتشددة التي ترفض إلغاء الاتفاق حفاظاً على مصالحها الاقتصادية مع إيران ووجهة النظر الأمريكية التي ترى أن ذلك الاتفاق فاشل.
فبدوره اعتبر ماكرون أن ذلك الاتفاق "غير كافِ" واقترح تعديل الاتفاق.
في المقابل ندد الرئيس الفرنسي مراراً بالتوغل الإيراني في المنطقة، مؤكداً أن طهران أساءت تفسير موقف بلاده "المتوازن" في المنطقة العربية.
وطالب ماكرون طهران في الوقت نفسه بالتوقف عن نشاطاتها العدائية بالمنطقة.
كما طالبت فرنسا في عدة مناسبات بنهج صارم إزاء برنامج إيران الصاروخي، واقترحت بحث عقوبات جديدة للاتحاد الأوروبي على طهران بسبب تجاربها الصاروخية.
رفض قرار ترامب بشأن القدس
كان لباريس موقف حاسم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها.
وصرح الرئيس ماكرون أنه "أبلغ نتنياهو رفض باريس لقرار ترامب"، مشدداً على أن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يجب حله من خلال حل الدولتين عبر آليات التفاوض".
وفي مقابل نجاحات ماكرون في ملفات عديدة على الصعيد الخارجي، بحسب وسائل إعلام فرنسية، رصدت "لوموند" إخفاقات الساكن الجديد لقصر الإليزيه على الصعيد الخارجي، فيما يتعلق بالإصلاحات الأوروبية، حيث فشل في إقناع الدول الأوروبية في إجلاء الإصلاحات فيما يتعلق بميزانية الاتحاد الأوروبي.
الملف الداخلي
على الصعيد الداخلي جاء تقييم ماكرون من جانب وسائل إعلام فرنسية "غير إيجابي"، حيث أشارت "ليبراسيون" إلى الإجراءات الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي اتخذتها الحكومة الفرنسية في السكك الحديدية والجامعات، والتي أفضت إلى إضرابات شلت حركة المواصلات لمدة ثلاثة أشهر غير متصلة.
ومن أبرز تلك الإصلاحات، والتي أثارت جدلاً في قانون العمل، الذي يمنح أصحاب الأعمال المزيد من المرونة للتفاوض مع العمال على المسائل المرتبطة بالأجور وظروف العمل فيما يقلل من تكاليف إقالة الموظفين.
قرار ماكرون بشأن "الإصلاحات" في السكك الحديدية بتحويل الشركة الوطنية إلى شركة تهدف إلى الربح وطرحها المنافسة الأوروبية، اعتبرته المعارضة تمهيداً للخصخصة.
أما قانون الجامعات الجديد والذي يلغي نظام القرعة لقبول الطلاب في الجامعات، ما يحرم الطلاب من تكافؤ الفرص، كان أيضا مثارا لانتقادات عديدة واجهها الرئيس الفرنسي.
وفيما يتعلق بقانون مكافحة الإرهاب الذي يعطي للسلطات صلاحيات جديدة دائمة لمداهمة منازل وإغلاق مراكز عبادة وتقييد حرية الحركة، فقد واجه انتقادات حقوقية إرهابية رغم موجات الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا.
وبشكل عام شهد العام الأول من حكم ماكرون احتجاجات المعارضة؛ وعلى رأسها حركة "فرنسا الأبية" التي وعدت بـ"حفلة لماكرون"، كما وصفها مطلق الحملة النائب والسينمائي اليساري المتطرف "فرانسوا روفان".