النفط والغذاء والمعادن.. ماكرون يبحث عن حل أزمات باريس في كنوز أفريقيا
تحظى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأفريقيا باهتمام كبير، كونها تأتي في مرحلة فارقة من تاريخ العالم، مليئة بالمخاوف والصراعات.
الزيارة تأتي وسط أزمات اقتصادية عدة سواء تلك المتعلقة بالسياسة والاقتصاد، أو التغير المناخي، لكن تظل أزمة الغذاء وتأمين موارده هي النقطة الهامة التي تتحرك خلفها فرنسا.
زيارة ماكرون للكاميرون وبنين وغينيا بيساو خلال الفترة من 25 وحتى 28 يوليو/تموز، تستهدف بحسب خبراء في الشأن الأفريقي استعادة باريس لنفوذها في القارة السمراء، سواء اقتصاديا أو سياسيا.
ويسعي الرئيس الفرنسي إلى تعزيز التعاون الأوروبي ف مجال الإنتاج الزراعي والاستثمار في البنية الزراعية، خاصة مع تزايد أزمة الغذاء عالميا بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا .
وروج الرئيس الفرنسي لمبارة "فارم" التى تقوم على أسس ثلاثة تضمن مساعدة القطاع الزراعي الأفريقي وتوفير الشروط بإقامة شراكة مفيدة مع أوروبا، وتمكين المناطق الأفريقية من السيادة الغذائية.
وتعد الكاميرون أكبر القوى الاقتصادية في وسط أفريقيا، وتتميز بمواردها الطبيعية، من نفط وغاز وخامات معدنية والأخشاب ذات الجودة العالية، ويبلغ إجمالي الناتج المحلي لها 64 مليار دولار وفقا لأحدث تقرير صادر عن البنك الدولي، وتعد زراعة البن والقطن والكاكاو والذرة أبرز المحاصيل الزراعية لديها.
ووفقا لخبيرين مصريين تحدثا لـ"العين الإخبارية"، فزيارة ماكرون تستهدف 3 كنورز أفريقية، تتمثل في الغذاء، والنفط، والثروات المعدنية، وسط أزمات عالمية محيطة بهذه الموارد الثلاثة.
الزراعة.. هدف رئيسي
قال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن زيارة ماكرون لأفريقيا تستهدف استعادة النفوذ في القارة الأفريقية.
وأوضح أنه وفقا لبيان الرئاسة الفرنسية والذى تحدث عن أزمة الغذاء، أشار إلى أن الهدف الرئيسي من الزيارة الغذاء والزراعة، خاصة أن الكاميرون تبلغ مساحتها 475 ألف كيلومتر مربع صالحة جميعها للزراعة، غير أنه قلل من إمكانية تحقيق تقدم في هذا الملف خاصة أن دول الاتحاد الأوروبي تغلق على نفسها في مجال الزراعة، ودخول منتجات إليها من الخارج أمر صعب.
وأضاف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن زيارة الرئيس الفرنسي تهدف لتشجيع الشركات الفرنسية للاستفادة والمنافسة على مشروعات أفريقيا في القطاعات المختلفة.
وقال الدكتور إيهاب الدسوقي الخبير الاقتصادي المصري، إن زيارة ماكرون تأتي بعد تراجع نفوذ فرنسا اقتصاديا وتجاريا في أفريقيا أمام الهند والصين وألمانيا، مؤكدا أن الزيارة محاولة لتشجيع الشركات الاقتصادية للمنافسة واستعادة النفوذ الاقتصادي في القارة السمراء.
وتابع الدسوقي أن الزيارة تستهدف تأمين أوروبا في عدد من الملفات من أهمها الغذاء والزراعة، بجانب الطاقة والغاز، خاصة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية التى أغلقت على إثرها سلسل الإمداد، بجانب الخلافات حول الغاز الروسي، ما دفع الدول الأوروبية للبحث عن بدائل منها مصر ودول أفريقيا.
وأكد أن الدول الأفريقية على رأسها الكاميرون لديها موارد ومعادن طبيعية تحتاج لاستخراجها، ما جعلها محط أنظار العديد من الدول في ظل ضعف إمكانيات تلك الدول في استخراج المعادن الطبيعية و الموارد النفطية لديها.
ووفق بيانات الرئاسة الفرنسية فهناك بعثة زراعية كبيرة ترافق ماكرون في زيارته، ويأمل ماكرون في رسم خريطة طريقة زراعية مع الكاميرون.
وقال الدسوقي من المرجح وجود اتفاقيات نفطية بتقديم الدعم الفنى الفرنسي للكاميرون وغيرها من دول الجولة لاستخراج المعادن والنفط والثروات الطبيعية، حيث يبلغ إنتاج الكاميرون من النفط نحو 900 ألف برميل يوميا.