دبلوماسية الباندا.. ماكرون بلا «اختراق حقيقي» في بكين
رغم حفاوة الاستقبال والود الظاهر، بدت الخلافات واضحة بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جين بينغ، خلال زيارة الأول لبكين.
وحظي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باستقبال حافل، وانخرط في دبلوماسية الباندا وتنس الطاولة، لكن يبدو أنه لم يتمكن من إحراز تقدم في القضايا الرئيسية المتعلقة بأوكرانيا أو التجارة خلال محادثاته مع نظيره الصيني، شي جين بينغ.
وفي خرقٍ للبروتوكول، اصطحب شي وزوجته بينغ لي يوان، ماكرون وزوجته بريجيت، إلى تشنغدو التي تعد رابع أكبر مدينة في الصين، حيث حظي الرئيس الفرنسي بحفاوة بالغة.
واصطف مئات الأشخاص، بمن فيهم طلاب وسكان، أمام ملعب جامعة سيتشوان الرياضي لاستقبال ماكرون، وهتفوا له عند وصوله، وفقا لما ذكرته صحيفة "تلغراف" البريطانية.
ماكرون الذي جرى تصويره سابقا وهو يمارس رياضة الجري الصباحية بالقرب من بحيرة برفقة حرسه الشخصي، قال إنه "متأثر للغاية" بهذا الترحيب.
ويعد اختيار تشنغدو لفتة نادرة، فلم يسبق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن ذهب للمدينة خلال زيارته للصين في مطلع ولايته الأولى عام 2017، والتي اقتصرت على بكين.
من جهة أخرى، تجول ماكرون وزوجته في سد دوجيانغيان في مقاطعة سيتشوان بوسط البلاد والذي يعود تاريخه إلى قرون مضت، والمدرج على قائمة التراث العالمي.
دبلوماسية الباندا
وفي إطار "دبلوماسية الباندا" الصينية، تزور السيدة الفرنسية الأولى قاعدة تشنغدو البحثية لتربية الباندا العملاقة، حيث عاد للتو اثنان من دببة الباندا، يبلغان من العمر 17 عامًا، بعد إعارتهما إلى فرنسا عام 2012.
ومن المقرر أن تلتقي بريجيت ماكرون هناك بـ"يوان مينغ"، أول باندا عملاقة ولدت في فرنسا عام 2017، والتي وصلت إلى الصين عام 2023.
ووعدت الصين بإرسال باندا عملاقة جديدة إلى فرنسا، لتحل محل الباندا التي أُعيدت إلى تشنغدو.
وقال مدير حديقة حيوان بوفال، إنه سيتم إرسالها بحلول عام 2027.
كذلك، من المقرر أن يلتقي ماكرون بلاعبي تنس الطاولة الفرنسيين أليكسيس وفيليكس ليبرون، الحائزين على الميداليات البرونزية في أولمبياد باريس، والموجودين حاليا في الصين للمشاركة في كأس العالم لتنس الطاولة للفرق المختلطة.
ومع ذلك، وعلى الرغم من الود الظاهر بين شي وماكرون، إلا أن زيارة الرئيس الفرنسي لم تسفر حتى الآن إلا عن تعزيز مكانة بكين الدبلوماسية، في ظل سعي قادة العالم للحصول على ضمانات اقتصادية في أعقاب رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية.
وأسفر اجتماع الرئيسين أمس الخميس، في بكين عن 12 اتفاقية تعاون فقط تغطي مجالات مثل شيخوخة السكان، والطاقة النووية، وحماية الباندا، لكن لم يتم الكشف عن القيمة المالية الإجمالية.
ومن غير المرجح أن يخفف شي شروط صانعي الكونياك الفرنسيين أو منتجي لحم الخنزير، لأن ذلك سيضعف موقف بكين التفاوضي مع بروكسل بشأن الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية الصنع.
ولا يستطيع شي أيضا أن يقدم لماكرون انفراجة في الحرب في أوكرانيا ليعود بها إلى أوروبا، حيث أكدت الصين مؤخرًا دعمها لروسيا.
من جانبه، انتقد ماكرون فكرة الصين بأن قوة الغرب آخذة في التضاؤل، وقال: "سيحاول الكثيرون إقناعك بأن الدول الغنية في مجموعة السبع متغطرسة، وأن الغرب ينظر بتعال إلى دول الجنوب العالمي.. لكن كل هذا محض خيال وتلفيق."