الفطر السحري.. كشف أسرار مادة طبيعية تحمي من أمراض الشيخوخة
يطمح الكثيرون إلى العيش لفترة طويلة، والأهم من ذلك، العيش دون قيود صحية، ومع ذلك، يزداد خطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالتقدم في العمر مثل ألزهايمر أو الساركوبينيا (فقدان كتلة وقوة العضلات) مع التقدم في السن.
ولهذا، يركز البحث في مجال الشيخوخة بشكل متزايد على الفترات التي يتمتع فيها الإنسان بصحة جيدة خلال حياته.
وبقيادة معهد لايبنيز للعلوم التحليلية (ISAS)، أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين من جامعة بلغراد (صربيا)، وجامعة كامبريدج (المملكة المتحدة)، وجامعة هايدلبرغ أن المادة الطبيعية إرجوثيونين يمكن أن تساعد في تحسين صحة الحيوانات المسنة.
والمركب الطبيعي "إرجوثيونين"، الذي يوجد في بعض أنواع الفطر مثل فطر المحار وفطر شيتاكي والأطعمة المخمرة، قد تم إثبات فوائده الصحية من قبل الفريق الدولي الذي ضم باحثين من عدة دول أوروبية.
وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة "سيل ميتابوليزم" أن هذا المركب يمكن أن يحسن الصحة ويزيد من مقاومة الإجهاد ويحسن القدرة على التحمل مع التقدم في العمر.
وأجرى الباحثون دراسات على ديدان النيماتودا، والتي أظهرت زيادة في العمر الافتراضي للحيوانات المحقونة بالمادة، إلى جانب تحسينات كبيرة في الحركة ومقاومة الإجهاد، كما لم تظهر أي آثار جانبية غير مرغوبة.
وفي تجربة أخرى، أجريت في جامعة بلغراد على الفئران، تمت معالجة ستة فئران بعمر تسعة أشهر بجرعة يومية من الإرجوثيونين لمدة ثلاثة أسابيع، ولاحظ الباحثون زيادة في الكتلة العضلية، وتكوين أوعية دموية جديدة، وزيادة في عدد الخلايا الجذعية العضلية مقارنة بالمجموعة الضابطة.
الآلية الجزيئية ودور الإرجوثيونين
وأظهرت التحليلات أن الإرجوثيونين يعمل كمحفز لإنتاج غاز كبريتيد الهيدروجين (H₂S)، وهو جزيء يحمي الخلايا من الإجهاد التأكسدي، ويُعتقد أن نقص هذا الجزيء يرتبط بالتقدم في العمر والأمراض القلبية والأمراض العصبية.
وأشار الدكتور ميلوش فيليبوفيتش، قائد البحث، إلى أن هذه النتائج تشير إلى أن الإرجوثيونين قد يكون له تأثيرات علاجية في الوقاية من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، مثل الساركوبينيا.
ونظراً للنتائج الواعدة، يخطط الفريق لإجراء دراسة على البشر لاختبار تأثيرات الإرجوثيونين على الصحة العامة والأداء البدني.