مي حشمت.. فنانة ترسم ولع النساء بالموسيقى
الموسيقار الكبير عمر خيرت يحضر حفل افتتاح المعرض، بسبب المساحة التي يقاربها في الجمع بين الموسيقى والتشكيل
تخوض الفنانة التشكيلية المصرية مي حشمت تجربة فنية مثيرة، من خلال معرضها "أنشودة الفرح"، المقام بقاعة بيكاسو في منطقة الزمالك بالقاهرة، عبر الرغبة في بناء سردية تشكيلية حول علاقة الأشخاص مع الموسيقى، خصوصا النساء.
وحرص الموسيقار الكبير عمر خيرت، على حضور حفل افتتاح المعرض، بسبب المساحة التي يقاربها في الجمع بين الموسيقى والتشكيل.
وترصد لوحات المعرض حالات موسيقية لعازفين وعازفات في لحظات العزف، وتعود الفنانة إلى عبارة للشاعر الألماني شيللر، الذي يُعد من رواد الرومانسية، قال فيها: "دعونا من هذه الألحان أيها الخلان.. ولننشد من الأغاني أحلاها وأصفاها.. يا أيها الفرح ضم شمل النازحين ومن فرقتهم صروف الحدثان.. فالناس جميعاً إخوان تظللهم بجناحك.. أيها الفرح العلوي ليحتضن البشر بعضهم بعضاً.. وهذه قبلة أرسلها للناس جميعاً".
وقالت "حشمت": "الموسيقى تجعل حياتنا أكثر جمالاً وشاعرية في كل زمان ومكان، وأردت من خلال اللوحات أن أعبر عن المشاعر الإنسانية في المواقف المختلفة، من خلال استعراض يبدو سمعيا بصريا في طقس احتفالي يجمع بين الموسيقى والآلات والأشخاص، المحبين والمغنين والعازفين والمستمعين، ودمجها مع تعبيرات الوجوه بكل ما تحمله من مشاعر وتناقضات، فتظهر الموسيقى لتكمل الحالة المزاجية لأبطال كل لوحة تستطيع أن تشعر بكل ما تريد أن تقوله هذه الوجوه".
وأشارت إلى أنها ظلت تواظب على حضور بروفات وحفلات أوركسترا القاهرة السيمفوني، ليكتمل إحساسها بهذا العالم، وتعي مفرداته، لكنها فضلت أن تعطي للنساء دور البطولة، ففكرتها تنطلق من قناعة نسوية.
وحرصت مي حشمت على أعمالها الفنية من خلال لوحات متنوعة الأحجام من ناحية، إلى جانب تنوع الخامات المستخدمة والألوان المتنوعة في المعرض، والموضوعات التي تسعى إلى ترسيخ وجودها كأنها لقطات تثبت لحظة زمنية ما، في الحوار القائم بين العازفين والآلات، أو أشكال استقبال الجمهور.
ومن اللافت اللجوء إلى الإسكتش بخطوط الأبيض والأسود قبل إنجاز اللوحة، وهي إسكتشات من الأهمية بحيث ترقى إلى درجة اعتبارها لوحات.
ويبدو في المعرض الحس الطفولي لدى الفنانة، حيث يلعب الأطفال دور الأبطال الأساسيين في اللوحات، بخلاف حس الكاريكاتير في الخطوط التي تعتمد على المبالغة في التعامل مع الوجوه والأجساد، ما يجعل اللوحات مقاربة لونية لعالم صلاح عناني في بعض لوحاته.
ويتبدد هذا الانطباع مع لوحات أخرى تقارب فيها الفنانة بحس نسوي طاغٍ بين عالمي زينب السجيني وبطلاتها، لكنها تأخذ بطلاتها إلى عالم أكثر مرحاً، وتجردهن من البعد الأسطوري، حيث ترمي الفانتازيا بظلالها على المعرض، بحيث تبدو البطلات كأنهن قادمات من عالم سحري لا وجود له، أو ربما قادمات من رسوم الأطفال من حيث بساطة الخطوط والرهان على المبالغة الكاريكاتيرية، وإبراز المفارقات في التكوين.
مي حشمت حاصلة على بكالوريوس كلية التربية الفنية 2001، ودرست في أكاديمية الفنون قسم (النقد)، وحصلت على دبلومة النقد الفني من كلية التربية الفنية، وهي عضو عامل بنقابة الفنون، وتشارك في الحركة التشكيلية منذ 2007.
وعرضت أعمال فنية لـ"حشمت" في كثير من المعارض الجماعية والخاصة داخل مصر وخارجها، ومثلت مصر في كثير من الورش الفنية الخارجية، في ألبانيا وتركيا والهند، ويستمر المعرض حتى 30 نوفمبر/ تشرين الثاني.