معارك كيدال.. معارض مالي يحذر من التداعيات
وقف إطلاق النار بات ضروريا في كيدال، هذا ما تتفق عليه معارضة مالي، محذرة من أن استمرار المعارك يبعد البلد المضطرب عن الوحدة والاستقرار.
وعادت كيدال الواقعة بإقليم أزواد شمالي مالي، إلى واجهة الأحداث مع دوران عجلة المعارك مِن جديدٍ بين الجيش وحركات التمرد، في تصعيد ينذر باستنساخ سيناريو 2012.
وكثف الجيش عمليات القصف الجوي على المدينة وضواحيها، وعلى الأرض، استأنف الجنود تقدمهم واقتربوا من المدينة على بعد حوالي خمسة عشر كيلومترًا.
تطورات تنذر بالأسوأ، وفق المعارض المالي البارز عمر ماريكو، الذي أكد أنه يضم صوته لأصوات بقية أحزاب المعارضة الداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار بالمدينة.
وقال ماريكو، في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية، إنها “حرب تبعدنا عن الأهداف السياسية الاستراتيجية المتمثلة في الوحدة الوطنية واستقرار بلادنا والديمقراطية“.
وأضاف أن “الخسائر التي ستترتب على ذلك، سواء على القوات العسكرية أو على وجه الخصوص على المدنيين، لن تؤدي إلا إلى إبعادنا عن الحل النهائي لحالة الحرب وانعدام الأمن التي تعرفها مالي اليوم“.
وشدد المعارض المالي على أن “وقف إطلاق النار إلزامي“.
وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الحرب ضرورية لكي تستعيد مالي سيادتها على كامل أراضيها، كما تعتقد السلطات الانتقالية، يرى ماريكو أنها "حرب سياسية".
وتابع أن “هذه الحرب لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون عنصرا من عناصر السيادة والاستقلال، لأنه تم التوصل إلى اتفاق سياسي بين الأطراف المتحاربة“، في إشارة إلى اتفاق السلام الموقع بين الحكومة في باماكو والجماعات المسلحة في الشمال عام 2015 .
وبحسب المعارض، فإن “عدم تنفيذ الاتفاق يهم السياسيين لكنه لا يهم الجيش، لأن الأمر لا يتعلق بسلامة أراضي جمهورية مالي“.
مواقع للجيش
وأعلن الجيش المالي الثلاثاء أنه اتخذ مواقع في كيدال، المدينة التي تشكل السيادة عليها رهانا أساسيا بالنسبة للحكومة المركزية في باماكو.
وقالت قيادة أركان الجيش عبر الشبكات الاجتماعية إن "القوات المسلحة المالية اتخذت مواقع في مدينة كيدال الثلاثاء".
وفي حال تأكد الخبر، سيكون ذلك نجاحا رمزيا كبيرا للمجلس العسكري الذي سيطر على الحكم بالقوة في العام 2020، على اعتبار أنه كان غائبًا منذ سنوات عن المدينة التي تسيطر عليها جماعات مسلحة غالبيتها من الطوارق.
وسبق للجيش المالي أن تكبد في كيدال ومحيطها هزائم بين 2012 و2014، وظل تمرد هذه المنطقة مصدر إزعاج كبير لباماكو التي جعلت من استرجاع السيادة عليها كيدال هدفا رئيسيا.
واستؤنفت المعارك الأحد بين الجيش المالي والمتمرّدين الطوارق في منطقة كيدال، وفق ما أفاد مسؤولون عسكريون ومسؤولون منتخبون، وتحرك الجيش باتجاهها نهاية الأسبوع.
وكان كل طرف قد أكد إحراز تقدم على الآخر خلال هذه الاشتباكات التي تقع، وفقًا لمصادر مختلفة، على بعد عشرات الكيلومترات من كيدال.
لكن استحالة الوصول إلى المنطقة بسبب انعدام الأمن وموقعها الجغرافي، يعقد الحصول على معلومات عن الأحداث.
وأصبح شمال مالي منذ الصيف مسرحا للتصعيد بين الأطراف الموجودة هناك، وهي الجيش النظامي والمتمردون وأيضا إرهابيون.
وأدى انسحاب بعثة الأمم المتحدة التي دفعها المجلس العسكري الحاكم إلى الخروج، إلى سباق للسيطرة على هذه المنطقة.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MS4yNiA= جزيرة ام اند امز