التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في العاصمة الروسية موسكو.
وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى موسكو نظرا لما تمر به الساحة الدولية من حرب تكسير عظام جراء الحرب الروسية الأوكرانية، بعد أن أصبح العالم على شفا كارثة، بعد تلويح أطراف متصارعة في أوكرانيا باستخدام السلاح النووي.
هذا التلويح الخطير خطوة تعكس شعور القيادة الإماراتية بالمسؤولية تجاه وقف تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية في العالم أجمع، وهي خطوة تتطلب شجاعة لا يمتلكها إلا شخص استثنائي كشخص الرئيس محمد بن زايد آل نهيان.
وحرصت الخارجية الإماراتية على تأكيد الهدف من زيارة رئيس الدولة لموسكو، وهو بحث فرص وقف الحرب والذهاب إلى الحوار، وإيجاد الحلول الفاعلة، خاصة أن الخارجية الإماراتية تمتلك العديد من الأدوات للتواصل مع جميع الأطراف والوقوف على مسافة واحدة منها.
هنا تُظهر زيارة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى موسكو ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذلك التوقيت الحساس، في ظل محاولات الغرب المستمرة لعزل روسيا عن العالم عبر سلاح المقاطعة الذي لم يسفر عن شيء، مدى قوة واستقلالية وسيادة القرار الإماراتي، إذ فضّلت القيادة الحكيمة لدولة الإمارات منهج الحوار ووقف الحرب منذ انطلاق الأزمة في فبراير الماضي.
فرجل السلام وصاحب الحكمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أصر على إتمام الزيارة المجدولة لموسكو بالتزامن مع خطوات إماراتية دبلوماسية رصينة لوضع حد للتوتر الذي ألقى بتداعياته السلبية على العالم كله، في الوقت الذي تسعى فيه أطراف أخرى لتأجيج الصراع، على أمل استنزاف روسيا وتدمير أوكرانيا ومن ورائها أوروبا كلها.
هنا تتجلى قدرة صاحب الرؤية العميقة والعقلية الحكيمة في التعامل مع ذلك المشهد المعقد للحرب الروسية-الأوكرانية، والذي تتداخل فيه كل الأطراف، ولعل هذا هو المتوقع دائما من زعيم عالمي قادر على صنع خط تواصل هادئ بين موسكو وكييف لوقف الحرب وعدم الذهاب إلى مواجهات لا يعلم مداها وخطرها أحد، ويكفينا فخرًا أن زعيمًا عربيًّا استثنائيًّا يذهب لصنع السلام ووقف نزيف الدماء بين شعوب الأرض مثلما يفعل محمد بن زايد آل نهيان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة