بعد أربعة أسابيع من اليوم يترقب الأمريكيون والعالم نتيجة التجديد النصفي للكونجرس في 8 نوفمبر المقبل، والتي تحدد مصير "بايدن"، سواء سلطة كاملة، أو فوز الجمهوريين ومعه غل يد ساكن "البيت الأبيض".
وعلى مدار عقود ماضية، لم يفُز الحزب الذي يدير البلاد بانتخابات التجديد النصفي، فسبق أن خسر الرئيس السابق دونالد ترامب، ومن قبله باراك أوباما في 2010، كذلك جورج بوش في 2006 وبيل كلينتون في 1994، ورونالد ريجان في 1986، أغلبية مقاعد حزبهم بمجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي.
وتولى "بايدن" منصبه في يناير 2021 في خضم أزمة جائحة كورونا، ومع قرب تعافي البلاد من الآثار الاقتصادية للأزمة الصحية العالمية جاءت الحرب الروسية-الأوكرانية، التي انعكست تداعياتها على العالم أجمع وزادت من مستويات التضخم.
انعكست الأزمات الاقتصادية على شعبية الرئيس الأمريكي حتى اقتربت الأسبوع الحالي من أدنى مستوياتها خلال فترة رئاسته، وفق استطلاع لـ"رويترز"، حيث شكت الأغلبية من ارتفاع أسعار الطاقة وانعاكساتها على حياتهم.
لكن الاستطلاع حمل بصيصا من الأمل للرئيس الأمريكي، الذي اعتبر أنه يُبلي بلاء حسنًا في خضم أزمات تعصف بالعالم، بسبب السياسات الأخيرة التي انتهجها، والتشريعات، التي نجح في إنجازها خلال العامين الماضيين، ما قد يرجح كفة اللون الأزرق، الذي يشير إلى الحزب الديمقراطي، على حساب اللون الأحمر لـ"الجمهوريين".
وبهدف تهدئة أسعار النفط، التي ارتفعت جراء الحرب الروسية-الأوكرانية وتعافي الطلب بعد جائحة فيروس كورونا، أوعز الرئيس الأمريكي بدعم السوق العالمية بـ10 ملايين برميل إضافية من الاحتياطيات الاستراتيجية الأمريكية بعد قرار مجموعة "أوبك+" خفض إنتاج النفط، بالإضافة إلى 180 مليون برميل تمت الموافقة عليها في مارس الماضي.
كما أن حالة الانقسامات والضعف في الحزب الجمهوري وأزمة الهوية، التي يعاني منها، باتت واضحة في الأداء المتفاوت للمرشحين، الذين اختارهم ترامب شخصيا لمجلس الشيوخ في ولايات يرجح أن تشهد معارك انتخابية، مثل بنسلفانيا وجورجيا وأريزونا وأوهايو، ومسائل أخرى تعرض للخطر آفاق حصول الجمهوريين على أغلبية في انتخابات نوفمبر.
فهل يسير "بايدن" على خطى أسلافه أم يتجه نحو الحالة الوحيدة التي تم فيها كسر القاعدة قبل عقدين من الزمان حين فاز الجمهوريون بزعامة جورج دبليو بوش بأغلبية بسيطة بلغت 8 مقاعد في مجلس النواب، في وضع استثنائي عام 2002؟ هذا الوضع الذي كان ناتجا عن التأثير، الذي خلقه تجمع الأمريكيين خلف الرئيس، بعد عام واحد فقط من هجمات 11 سبتمبر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة