لقد خلقت أندية الصفوة لنفسها سقفا من التوقعات ومن ثم لا يمكن السماح بفترات انتقالية طويلة.. لكن فقط تراجع نسبي في النتائج
خلقت الأندية الكبرى، أو ما يطلق عليها أندية الصفوة، لنفسها سقفا من التوقعات، ومن ثم فهي لا تسمح بفترات انتقالية طويلة، لكن فقط بتراجع نسبي في النتائج.
إن تلك الأندية هي التي طلبت أن تتميز وتنفصل وينظر إليها على أنها أفضل من البقية سواء بطلب عوائد أكثر من حقوق بث المباريات أو عند طلب نجومها للحديث في البرامج ومن ثم حين تخسر لا يجب النظر للأمر على أنه شيء اعتيادي
يجد مانشستر يونايتد نفسه الآن في سلسلة متتالية من النتائج السلبية، وبدرجة قريبة دخل توتنهام نفس الدائرة، وربما تطال الدائرة مانشستر سيتي قريباً لو ظل في دوامة فقدان النقاط خلال الصراع مع ليفربول، وهذه ضريبة أن تكون من أندية الصفوة.
في أيام التحولات السريعة لم تكن خسارة مباراة - أو حتى الدوري كله - تعني انهيار فريق ما، وكان الاستثناء الوحيد وقتها ليفربول، في وقت ما قبل البريميرليج، حث كانت الأندية تتغير مراكزها وأوضاعها بل تهبط وتعود بسرعة ودون سقف كبير من التوقعات.
في موسم 1972-1973 كانت الفرق الـ5 الأوائل هي ليفربول وأرسنال وليدز يونايتد وإبسويتش تاون وولفرهامبتون، وفي الموسم التالي حل أرسنال عاشراً والفولفز في الترتيب الـ12، وفي الموسم الذي تلاه حل أرسنال في المركز السادس عشر، وولفرهامبتون في المركز الـ12.
ولم يقم أي فريق بتغيير المدرب، وأنهى إبسويتش الموسم في المركز الرابع مرتين، ثم الثالث، ولم يقرر أحد وقتها أن المدرب بوبي روبسون أخذهم إلى أفضل ما يمكنه قيادتهم إليه.
إن مانشستر يونايتد بكل وضوح يمر بفترة من الاضطرابات في الوقت الحالي، لكن لا يوجد شعور بقبول الخسارة من نيوكاسل، لأن خسارة من نيوكاسل أو برايتون في الوقت الحالي هي أكبر من الخروج من كأس العالم، أو هكذا يتم النظر إليها من عين غاضبة.
حالة الغضب من الهزائم ليست مجرد تخيلات إعلامية، لكن الوقت المخصص للبرامج التي تتحدث عن الدوري الإنجليزي على الهواء والمساحات التي تمنحها الصحف جعلت الأمر أكثر كثافة، بالإضافة لوسائل التواصل الاجتماعي التي تمنح كل مشجع ميكروفونا للتعليق، حين تخسر يبدو وكأن العالم بأسره يتحدث عنك، هذا لأن أندية النخبة هي التي وضعت الأزمة لنفسها برفع سقف التطلعات.
إن تلك الأندية هي التي طلبت أن تتميز وتنفصل وينظر إليها على أنها أفضل من البقية، سواء بطلب عوائد أكثر من حقوق بث المباريات، أو عند طلب نجومها للحديث في البرامج، ومن ثم حين تخسر لا يجب النظر للأمر على أنه شيء اعتيادي.
أندية الصفوة يجب أن تفوز دوماً بالنظر إلى مكانتها بين الأندية، ويجب أن تقدم كل شيء بشكل جيد.
في مانشستر يونايتد، حصل مورينيو على المركز الثاني خلف مانشستر سيتي، وفاز لويس فان جال بكأس الاتحاد الإنجليزي، لكن لم يحبهما الجمهور لأن كرتهما لم تكن جميلة.
أندية الصفوة فرضت على نفسها معايير لا يمكن أن تجتمع في موسم واحد، نتائج وبطولات وأداء جيدا، وهذا ما يخلق الضغط على أندية مثل يونايتد أو توتنهام، فالفريقان لديهما ما هو أفضل من ترتيبهما الحالي في جدول الدوري الإنجليزي.
نقلاً عن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة