تركيا تدرب قوات موالية لها بسوريا على الإنزال الجوي تمهيدا لاقتحام منبج
الجيش التركي بدأ في تدريب قوات سورية موالية له على عمليات إنزال جوي في سابقة هي الأولى مع نشر الناتو آليته في محيط كوباني شمال البلاد.
بدأ الجيش التركي تدريب قوات سورية موالية لأنقرة على عمليات إنزال جوي في سابقة هي الأولى، ما يؤشر على قرب عملية عسكرية في منبج شرقي البلاد طالما لوحت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان بالإقدام عليها.
وكشفت مقاطع مصورة تداولها نشطاء ومراقبون أتراك وسوريون عن عمليات تدريب مقاتلين تابعين لأنقرة على عمليات إنزال جوي يعتقد أنها تمهد لعملية مدعومة من تركيا تستهدف مناطق سيطرة الأكراد شرقي نهر الفرات.
ونشر مصطفى سيجري وهو قيادي في الجيش السوري الحر الموالي لتركيا، صورا من التدريبات على عمليات الإنزال الجوي عبر حسابه في "فيسبوك"، وعلق قائلا إن "وحدات خاصة من الجيش الوطني أنهت التدريبات المكثفة على عمليات الإنزال الجوي (الأولى من نوعها)".
وتوغل الجيش التركي ومليشيات سورية موالية له في منطقة عفرين السورية مطلع العام الماضي، في عملية عسكرية أثارت غضبا دوليا وعربيا واعتبرت اعتداء على السيادة السورية.
والتحرك التركي في الشمال السوري يأتي في سياق فزع أنقرة من مد الأكراد لمناطق سيطرتهم بطول الشريط الحدودي بين البلدين والمطالبة بحكم ذاتي.
وأشار المحلل الأمني التركي عمر أوزكيزلجيك، في حسابه على "تويتر" إلى أن تدريب القوات السورية على عمليات الإنزال الجوي يأتي في إطار الاستعداد لعملية عسكرية ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية في منبج وشرق الفرات.
ويرى مراقبون أن التصعيد التركي المحتمل يأتي في جانب منه للتعمية على هزيمة حزب أردوغان في الانتخابات المحلية، بالقفز إلى الأمام وقطع الطريق على التسوية السياسية في سوريا مع إعلان هزيمة تنظيم داعش.
وخسر حزب أردوغان المدن الرئيسية في الانتخابات البلدية التي جرت أوائل الشهر الجاري، وأبرزها العاصمة أنقرة وإسطنبول التي تمثل رمزية كبيرة في مسيرة الرئيس التركي.
ومنذ أوائل العام الجاري يلوح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن عملية عسكرية في منبج السورية ضد الأكراد الذين لعبوا دورا رئيسيا في هزيمة تنظيم داعش الإرهابي.
وتسببت تهديدات أردوغان باستهداف منبج التي تضم قواعد لقوات أمريكية في تأخير إعلان النصر على تنظيم داعش الإرهابي.
وتدريب قوات سورية على عمليات الإنزال الجوي هو التطور الأول من نوعه ويتزامن مع تصريحات تركيا عن إنشاء غرفة عمليات على الحدود السورية- التركية لإدارة العمليات العسكرية ضد القوات الكردية، كما يتزامن أيضا مع إعلان حلف الناتو نشر آليات تابعة له في محيط كوباني البلدة التي شهدت بداية النهاية لتنظيم داعش الإرهابي.
وتشكلت في كوباني أول نواة للقوات الكردية التي مثلت رأس الحربة في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي الذي أعلن رسميا نهاية دولته المزعومة الشهر الماضي.
وتسعى دول أوروبية لكبح جماح أردوغان الذي يحاول بسط نفوذه في الشمال السوري للضغط على الأكراد بمنطقة عازلة.
وكانت روسيا قد اقترحت العودة لاتفاقية أضنة التي أقرت بين أنقرة ودمشق في أواخر تسعينيات القرن الماضي لتنظيم التدخل التركي في الشمال السوري بعمق 5 كيلومترات للحد من نشاط حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا كتنظيم إرهابي.