رحلة إرهابي مانشستر من المخدرات إلى التفجير
رحلة غريبة عاشها العبيدي من تدخين الحشيش إلى التطرف انتهت بارتكابه جريمة شنعاء في بريطانيا.
في الساعات الأولى من فجر يوم الثلاثاء الماضي تعرضت المملكة المتحدة لتفجير إرهابي بقاعة احتفالات في مدينة مانشستر، مما أسفر عن مقتل 22 شخصاً وإصابة العشرات، على يد مرتكب هذه الجريمة الشنعاء وهو الشاب البريطاني من أصل ليبي سلمان العبيدي.
في تقرير مطول عن الحادث، قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن العبيدي كان يدخن حشيش القنب، موضحة أن المحققين يجمعون تدريجياً رحلة العبيدي من الإقلاع عن الحشيش إلى أن أصبح انتحارياً في تنظيم "داعش" الإرهابي، بينما تترنح مانشستر جراء أسوأ هجوم إرهابي يضرب المملكة المتحدة خلال عقد من الزمان.
وتقول الصحيفة إن ما هو مذكور عن العبيدي، 22 سنة، أنه كان "شابًا مرحاً" شرب الخمر ودخن المخدرات وربما كان له علاقات مع عصابات محلية قبل أن يظهر بصورة متدينة بدرجة متزايدة بينما يتعمق في التطرف.
هذا النوع من التحول موثق في العديد من أكثر الإرهابيين دموية في أوروبا، بما في ذلك المجرمون الصغار وتجار المخدرات في خلية داعش المسئولة عن هجمات باريس وبروكسل.
وجدت دراسة لمركز مكافحة الإرهاب الأمريكي، أن أغلب عناصر داعش لم يكونوا دائماً مسلمين ملتزمين، وكانوا عاطلين أو طلابا ومن أصول مهاجرة، وتنطبق كل هذه العوامل على العبيدي.
وتحقق السلطات البريطانية في روابط العبيدي المحتملة مع المسلحين ومتعهدي توريد المجندين من تنظيم داعش الإرهابي، الذي أعلن مسئوليته عن مجزرة العبيدي.
ولد العبيدي في المملكة المتحدة لوالدين فرا من نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وقد أظهر علامات على تطرفه واتجاهه إلى الإرهاب بما في ذلك تعليق العلم الأسود المشهور لهذه الجماعات الإرهابية من منزله في مانشستر، ولكن لم يثر العبيدي ذعراً كافياً يدعو لتدخل القوات الأمنية البريطانية.
وأكدت إدارة أكاديمية برناج للبنين أنه كان طالباً هناك في الفترة ما بين 2009 وحتى 2011، ولكنها أشارت إلى عدم قدرتها على تقديم المزيد من التفاصيل نظراً للتحقيق المستمر.
والتحق العبيدي بجامعة سالفورد البريطانية للحصول على درجة جامعية في الأعمال والإدارة، ولكنه ترك الدراسة في بداية عامه الدراسي الثاني في سبتمبر/أيلول، وحصل على وظيفة في أحد المخابز.
لم يكن العبيدي معروفاً للجيران في حي فالوفيلد في مانشستر، ولكن لاحظ البعض أنه أطلق لحيته وبدأ في ارتداء زي ديني في الشهور الأخيرة، وأوضح شخص قال إنه عرف العبيدي من المدرسة، إنه كان شاباً مرحاً واجتماعياً ولكن منذ ذهابه إلى ليبيا في 2011 عاد إلى بريطانيا شاباً مختلفاً.
أشار الشخص إلى أن العبيدي اعتاد شرب الخمر وتدخين الحشيش، ثم فجأة أصبح متديناً ولم يره منذ عام 2012، حسب ما نشرته الصحيفة البريطانية.
كما تشير أدلة أخرى إلى ظهور علم أسود مرتبط بالجماعات الإرهابية على منزل العبيدي، فقال أحد الجيران لشبكة "بي بي سي" البريطانية، إنه كان هناك علم أسود بكتابة عربية عليه فوق السطح لفترة قليلة منذ سنوات قليلة.
وقال قادة مسجد دوسبوري المركزي -حيث يُقال إن والد العبيدي وشقيقه يصليان هناك- إنهم شعروا بالصدمة وإنهم لم يعرفوا العبيدي.
من جانبها، قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إن العبيدي كان معروفاً لدى الأجهزة الأمنية بأنه مساعد لمتعهد توريد المجندين لداعش رفائيل هوستي -وهو أيضاً من مانشستر- الذي قُتل في هجوم بطائرة دون طيار في سوريا العام الماضي.
قال صديق للأسرة، إن العبيدي وشقيقه إسماعيل ظلا في المملكة المتحدة عندما عاد والداهما إلى ليبيا مع بقية الأسرة منذ 4 سنوات، ولكنهما سافرا ذهابا وإيابا إلى البلد الذي مزقته الحرب.
عاد العبيدي من آخر رحلاته هناك قبل أيام قليلة من الهجوم، مما يثير الشكوك حول أنه ربما كان يعمل بمثابة "مهرب" يحمل حقيبة مفخخة صنعها مسلحو داعش، فقال صديق له إن العبيدي سافر إلى ليبيا منذ 3 أسابيع وعاد مؤخراً منذ أيام.
ثمة غموض حول تحركات العبيدي داخل البلاد، ولكن وزير الداخلية الفرنسي الجديد جيرار كولومب قال إنه ربما سافر إلى سوريا، موضحاً أن العبيدي سافر فجأة إلى ليبيا ثم من المرجح إلى سوريا، وأصبح متطرفاً وإرهابياً وقرر ارتكاب هذا الهجوم.
وبسؤال الوزير إن كان العبيدي جزءاً من شبكة إرهابية أكبر، أجاب بأنهم لا يعرفون شيئاً عن هذا الأمر في الوقت الحالي، ولكن روابطه بداعش مثبتة.
aXA6IDEzLjU5Ljg3LjE0NSA= جزيرة ام اند امز