بطولة رمضانية.. مانديلا يلهم الأولاد لاصطياد نسور قرطاج
ذكريات بطولة تحققت خلال شهر رمضان في أجواء خاصة لا تُنسى للبطل المتوج.. تابع التفاصيل
ربما لا توجد استضافة بطولة قارية هي فرصة مثالية لتحقيق لقب، حتى ولو لم يسبق لمنتخب تحقيقه، ذلك هو ما حدث مع منتخب جنوب أفريقيا عندما هزم تونس في نهائي رمضاني لكأس الأمم 1996.
تلك البطولة التي كانت استثنائية للفرق العربية من حيث الأداء، لكن وصول نسور قرطاج إلى النهائي لم يكن كافيا لضمان اللقب من براثن أصحاب الأرض.
فرصة تاريخية أتيحت لمنتخب جنوب أفريقيا بجيل مميز من اللاعبين من أجل اصطياد أول ألقابه الأفريقية، واستلهم روح البطولة والانتصار من الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا الذي حضر في تلك المباراة الرمضانية باستاد "فيرست ناشيونال بنك" بجوهانسبرج "سوكر سيتي" حاليا.
وبعد شوط أول سلبي جاءت بداية الثاني حماسية من الأولاد، وسجل هدف التقدم لأصحاب الأرض، مارك ويليامز المهاجم الذي حل بديلا بالدقيقة 65، ليحرز التقدم بعد 8 دقائق فقط بعد مشاركته.
وبعد دقيقتين من الهدف الأول جاء الهدف الثاني لجنوب أفريقيا، عن طريق ويليامز أيضا بعدما تسلم كرة في غياب رقابة الدفاع ليضع الكرة على يسار الواعر.
تونس وحلم اللقب الغائب
منتخب تونس، بقيادة مدربه البولندي هنري كاسبرزاك، واجه أكثر من تحد في تلك البطولة، ما بين الدعم الكبير لأصحاب الأرض لمنتخبهم، مقارنة بأي بلد عربي آخر يبعد عن ذلك البلد الجنوبي، حيث لا يضم أعدادا كبيرة من المشجعين، وأيضا الصيام في نهار رمضان، حيث أقيمت الأدوار النهائية من البطولة ومنها النهائي.
في نهار يوم الثالث من فبراير/شباط 1996، الموافق 14 رمضان 1416، كانت الغلبة لكتيبة المدرب الوطني كليف باركر، بينما قدم نسور قرطاج أداء باهتا ربما تأثروا فيه بحرارة الأجواء وضغط الجماهير.
الطريق إلى النهائي الرمضاني
بدأ البطل منتخب جنوب أفريقيا مشواره ضمن مجموعة تضم مصر والكاميرون وأنجولا، حيث فاز على أسود الكاميرون بنتيجة 3-0، ليوجه الأولاد تحذيرا شديد اللهجة لكل المنافسين، وفي المباراة الثانية فاز أصحاب الأرض على أنجولا 1-0.
أما المباراة الثالثة ففاز فيها منتخب مصر بهدف أحمد الكاس على المنتخب الجنوب أفريقيا، ليضمن كلاهما التأهل للدور الثاني.
واصل الأولاد الرحلة وتغلبوا على الجزائر 2-1، ثم تواصلت العروض القوية وحقق منتخب جنوب أفريقيا فوزا بثلاثية نظيفة على غانا في نصف النهائي.
أما نسور قرطاج فبدأت الرحلة بالتعادل مع موزمبيق 1-1 ثم الخسارة من غانا 2-1 ثم الفوز بثلاثية على ساحل العاج 3-1، الذي ضمن تأهل المنتخب التونسي.
لم تكن الأدوار الإقصائية طريقا ممهدا أمام منتخب تونس، حيث جاء الفوز بشق الأنفس على الجابون بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1.
وفي نصف النهائي فاز منتخب تونس على زامبيا 4-2، بعدما كان المنتخب الزامبي قد أطاح بالفراعنة من ربع النهائي.
أبرز نجوم المواجهة
منتخب تونس وإن لم يكن قد نجح في تقديم أداء مميز في النهائي لكن عدد من نجومه تركوا بصمة أبرزهم الحارس المخضرم والقائد شكري الواعر الذي نجح في إنقاذ أكثر من محاولة خطيرة.
الثنائي الهجومي مهدي بن سليمان وعادي سليمي ومعهما زبير بيا ولاعب الوسط قيس الغضبان كانوا أيضا من أبرز النجوم وإن خفت توهجهم نسبيا في تلك المباراة، بجانب المدافع هادي بالرخيصة ومنير بوقديدة
في المقابل جيل منتخب جنوب أفريقيا كان لامعا بقيادة المخضرم فيل ماسينجا وأيضا المدافع الأنيق مارك فيش والقائد نيل توفي ولاعب الوسط الأسطوري دكتور كومالو والمهاجم شون بارتليت، والهداف جون موشوي.
ولا ينسى عشاق الكرة الأفريقية مشهد ارتداء نيلسون مانديلا قميص منتخب بلاده وتتويجه للاعبين واحتفاله معهم باللقب القاري.
aXA6IDUyLjE0LjEwMC4xMDEg جزيرة ام اند امز