"رجل المانجروف".. قصة هندي يكافح تغيرات المناخ بالزراعة
بموجب التغيرات المناخية، تعاني جزيرة فيبين، الواقعة على الساحل الغربي في الهند، من الفيضانات التي تغمر شوارعها بين حين وآخر.
ويُجبر سكان الجزيرة، الواقعة في ولاية كيرالا، على ترك منازلهم، فتغيرات المناخ جنت عليهم بارتفاع مستوى سطح البحر، بخلاف الفيضانات التي تباغتهم باستمرار.
بتكرار هذه الظواهر، حمل صياد متقاعد لواء حماية الجزيرة من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، ببذل جهد مضن لتلافي تبعات الفيضانات، التي بلغ ارتفاعها صدر حفيده الصغير بحسب روايته.
رجل المانجروف
يكافح الصياد، الذي يُدعى تي بي موروكيسان، لتخفيف آثار ارتفاع منسوب المياه في الجزيرة، فعمل على زراعة أشجار المانجروف على طول سواحل جزيرة فيبن، حتى بات معروفًا وسط السكان بلقب "رجل المانجروف".
زرع "موروكيسان"، بحسب ما نقلته "يورونيوز"، ما يزيد على 100 ألف شجرة مانغروف، في نشاط بدأه منذ عام 2014، حتى تحولت الجزيرة إلى ما يشبه غابة محتضنة لهذا النوع من النباتات، التي بدورها تخفف من شدة الفيضانات.
تفاني "موروكيسان" في عمله التطوعي، أجبر مسؤولين في بلاده على تكريمه، بخلاف تعاون منظمات غير حكومية معه دعمًا لنشاطه، بحيث يمدونه بشتلات المانجروف حتى يزرعها بنفسه.
فوائد أشجار المانجروف
تعتبر أشجار المانجروف بمثابة "دفاعات ساحلية طبيعية" ضد ارتفاع مستوى سطح البحر، والمد والجزر، وعرام العواصف، وهي تزدهر في المياه المالحة، وتساعد على استقرار التربة وحماية الشواطئ من التآكل، خاصةً وأن جذورها تحت الأرض متشابكة.
يقول "موروكيسان" إنه نشأ محاطًا بأشجار المانجروف، مؤكدًا أنها ساهمت في حماية منزله من الفيضانات، حتى باتت جزءًا لا ينفصل عن حياته.
أوضح "رجل المانجروف" أن الجزيرة محاصرة ما بين ارتفاع مستوى سطح البحر، وما سماه "خطر المياه النائية" المتمثلة في البحيرات وغيرها: "نحن عالقون بين البحر والمياه النائية. من المحتمل أن تبتلعنا الجزيرة في فترة".
انخفاض أعداد المانجروف
وفق إحصائيات المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، ارتفع متوسط مستوى سطح البحر عالميًا بمقدار 4.5 ملم سنويًا بين عامي 2013 و2022، حتى باتت المدن الساحلية في دول مثل الهند والصين وهولندا وبنغلاديش مهددة.
كما أشارت إدارة الغابات في كيرالا، إلى أن مساحة زراعة أشجار المانغجروف في الولاية انخفضت من 700 كيلومتر مربع إلى 24 كيلومترًا مربعًا فقط منذ عام 1975.
صرح مدير المركز المتقدم لأبحاث رادار الغلاف الجوي في جامعة كوشين للعلوم والتكنولوجيا، أبهيلاش إس، بأن الفيضانات الساحلية باتت أمرًا شائعًا: "لقد ارتفع مستوى سطح البحر وألحق أضرارًا بإمدادات المياه العذبة، كما تفاقم تآكل البحر".
aXA6IDMuMTM4LjEyNS44NiA= جزيرة ام اند امز