بداية مبكرة لموسم حرائق الغابات.. ماذا فعلت تغيرات المناخ؟
يسود القلق الأوساط الفرنسية في اليومين الماضيين، بعدما فوجئ المسؤولون بنشوب ألسنة اللهب وسط غابات في جنوب البلاد.
وعانى الجنوب الفرنسي على مدار أشهر الصيف في العام الماضي، من ويلات حرائق الغابات، بحيث تآكلت آلاف الهكتارات من الأراضي، إلى جانب تدمير عشرات المنازل ونزوح آلاف السكان عن منازلهم.
واشتدت حدة حرائق الغابات في هذه الفترة في شهر أغسطس/ آب مع تعرض فرنسا لموجات حارة غير مسبوقة، ومن ثم، بات نشوب ألسنة اللهب في أبريل/ نيسان الجاري يثير حيرة المتخصصين.
ناقوس خطر
بنهاية الأسبوع الماضي، التهمت ألسنة اللهب ما يزيد على 1000 هكتار من الأراضي الممتدة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط في بلديتي بانيولس سور مير وسيربير جنوب فرنسا، كما امتدت النيران إلى المناطق الحدودية مع إسبانيا.
دفعت هذه الواقعة الجهات المعنية في فرنسا إلى التحذير من "تنامي مخاطر حرائق الغابات" المرتبطة بتغيرات المناخ، خاصةً وأن مئات رجال الإطفاء لا يزالون يكافحون ألسنة اللهب.
البداية مبكرة
خلال زيارته للمناطق المتضررة من الحرائق، صرح وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، بأن موسم الحرائق بدأ مبكرًا نتيجة ارتفاع درجة حرارة المناخ.
الاستنتاج السابق أكد عليه خبراء المناخ بحسب ما نقلته "يورونيوز"، فأشاروا إلى أن حرائق الغابات الكبرى في أوروبا "بدأت الآن في وقت مبكر من هذا العام، وأصبحت أكثر تواترًا وأصعب من حيث إيقافها وتتفاقم أضرارها".
توقع العلماء أن الآثار السلبية للحرائق باتت مرشحة للزيادة مع اشتداد حدة تغيرات المناخ.
سبب اندلاع الحرائق في وقت مبكر
أكد الخبراء على أن تفاقم موجات الجفاف التي عانت منها الأراضي الفرنسية خلال العام الماضي، كانت من العوامل التي مهدت إلى اندلاع حرائق الغابات في توقيت مبكر.
وعانت فرنسا من نقص كمية الأمطار المتساقطة في فصل الشتاء الماضي، مما جعل الغابات شديدة الجفاف، بشكل عرضها لمخاطر أكبر فيما يخص اندلاع النيران فيها.
تدابير مواجهة الأزمة
لاحتواء الأزمة، حثت السلطات الفرنسية السكان على قطع الأشجار حول ممتلكاتهم، إلى جانب التحذير من إلقاء أعقاب السجائر حتى لا تندلع الحرائق عن دون قصد.
وينتشر رجال الإطفاء، مدعومين بطائرات، في بلديتي بانيولس سور مير وسيربير، وأعلن المتحدث باسم خدمات الإنقاذ الفرنسية، أرنو ويلم، أن العناصر احتوت الحرائق، لكنها ما زالت تعمل على منع انتشارها.
أما في إسبانيا، فبلغت ألسنة اللهب بلدة بورتبو وانحصرت فيها بحسب ما أعلنت عنه الجهات المعنية، التي قررت إغلاق حركة المرور على طريقين حدوديين، وتعطيل خدمة القطارات التي تربط بورتبو بسيربير في فرنسا.
فيما أجلت السلطات الإسبانية 50 شخصًا من منازلهم، الواقعة بالقرب من بورتبو، بشكل مؤقت، كما وفرت أماكن إيواء لـ20 فرنسيًا منعتهم الإجراءات سالفة الذكر من الوصول إلى موطنهم.