إعادة البناء.. حل ينهي أزمتي المناخ والتنوع البيولوجي
تعتبر تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، من بين التوجهات التي يسعى العلماء إلى توسيعها مستقبلًا، للحد من الآثار السلبية لتغير المناخ.
ويجتهد الخبراء في التوصل إلى تقنيات تؤدي هذا الغرض بفعالية ودقة عاليتين، للحد من مضاعفة الانبعاثات الكربونية في الغلاف الجوي، بما يعجل بالوصول إلى "نقطة اللا عودة"، التي تفقد عندها الكرة الأرضية فرص النجاة.
مما سبق، سعى العلماء إلى البحث عن وسيلة تؤدي نفس الغرض، لكن دون الاعتماد على أي من الطرق التكنولوجية، حتى وجدوا ضالتهم فيما يُعرف بـ"النظام الإيكولوجي".
تعزيز امتصاص الكربون
توصلت دراسة حديثة، أعدها 15 عالمًا من 8 دول، إلى أن حماية الحياة البرية والحفاظ على الكائنات المهددة بالانقراض حول العالم، يعزز عملية امتصاص وتخزين الكربون.
فحص العلماء 9 مجموعات من الكائنات البرية والبحرية، منها الحيتان، وأسماك القرش، والذئاب الرمادية، وثعالب البحر، وثيران المسك، وأفيال الغابات الأفريقية، وثور البيسون الأمريكي.
بموجب الفحص، اكتشف الخبراء أن حماية أو استعادة تجمعات الحيوانات سالفة الذكر، يسهل عملية امتصاص الكربون، بكمية تصل إلى 6.41 جيجا طن سنويًا، وهي نفس الكمية التي من المتوقع خفضها من الانبعاثات المتواجدة في الغلاف الجوي.
كما نوه العلماء، بحسب ما نقلته "فوربس"، بأن الكمية المستهدفة من عملية امتصاص وتخزين الكربون، تعادل 95% مما هو مطلوب سنويًا لتحقيق أحد أهداف اتفاقية باريس، بما يعني منع ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى 1.5 درجة مئوية.
حيوانات أخرى
عدّد العلماء بعض الحيوانات الأخرى التي بإمكانها أداء نفس الدور، منها الجاموس الأفريقي، ووحيد القرن الأبيض، والبوما، والدينغو، ورئيسيات العالم القديم والجديد، وخفافيش الفاكهة، وفقمات الميناء، والسلاحف البحرية ضخمة الرأس.
قال أوزوالد شميتز، المؤلف الرئيسي للدراسة: "أنواع الحياة البرية من خلال تفاعلها مع البيئة هي الحلقة المفقودة بين التنوع البيولوجي والمناخ".
أضاف "شميتز"، بحسب ما ذكره في بيان صادر عنه، أن إعادة تكوين مجموعات الحيوانات بغرض تعزيز التقاط الكربون وتخزينه، هي تقنية تُعرف باسم "تنشيط دورة الكربون": "هذا التفاعل يعني أن (إعادة البناء) يمكن أن تكون من بين أفضل الحلول المناخية القائمة على الطبيعة والمتاحة للبشرية".
بشكل عام، ذكر العلماء في ورقتهم البحثية، أن الحيوانات البرية والبحرية مؤثرة على دورة الكربون في النظم البيئية، لأنها تنجز الأمر ببساطة عن بحثها عن الطعام، وترسب العناصر الغذائية والكربون العضوي، ونثر البذور، ويعني غياب هذه الكائنات إحداث تغيير كبير في ديناميكيات امتصاص الكربون وتخزينه.
كما استنتجت الدراسة أن "حل أزمتي المناخ والتنوع البيولوجي مترابطتان بشدة"، حتى أكد العلماء على أن حلول المناخ الطبيعي أساسية لتحقيق أهداف اتفاقية باريس، مع خلق فرصة إضافية لتعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي.