المغربي محمد المعزوز: المبدع العربي يعاني لإغراء القارئ بكتاباته
الروائي المغربي محمد المعزوز يتحدث لـ"العين الإخبارية" عن روايته "بأي ذنب رحلت"، ودور المثقف العربي ورأيه في المشهد الثقافي الحالي.
قال الروائي المغربي محمد المعزوز إن المثقف العربي أصبح لا أثر له في الناس الذين يعاصرونه ويعيشون معه، وإن المبدع العربي يعاني صعوبات لإغراء قارئه بكتاباته، في ظل هيمنة مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف "المعزوز"، الذي كان العام الماضي على رأس المرشحين لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، وهو باحث وكاتب مغربي ولد عام 1959، أن المشهد الإبداعي والثقافي في المغرب والعالم العربي، يعيش وضعاً سيئاَ لعدم مجاراته التحولات التكنولوجية والقضايا التي تخص الإنسان المعاصر.
"المعزوز" تحدث لـ"العين الإخبارية" عن روايته "بأي ذنب رحلت"، ودور المثقف العربي ورأيه في المشهد الثقافي الحالي، في سياق الحوار التالي..
ما الذي أردت قوله في "بأي ذنب رحلت" كعنوان وفكرة وتدوين روائي؟
أقول في هذه الرواية إن العالم أصبح رديئاً جداً، وطينة الخيرين والأنقياء بدأت تتحلل وتندثر، والرواية حاولت رصد هذا الواقع المرير من خلال قراءة سردية لآفة السياسة وتغلغلها في البلاد.
في الرواية دعوة لمقاومة القبح وتشوه الجانب الإنساني لدى كثيرين.. ماذا قصدت بها؟
"بأي ذنب رحلت" تأمل فلسفي لعلاقة المثقف العربي بالسلطة وبالدين وبالسياسة وبالمجتمع، وهو التأمل الذي يثير الإشكالات الوجودية الكبرى المتعلقة بعلاقة الإنسان بذاته.. وتضعنا الرواية أمام الاعتلال الذي يسكن الجسد، وما يجعل النفس قلقة ومضطربة.
ما هدفك من الرواية؟
دعوة الرواية إلى الفلسفة والجمال، هي دعوة للعودة إلى الآدمية وتحصينها ضد القبح والعدم، فكل شخصيات الرواية التي تمثل هذا الاتجاه جاءت من معاناة تاريخية، لذلك ارتأت أن تتحمل مسؤوليتها في هذه الظروف العصيبة، ببعث قيم الخير والحق والعدل عبر الجمال والتأمل الفلسفي.
كيف تقرأ المشهد الإبداعي والثقافي في المغرب والعالم العربي اليوم؟
يعيش وضعاً سيئاً بسبب عدم مجاراته للتحولات التكنولوجية والقضايا التي تخص الإنسان المعاصر، وهي قضايا تختلف مطلقا عن إنسان الأمس، فأصبح الكاتب يعاني لإغراء القارئ بكتاباته.
نحن اليوم نكتب دون أن نعي ماذا نكتب، وهنا أقول لا بد أن نعي اليوم كيف نخطط لكتابة الرواية، خاصة أن الكتابة الروائية الآن أصعب من الماضي؛ لأنها اليوم أمام مستجد يخص إنسان مبهم، تسيطر عليه وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يشبه الإطلاق.
هناك من يتحدث عن تراجع دور المثقف المغربي.. كيف ترى درجة تأثير المثقفين في بلاده؟
حاولت روايتي "بأي ذنب رحلت" أن تجيب عن هذا السؤال، لقد أفرغ المثقف العربي من معناه، وبات لا أثر له في الناس الذين يعاصرونه ويعيشون معه، أكاد أجزم بموت المثقف الإيجابي أو المثقف المؤثر.
هل هناك ثمة علاقة بين كتاباتك وحياتك؟
نعم هناك علاقة قوية بين ما أكتب وبين ما أعيشه.. أكتب لأعيش عمراً مختلفاً مشاكساً ومشكّكا، حتى لا أكون من فصيلة القطيع.
هل الكتابة كما يصفها البعض "جلد للذات"؟
الكتابة تتعبني وتؤلمني كثيراً، هي أشبه من اقتلاع قطعة لحم حي من جسدي، أشبه بالحمى.
aXA6IDMuMTIuMzQuMTUwIA== جزيرة ام اند امز