منذ 42 عاما.. كيف فشلت صفقة انتقال مارادونا لإنجلترا؟
الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا فشل انضمامه منذ نحو 42 إلى أحد الأندية الإنجليزية.. تعرف على التفاصيل.
يمتلك دييجو أرماندو مارادونا، أسطورة الكرة الأرجنتينية والعالمية السابق، تاريخاً مميزاً في ملاعب أوروبا، سطره في رحلته الأولى مع برشلونة الإسباني من 1984 إلى 1986 قبل رحلة نابولي الإيطالي الحافلة بعد إحرازه لقب كأس العالم في السنة ذاتها.
لكن في السنوات الأولى لدييجو كانت موهبته الفذة موضع اهتمام عالمي لعدد من أندية أوروبا، كان من بينها يوماً ما نادي شيفيلد يونايتد عام 1978، حين كان يلعب في دوري القسم الثاني الإنجليزي.
في تلك الفترة سافر مدرب شيفيلد إلى الأرجنتين عقب نهاية بطولة كأس العالم التي استضافها البلد اللاتيني من أجل البحث عن مواهب، وبالفعل وجد موهبة يراها كثيرون الأفضل في تاريخ كرة القدم، لكن الصفقة لم تكتمل رغم موافقة دييجو.
رحلة استكشافية
كانت البداية حين سافر هاري هاسلام، المدير الفني لشيفيلد يونايتد في ذلك الحين، إلى الأرجنتين لإجراء جولة استكشافية للبحث عن موهبة صاعدة، ليخطف دييجو أرماندو، لاعب فريق جونيور أرجنتينوس المحلي، أنظار المدرب المخضرم.
وقد انبهر مدرب شيفيلد على الفور بالفتى البالغ من العمر 17 عاماً، والذي رفض الجهاز الفني لمنتخب التانجو وقتها ضمه لقائمة كأس العالم التي فاز بها الفريق لاحقا على أرضه بسبب صغر سنه.
أسباب فشل الصفقة
ويروي جون لودين، مؤلف كتاب "مغامرة مارادونا في أوروبا" أن الأسطورة الأرجنتينية كان قد قرر الانتقال إلى شيفيلد الذي كان وقتها يلعب في القسم الثاني في إنجلترا، لكن الصفقة توقفت لمجموعة أسباب مختلفة.
وأوضح لودين أن: "مارادونا كان جاهزاً للرحيل، قيمة الصفقة كان يفترض أن تكون 400 ألف إسترليني، لكنها كانت تشمل ضم لاعب آخر هو كارلوس فرين، وحتى تذاكر الطيران كانت قد حجزت".
إلا أن الأمور انقلبت رأسا على عقب، وفقا للودين، بسبب: "جشع وكيلي اللاعبين الخاصين بمارادونا وفرين، اللذين طالبا أموالاً أكبر مما أوقف الصفقتين.. لقد كان عبقرياً مارادونا في تلك الفترة".
ويروي لودين أن هناك سببا آخر بعيداً عن جشع الوكلاء متعلقا بالسياسة، أدى إلى خوف إدارة شيفيلد من العواقب الوخيمة لاتخاذ الصفقة أبعادا أخرى، ما جعل إدارة النادي تصرف النظر عن إكمالها.
ورغم تألق مارادونا الأسطوري في السنوات اللاحقة فإن خوف مسؤولي شيفيلد كان صحيحاً، حيث اندلعت عام 1982 حرب الفوكلاند بين الأرجنتين والمملكة المتحدة على إقليمين واقعين في جنوب المحيط الأطلسي، تابعين لبريطانيا، وهما جزر فوكلاند وأقاليم جورجيا الجنوبية، وجزر ساندويش الجنوبية الملحقة بها.
بديل مارادونا
في المقابل، تعاقدت إدارة شيفيلد بمبلغ 160 ألف مع أليكس سابيلا لاعب فريق ريفربلات، والذي رحل بعدها بعامين مقابل 400 ألف إسترليني لفريق ليدز يونايتد الإنجليزي.
والغريب أن سابيلا الذي جاء بديلاً لمارادونا في شيفيلد عام 1978 جاء خلفاً له بعدها بـ33 عاماً في تدريب منتخب الأرجنتين، حين قاد مارادونا التانجو لربع نهائي المونديال في 2010، ثم قاد سابيلا التانجو في مونديال 2014 للنهائي، وفي المرتين خسرت الأرجنتين ضد ألمانيا 0-4 في 2010، ثم 0-1 في نهائي 2014.
على الجانب الآخر، بقي مارادونا في صفوف جونيورز إلى عام 1981 الذي شهد انتقاله لفريق بوكا جونيورز الذي انطلق منه لسماء كرة القدم الأوروبية عبر برشلونة في 1982 ثم نابولي في 1984 الذي كتب معه قصة أسطورية في ملاعب القارة العجوز.
وجسد مارادونا تألقه مع نابولي بقيادته للقبين للدوري الإيطالي، ولقب لكأس الاتحاد الأوروبي "الدوري الأوروبي حاليا"، ولقب للسوبر الإيطالي، ومثله لكأس إيطاليا.