المصريون في الأقصر وفي غيرها كانوا يُحمِّلون الإماراتيين رسائل محبة إلى شعب الإمارات،
في مدينة الأقصر، جنوبي مصر، حيث كتب تاريخ البشرية بعض أعظم فصوله، سجل "أبناء زايد" ملحمة حب لمصر الشقيقة، في الدورة الرابعة من "ماراثون زايد الخيري".
وقد أصبح الماراثون عُرْساً سنوياً يعكس بعض ملامح المحبة بين الشعبين الإماراتي والمصري، وعنوان هذه المحبة ورمزها الكبير هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.
ماراثون زايد الخيري في الأقصر كان رسالة إماراتية إلى العالم بأن مصر آمنة، وأن الإمارات تقف مع مصر بكل قوة من أجل قطع دابر الإرهاب وأعوانه وعقاب من يقفون وراءه، وأن مظاهر الأخوة بين الشعبين تمتد إلى كل المجالات.
لقد منَّ الله على زايد بالمحبة التي تفيض بها القلوب في كل مكان من العالم، وتتغنى بها شعوب وأمم مختلفة المواقع والديانات والأعراق والألوان، لكنك ستجد كثيراً من المصريين يصرُّون على أنهم أكثر من يحب "الشيخ زايد".
ويندر أن تذكر أنك إماراتي في أي مكان على أرض مصر دون أن تكون الكلمة الأولى التي تسمعها مباشرة هي اسم زايد.. ولا يُذكر زايد في مصر إلا مقروناً بالخير والمحبة والطيبة.. تسمع الدعاء له بالرحمة من قلوب المصريين، دافئاً صادقاً، فيخالجك يقين بأن هذا الدعاء يبلغ السماء من دون حجاب.
هذه البساطة الصادقة والعفوية في حب زايد لدى المصريين تظل سراً رغم كل التفسيرات.. ربما لأن الوالد الراحل نفسه كان يتحدث عن حبه لمصر بشيء من البساطة والعفوية، فحين يقول: "أوصيت أولادي دائماً أن يكونوا بجانب مصر"، فإنه ينقل رسالة عظيمة بلغة شديدة السهولة، تصل إلى قلب كل مَن يسمعها، ولا تخطئ هدفها على الإطلاق.
هذه البساطة الصادقة والصياغة العامرة بالمحبة وجدت طريقها سريعاً إلى قلوب المصريين، وإلى ذاكرتهم، وإلى وجدانهم الذي يحتفي بالحب والخبز والملح.
"ماراثون زايد" في رحاب الأقصر له معناه الخاص، الشعور بالجلال والرهبة يلف الفضاء المحيط بك، بين المعابد الشامخة التي طوت الأزمنة والعصور، والأعمدة التي طوعتها للفن وللعبادة وللخلود أيادي الصناع المهرة، وزينتها أزاميل الفنانين والنحاتين، وتطلع الإنسانية المبكر إلى البعث والخلود.
على هذه الأرض التي تحمل فيها كل ذرة رمل قبساً من روح التاريخ، كان "أبناء زايد" يصلون الماضي بالحاضر، معلنين عن ارتباطهم بمصر الموغلة في الحضارة.. مصر التي تحمل في شخصيتها ملامح من كل الحضارات التي صنعتها، والتي مرت عليها وتفاعلت معها، وأخذت منها وأعطت، وكوّنت من هذا المزيج شخصيتها الفريدة.
كان الشعور بالماراثون هذه المرة مختلفاً بعض الشيء، فهو "عام زايد" الذي يتسابق فيه أبناء الإمارات إلى التعبير عن المحبة التي يكنونها للراحل الكبير.
ذكرى زايد كانت على لسان كل مَن حضر هذا الحدث الرياضي الذي يستمد من المحبة ومن الخير وقوده ومدده، كل إماراتي كان يستشعر حضور زايد في المدينة المهيبة، ولم يكن المصريون أقل منهم شعوراً بهذا الحضور، وكان لمرور مائة عام على ميلاد الوالد القائد معناه بالنسبة إلى كل من شارك في الماراثون وكل من شهد وقائعه.
ماراثون زايد الخيري في الأقصر كان رسالة إماراتية إلى العالم بأن مصر آمنة، وأن الإمارات تقف مع مصر بكل قوة من أجل قطع دابر الإرهاب وأعوانه وعقاب من يقفون وراءه، وأن مظاهر الأخوة بين الشعبين تمتد إلى كل المجالات، وأن التفاهم والتعاون والعلاقات الوثيقة بين القيادة في الدولتين تستمد قوة فوق قوتها من عمقها الشعبي والإنساني المستند إلى أسس راسخة وتراث عريض.
المصريون في الأقصر وفي غيرها كانوا يُحمِّلون الإماراتيين رسائل محبة إلى شعب الإمارات، وإلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
كان بسطاء المصريين حريصين على أن يقولوا لإخوتهم الإماراتيين إنهم يعرفون تماماً مَن وقف بجوارهم في أوقات الشدة، ومن مدّ يد الأخوة الصادقة حين كانت قوى الشر تتآمر على مصر وتدعم الفوضى والخراب فيها، قالوا إنهم كانوا يستبشرون بكل زيارة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويرون فيه وجه زايد الذي أحبوه، ويثقون بأن بجانب مصر إخْوة صدقٍ يشدّون أزرها.
ريع الماراثون يذهب هذا العام إلى "مستشفى شفاء الأورمان بمدينة طيبة الجديدة"، الواقعة بمحافظة الأقصر.
وقد ذهب ريع الماراثون خلال الدورات الثلاث السابقة إلى مشروعات مماثلة، مثل مستشفى سرطان الأطفال، ودعم مرضى التهاب الكبد الوبائي، وذهاب الريع هذه المرة إلى محافظة في جنوب مصر يعني أن الأعمال الخيرية للإمارات لا تتوقف عند حدود العاصمة، بل تشمل كل أراضي مصر، ويندر أن تجد محافظة مصرية لا تضم عدداً من المشروعات الإماراتية الكبرى التي تفيد قطاعات واسعة من الناس.
الأقصر، درّة السياحة المصرية، تجاهد لاسترداد مكانتها التي يحاول الإرهاب في مصر تقويضها بكل ما وسعه، واختيار الأقصر لاحتضان "ماراثون زايد الخيري" جزءٌ من جهود دولة الإمارات لدعم استعادة المدينة الجميلة لمكانتها السياحية، وتوفير عشرات الآلاف من فرص العمل لأبناء المدينة وللعاملين في القطاع السياحي، وأبناء المدينة والعاملون فيها يفهمون ذلك جيداً، ولذا كان شكرهم للإمارات عميقاً وحاراً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة