خليفة يوسين بولت.. مفاجأة إيطالية تنسف التوقعات في أولمبياد طوكيو
لم يحظ سباق 100 متر عدو بالزخم المعتاد في أولمبياد طوكيو 2021 بعد اعتزال الجامايكي يوسين بولت أسطورة ذلك السباق في السنوات الأخيرة.
وكانت هناك العديد من التوقعات بشأن العداء الذي قد يستطيع ملء الفراغ الذي تركه اعتزال بولت، لكن أغلبها ذهاب أدراج الرياح لأسباب مختلفة.
وتم إيقاف بطل العالم الأمريكي كريستيان كولمان، بسبب جريمة تتعلق بقواعد المنشطات، فيما كان موسم العداء الكندي أندريه دي جراسي هادئا إلى حد ما بعد عدة إصابات، ولم يعد الجامايكي يوهان بليك أيضا يتمتع بالشكل الذي يمنحه لقبا عالميا أو أولمبيا.
واستمرت التغييرات في أولمبياد طوكيو، حيث نجا ترايفون بروميل متصدر الموسم الأمريكي بأعجوبة من التصفيات، لكنه سرعان ما خرج في قبل النهائي، رغم أن أفضل زمن حققه في عام 2021 وهو 9.77 ثانية كان من الممكن أن يمنحه الذهب في السباق الذي جرى الأحد.
وبدلا من كل هؤلاء، حقق الإيطالي لامونت مارسيل جاكوبس أقصى استفادة من الفراغ الذي تركه بولت عندما ارتقى إلى الصورة في هذه المناسبة الفريدة محققا الميدالية الذهبية في سباق 100 متر، ليخلف بولت على عرش تلك المنافسة.
ووصل جاكوبس، صاحب الـ26 عاما والمولود في الولايات المتحدة، إلى طوكيو بأعلى رقم شخصي قدره 9.95 ثانية، ثم حقق زمنا جديدا له بلغ 9.94 ثانية في تصفيات السبت، ثم انخفض إلى 9.83 ثانية في قبل النهائي، إلى أن وصل زمنه إلى 9.80 لينال الميدالية الذهبية في النهائي، محققا رقما قياسيا أوروبيا جديدا.
هدية بريطانية
تفوق جاكوبس بفارق 0.04 ثانية على أقرب ملاحقيه الأمريكي فريد كيرلي، المتخصص في سباق 400 متر، بينما احتفظ دي جراس بالميدالية البرونزية، التي سبق أن نالها في أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016، محققا أفضل زمن شخصي له، حيث بلغ 9.89 ثانية.
وتلقى المتسابق الإيطالي هدية بريطانية، فربما اختلفت النتيجة لو لم يرتكب بطل أوروبا البريطاني زارنيل هيوز خطأ في بداية السباق، ليتم استبعاده في النهاية، حيث إن رد فعل جاكوبس كان بطيئا حينذاك، ليقوم بتسجيل انطلاقة أفضل في البداية الثانية، ويحصل على أول ذهبية وميدالية لإيطاليا في إحدى أهم الفعاليات بأي دورة، وهو أول فائز أوروبي بسباق 100 متر منذ البريطاني الآخر لينفورد كريستي بأولمبياد برشلونة عام 1992.
واعترف كيرلي في هذا الصدد بتألق العداء الإيطالي بالقول: "لم أكن أعرف شيئا عنه حقا"، مضيفا أن جاكوبس "قام بعمل رائع"، بينما قال دي جراس: "9.80 ثانية من العداء الإيطالي، لم أكن أتوقع ذلك.. اعتقدت أن المنافسين الرئيسيين لي هم الأمريكيون، لكنه بالتأكيد جاء للعب. لقد نفذ، وفعل ما يفعله، لذا تهانينا له".
بداية من الوثب الطويل
ولد جاكوبس بمدينة إل باسو بولاية تكساس الأمريكية، لأب أمريكي وأم إيطالية، وقرر تمثيل إيطاليا رياضيا حيث يعيش الآن منذ عدة سنوات.
وكان جاكوبس بطلا إيطاليا سابقا في الوثب الطويل، وحقق نتائج لافتة في منافسات الصالات المغلقة الموسم الماضي.
وحقق جاكوبس زمنا أقل من 10 ثوان في سباق 100 متر للمرة الأولى في مايو/أيار الماضي، قبل أن تأتي أكبر لحظاته على المسرح الأكبر.
وبعد انتصاره كإيطالي حقيقي، أشاد جاكوبس بوالدته، واصفا إياها بأنها المشجعة الأولى له، وصرح عقب فوزه بالسباق: "لا أعرف، إنه حلم، حلم، إنه أمر رائع. ربما يمكنني أن أتخيل غدا ما يقولونه، لكن اليوم لا يصدق".
وأوضح جاكوبس: "كان حلم طفولتي الفوز في دورة الألعاب الأولمبية ومن الواضح أن الحلم يمكن أن يتحول إلى شيء مختلف، لكن خوض هذا النهائي والفوز به هو حلم يتحقق".
وفي المقابل، لم يظهر بولت أي رد فعل فوري بعد فوز جاكوبس بأول نهائي للرجال بدون عداء جامايكي منذ عام 2000، وذلك في اليوم التالي من تهنئته لسيدات جامايكا باكتساحهن المراكز الثلاثة الأولى في سباق 100 متر، حيث غرد أيقونة ألعاب القوى في العالم قائلا "يوم تحرير سعيد لجامايكا".