مسيرة حاشدة في لندن تطالب باستفتاء جديد حول "بريكست"
المظاهرة أغلقت مناطق من وسط لندن عندما توقف آلاف المتظاهرين في انتظار بدء المسيرة عند هايد بارك، بينما وصل آخرون إلى مقر البرلمان
شارك عشرات الآلاف من البريطانيين في مسيرة، السبت، في لندن للمطالبة باستفتاء جديد حول الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
ولوّح المتظاهرون، الذين سافر بعضهم ساعات للوصول إلى العاصمة من أنحاء مختلفة في المملكة المتحدة، بأعلام الاتحاد الأوروبي تحت سماء صافية حاملين لافتات أبدعوا في كتابتها.
وأغلق الحشد مناطق واسعة من وسط لندن عندما وقف آلاف المتظاهرين في انتظار بدء المسيرة عند هايد بارك، بينما وصل آخرون إلى مقر البرلمان.
وارتدى البعض أزياء خاصة، وجعلت تلك الأزياء مجموعة من المتظاهرين تبدو كفواكه وخضراوات.
وعندما قطع المشاركون في المسيرة مسافة في لندن أطلق البعض أصوات صفير، وانفجروا في الصياح "أوقفوا بريكست". وعزفت فرقة موسيقية لحنا وغنى حشد نشيد الاتحاد الأوروبي.
وقالت هانا بارتون (56 عاما) التي تعمل بعصر التفاح، والتي جاءت إلى لندن من وسط إنجلترا ولفت جسمها بعلم الاتحاد الأوروبي "أنا غاضبة بشدة، لأننا لا نجد من يسمعنا.. جميع الاستطلاعات تقريبا تظهر أن الناس الآن يريدون البقاء في الاتحاد الأوروبي، نحن نشعر بأننا لا صوت لنا".
ومضت تقول "هذه كارثة وطنية ننتظر حدوثها وسوف تدمر الاقتصاد".
وبعد مناقشات شاقة استمرت أكثر من 3 سنوات، ما زال الغموض يشوب كيفية أو موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، أو ما إذا كانت هذه العملية ستحدث أصلا، مع محاولة رئيس الوزراء بوريس جونسون إجازة اتفاقه الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتخطيطه لإيجاد مخرج من أعمق أزمة شهدتها البلاد منذ جيل.
وفي حين أثار بريكست الانقسام في الأسر والأحزاب والبرلمان والبلاد فإن الجانبين يتفقان على أن السبت يمكن أن يكون أحد أهم الأيام في تاريخ بريطانيا الحديث، ومفترق طرق يمكن أن يشكل مصير المملكة المتحدة لسنوات.
وأقر مجلس العموم البريطاني، السبت، تعديلاً يلزم رئيس الوزراء بوريس جونسون بالتفاوض مع بروكسل على إرجاء الموعد المقرر لخروج المملكة من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
غير أن رئيس الوزراء سارع إلى إعلان رفضه الطلب من الاتحاد الأوروبي إرجاء الموعد المحدد لبريكست.
من جانبها، طالبت المفوضية الأوروبية جونسون بالإسراع في توضيح الخطوة المقبلة في شأن الاستعداد لبريكست، بعدما قرر مجلس العموم.
ويُرغم قانون صوّتت عليها المعارضة في سبتمبر/أيلول بدعم من 21 نائباً محافظاً متمرداً، جونسون على الطلب من بروكسل إرجاء جديداً لموعد بريكست مدته 3 أشهر، وسيتطلب ذلك موافقة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالإجماع.
وينص الاتفاق، الذي تم التوصل إليه الخميس الماضي بين جونسون وأعضاء التكتل الأوروبي، على قواعد خاصة بالنسبة للرسوم الجمركية المتعلقة بالبضائع المستوردة في أيرلندا الشمالية، التي تبقى ضمن المنطقة الجمركية البريطانية، وفق إذا كانت هذه البضائع مخصصة للبقاء في المقاطعة أو الانتقال إلى السوق الأوروبية الموحدة.
والأمر يتعلق بتجنب إعادة الحدود الفعلية بين أيرلندا الشمالية (المقاطعة البريطانية) وجمهورية أيرلندا التي ستبقى عضواً في الاتحاد الأوروبي، بهدف الحفاظ على السلام بعد عقود من العنف.
aXA6IDMuMTQyLjE5OC41MSA= جزيرة ام اند امز