إن مقولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن "الثروة الحقيقية في الرجال وفي العمل الخلاق وفي أداء الواجب بصدق وإخلاص وبدون هذه الثروة الأساسية لا تكون لثروة المال قيمة بالنسبة إلى الأمم أو أثر في حياة الأوطان".
إنما هي امتداد لنهج الشورى والمساواة واللقاءات المفتوحة بين حكامنا حفظهم الله والمواطنين من خلال الاستماع إلى آرائهم والوقوف على احتياجاتهم وتوفير الرفاهية والحياة الكريمة لهم.
يمثل ذلك نموذجاً فريداً في إرساء قواعد الشورى وأساس التواصل وسياسة الباب المفتوح بلا حواجز بين الحاكم والرعية، وما نراه اليوم على أرض الإمارات يؤكد لنا نجاح المنهج الذي اتبعه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ومن جاء بعد من أبنائه الحكام في مباشرة مسؤوليات العمل الوطني والمتابعة الميدانية لمواقع العمل والإنتاج والتلاحم المستمر بين المواطنين.
وهذا ما أكده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال مسيرة الاتحاد التي قامت في السابع من ديسمبر/كانون الأول التي نظمها ديوان الرئاسة بمناسبة عيد الاتحاد الـ53 للدولة وبمشاركة أبناء القبائل من مختلف ربوع الإمارات أن «الإمارات ستبقى قوية بوحدتها، تمضي في تحقيق تطلعاتها بإخلاص أبنائها ووفائهم وتفانيهم في رفع رايتها».
وقد عبر خلال المسيرة أبناء الإمارات عن محبتهم وولائهم لوطنهم تحت راية الوحدة والانتماء للوطن، وقد عبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على منصة «إكس» بقوله: «أجواء مفعمة بحب الوطن والفخر بالانتماء إليه والاعتزاز بالعمل تحت رايته الواحدة سعدت بحضور (مسيرة الاتحاد) بمناسبة عيد الاتحاد الثالث والخمسين وإن شاء الله ستظل بلادنا قوية وقادرة على تحقيق طموحاتها بوحدتها وإخلاص أبنائها وتفانيهم في رفع رايتها وإيمانهم بأن (قبيلتنا الإمارات)».
لقد انطلقت جموع أبناء القبائل من جميع مناطق الدولة من بوابة الحصن رافعين أعلام الإمارات يرددون الأهازيج الشعبية التراثية المتنوعة يعبرون خلالها عن اعتزازهم بقوة تلاحمهم وروابط نسيجهم الوطني ولوحات من فنون.
إنها مسيرة الاتحاد التي أرساها الشيخ زايد منذ أكثر من 5 عقود في 2 ديسمبر/كانون الأول 1971 وكانت فلسفته -طيب الله ثراه - توجيه موارد البلاد لما فيه مصلحة الشعب في جميع أنحاء الإمارات وهو الأمر الذي ساعد على نجاح الإمارات في تجاوز مستوى التوقعات الدولية من خلال تبنيها لعملية تنموية شملت جميع قطاعات الحياة.
لقد أطلق الشيخ زايد، طيب الله ثراه، دعوته الاتحادية وبادر بإرسال خارطة أبوظبي إلى حاكم دبي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طالباً منه أن يرسم بنفسه الحدود التي يريدها لبلاده انطلاقاً من إيمانه بأن الحدود كلها حدود مصطنعة ولم يتردد الشيخ راشد رحمه الله ولبى الدعوة التاريخية، واتفقا على إقامة اتحاد ثنائي وتم توقيع اتفاقية السميح بتاريخ 18 فبراير/شباط 1968 التي كانت النواة الحقيقية لقيام دولة الإمارات في 2 ديسمبر/كانون الأول 1971 نظراً لإيمان الشيخ زايد بأهمية فكرة الاتحاد وهو ما عبر عنه في أكثر من مناسبة بقوله: «إنه لا بديل للاتحاد ولا وقت للضياع وإن الاتحاد سوف يقوم ويزدهر، فالاتحاد أمنيتي وأسمى أهدافي لشعب الإمارات».
تُعد مسيرة الاتحاد فرصة مثالية لتعزيز قيم الوحدة والتعاون بين أفراد المجتمع، وتذكير الجميع بأهمية العمل الجماعي في تحقيق الأهداف الوطنية. إن هذا الحدث لا يُحتفى به فقط كذكرى تاريخية، بل كمنصة لإلهام الأجيال الجديدة للمحافظة على التراث وتعزيز الانتماء.
إن مسيرة الاتحاد مناسبة يتجدد فيها الولاء والوطنية وتعريف الأجيال القادمة بالجهود التي قام بها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والآباء المؤسسون طيب الله ثراهم في إرساء الاتحاد الذي كان قائما على التشاور والتعاون والحكمة والمصير المشترك، إنه اتحاد يتقاسم فيه صانعوه النية الصافية والنظرة البعيدة الثاقبة، وهذا سر نجاح وخلود هذا الاتحاد العظيم.
إن استذكار هذه المناسبة إنما هي تقدير للوالد المؤسس الشيخ زايد طيب الله ثراه بهذه المناسبة العظيمة وتعريف الأجيال القادمة بالتضحيات والجهود التي بذلها آباؤنا المؤسسون لتحقيق حلم الاتحاد، تأتي مسيرة الاتحاد لتعزيز روح الانتماء والولاء والوحدة والتلاحم بين أبناء الوطن والسعي والالتزام نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدما.
في مسيرة الاتحاد يتجدد الولاء للقيادة الرشيدة تحت سماء الإمارات، متطلعين إلى مستقبل مشرق، حيث يستمر الاتحاد في إلهام الأجيال القادمة لبناء وطن قوي ومزدهر بالإنجازات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة