إرهاب حوثي بمأرب.. "حقد دفين" يطفئ "شعلة الثورة"
مأرب تحولت منذ الانقلاب الحوثي إلى أكبر حاضنة للتجمعات السكانية للنازحين وتضم نحو 140 مخيما للنازحين
لا تتورع مليشيا الحوثي الإرهابية عن إرسال قذائفها إلى مدينة مأرب اليمنية بشكل شبه يومي، وبعد جرائم حرب طالت كافة الأحياء السكنية، كانت شعلة ثورة 26 سبتمبر هدفا للصواريخ الإيرانية التي تكشف عن حقد دفين تجاه منصة الجمهورية وحاملة لواء الثورة منذ عام 1962.
وطيلة السنوات الخمس الماضية من عمر الانقلاب الحوثي، تعرضت مدينة مأرب اليمنية لـ 1363 انتهاكا حوثيا، كان آخرها استهداف مدرسة الميثاق النموذجية، تزامنا مع حفل جماهيري وإيقاد شعلة الثورة اليمنية ( 26 سبتمبر و14 أكتوبر)، في إفراط متعمد بالاعتداء على حق الحياة، وفقا لتقرير حقوقي صدر اليوم السبت.
وكشف تقرير حديث صادر عن منظمة "يمن رايتس" المعنية بالدفاع عن ضحايا الانتهاكات، عن سقوط 918 مدنياً بين قتيل وجريح إثر القصف الصاروخي والمدفعي للمليشيا الحوثية على الأحياء والقرى والتجمعات السكانية في 9 مديريات من أصل 14 مديرية في المحافظة الواقعة في الشمال الشرقي لليمن.
ووثق التقرير خلال الفترة الممتدة من أبريل/ نيسان 2015 وحتى أبريل/ نيسان 2020، مقتل 340 مدنيا، حيث بلغ أعداد الأطفال والنساء والمسنين 94 حالة، فيما وصل عدد المصابين إلى 578 جريحا وذلك في أعقاب استخدام مليشيا الحوثي للقوة المفرطة ضد السكان المدنيين، والتعمد في الاعتداء على حق الحياة في القرى والأحياء وتجمعات النازحين.
وتحولت مأرب منذ الانقلاب الحوثي إلى أكبر حاضنة للتجمعات السكانية للنازحين، وتضم نحو 140 مخيم نزوح.
ووفق التقرير، فقد شنت مليشيا الحوثي سلسلة هجمات على مديريات مدينة مأرب، صرواح، العبدية، مدغل، مجزر، حريب، ماهلية، الجوبة ومأرب الوادي، ما شكل تهديدا حقيقيا لحياة وسلامة وأمن قرابة مليوني ونصف المليون نسمة غالبيتهم نزحوا من مناطق سيطرة الانقلابيين بحثا عن ملاذ آمن وحياة مستقرة.
وشمل التقرير أرقاما حصرية لكافة الأضرار المادية والبشرية التي خلفتها هجمات مليشيا الحوثي، إذ سجلت مدينة مأرب (أكبر المديريات مساحة وسكانا) ما نسبته 50% من إجمالي تلك الخسائر، بينما توزعت بقية الأضرار على بقية المديريات المستهدفة بنسب متفاوتة.
وأطلقت مليشيا الحوثي نحو 288 صاروخا باليستيا على المحافظة وأكثر من 495 صاروخا كاتيوشا و103 قذائف مدفعية و 11 هجوما تم تنفيذه بواسطة مقذوفات متنوعة على الأعيان السكنية والأسواق والمخيمات، بحسب التقرير.
مليشيا الخراب
دمر القصف الحوثي الإرهابي، خلال ذات الفترة، ما يزيد عن 31 منشأة عامة بما فيها 9 مرافق تعليمية و9 مرافق صحية وعدد 6 مقرات حكومية و6 مساجد ومعلم أثري واحد، فيما بلغ إجمالي منشآت القطاع الخاص التي تعرضت للتدمير بشكل كلي عدد 68 منشأة، وفقا للتقرير.
وأسفر القصف، طبقا للتقرير الحقوقي، عن أضرار جزئية بـ67 منشأة عامة أخرى توزعت بين 15 مرفقا تعليميا و12 مرفقا صحيا و14 مقرا حكوميا، و22 مسجدا و4 معالم أثرية، كما تضرر 54 منزلا سكنيا، و14 محلا تجاريا شملت (بقالات، مطاعم، فنادق سياحية، محطات وقود، معارض تجارية، وصيدليات).
وطالت الهجمات الإرهابية وسائل النقل والمركبات التي تعود ملكيتها للمواطنين، ورصد التقرير تضرر عدد 51 وسيلة نقل متنوعة، من بينها 15 مركبة أتلفت كليا و36 أخرى تضررا جزئيا.
وتشهد مأرب الغنية بالنفط والغاز أعلى معدل قتال في اليمن من ناحية عدد الاشتباكات، لا سيما عقب شن الحوثيون أوسع هجماتهم على الإطلاق في الأسابيع الماضية للسيطرة على آخر معاقل الحكومة المعترف بها دوليا شمالا، وقد رافق ذلك، تبعات إنسانية وخسائر بشرية جسيمة، وفقا لتقارير أممية.
انتقام من مأرب
ومن جهتها اعتبرت الحكومة اليمنية محاولة المليشيا الحوثية استهداف حفل إيقاد شعلة العيد الـ 58 لثورة سبتمبر، دلالة على حقدها الدفين على الثورة والجمهورية، ومحاولة للانتقام من المدينة التي عجزت عن تحقيق أي انتصار عسكري ميداني على أراضيها منذ 5 سنوات.
وندد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، ومحافظ مأرب سلطان العرادة، ومتحدث الجيش اليمني، عبده مجلي، اليوم السبت، بالهجمات الحوثية التي كانت تحاول استهداف الطلاب المشاركين في حفل إيقاد شعلة الثورة، وأكدوا أن ذلك جرائم حرب لن تسقط بالتقادم.
وأكد المسؤولون الحكوميون، أن كافة المسؤولين الحوثيين سيحاسبون، وأن مأرب، ستظل منطلقا للثورة والجمهورية والتحرير، مستنكرين الصمت الدولي تجاه الجرائم الحوثية والاستهداف المتواصل للمدنيين في المدينة.