انتخابات فرنسا.. وداعا لليمين المتطرف
خسارة المرشحة مارين لوبان في انتخابات الرئاسة الفرنسية، هزيمة لليمين المتطرف في الغرب من المرجح أن تستمر لسنوات قادمة.
لم تقف هزيمة المرشحة مارين لوبان في انتخابات الرئاسة الفرنسية عند مجرد خسارتها فرصة دخول الإليزيه، لكنها تعد تجربة ساحقة لأحزاب اليمين المتطرف التي تسعى للانقلاب على أوروبا.
ورأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنه رغم انتصار الشعبويين في استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفوز دونالد ترامب في الولايات المتحدة، فإنه من المرجح أن يظل اليمين المتطرف خارج السلطة لسنوات قادمة.
ففي انتخابات بعد الأخرى منذ فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية، قام المصوتون في غرب أوروبا بالتصويت للمرشحين السائدين وتوصيلهم إلى المناصب رغم الإحساس الذي كان سائدا بعد نوفمبر/ تشرين أول الماضي بأن موجة الشعبوية المناهضة للمهاجرين اجتاحت دول الغرب.
وفضلا عن هزيمة لوبان التي كانت ساحقة أكثر من المتوقع، فإن مرشحي اليمين المتطرف تعثروا أيضا في النمسا وهولندا، كما انهار حزب اليمين المتطرف المناهض للاتحاد الأوروبي بألمانيا في استطلاعات الرأي قبل انتخابات المستشارية المرتقبة في سبتمبر/أيلول المقبل.
ومع تلك الهزائم، بات أمام اليمين المتطرف طرق قليلة على قائمة انتخابات غير متسامحة في دول العالم للحصول على السلطة، وهي انتخابات إذا باءت بالفشل ستفقدهم أي تواجد بالسلطة لسنوات عديدة.
لكن إحباط زخم اليمين المتطرف يأتي رغم الدليل الواضح على أن وجهات النظر التي كان محظورا التعبير عنها من سنوات قليلة، لم تعد "سامة" بدرجة كافية لاستبعاد السياسيين من الاقتراب جدا من مناصب قيادية في البلاد.
وأوضحت الصحيفة أنه عندما وصل والد مارين لوبان إلى جولة الإعادة في انتخابات 2002، رفض منافسه جاك شيراك دخول مناظرة ضده بسبب أن وجهات نظره كانت غير مقبولة، أما هذه المرة فإن العديد من الفرنسيين اتجهوا إلى الانقطاع عن التصويت لأنهم لم يفضلوا كلا المرشحين، لكن مع هذا فإن 34% من الأصوات في اتجاه لوبان هو رقم قياسي في تاريخ حزبها.
إلا أن فشل اليمين المتطرف في الوصول إلى الرئاسة يأتي كتناقض صارخ لتوقعات نوفمبر/تشرين أول الماضي بأن هيمنة ترامب في الولايات المتحدة ستطلق موجة عالمية من السياسيين الشعبويين.
ورأت الصحيفة أن الانتخابات المتتالية أظهرت اتجاها واضحا في غرب أوروبا وهو أن المصوتين لا يستطيعون تحمل مرشحي التيار لكنهم غير مستعدين بعد لتسليم السلطة إلى اليمين المتطرف.
وقالت الصحيفة إن الشهور الفوضوية الأولى في رئاسة ترامب بالولايات المتحدة قد تكون أضرت بالشعبويين في أوروبا أكثر مما ساعدتهم.
aXA6IDE4LjExNi4yMy41OSA= جزيرة ام اند امز