لا يشجع البايرن ولا يشرب البيرة.. "زودر" مرشح غير عادي لخلافة ميركل
لا يعد ماركوس زودر سياسيا بارعا فقط؛ فالرجل يحكم بافاريا الألمانية دون أن يلتزم بأهم قاعدتين لسكانها؛ تشجيع بايرن ميونخ وشرب البيرة.
وبعد اجتماع عاصف لكتلة الاتحاد المسيحي الحاكم في ألمانيا، أمس، بات زودر المرشح الأقرب لخلافة أنجيلا ميركل، كمرشح للمستشارية في الانتخابات المقررة سبتمبر/ أيلول المقبل، لكن بطاقة الترشيح تحسم بشكل نهائي هذا الأسبوع في لقاء محتمل مع خصمه أرمين لاشيت.
واعتاد زودر وضع صورة كبيرة لمثله الأعلى فرانز جوزيف شتراوس فوق سريره، حتى توحدت مسيرتهما، وبات الأول على مقربة من نسخ الحياة السياسية للثاني التي توجها بنيل ترشيح الاتحاد المسيحي للمستشارية في عام 1979.
وزودر عملاق بمعنى الكلمة بطول 194 سنتيمتر، وذراعان يليقان بسباح، وكف يد أشبه بمضرب تنس، ويسير كجنرال، ويملك كاريزما كبيرة.
ويريد السياسي البالغ من العمر 54 عاما أن يصبح مستشارا لألمانيا، لأنه "يؤمن بقدراته"، بل يؤمن 46% من الألمان به أيضا، وفق آخر استطلاع للرأي، ويعتبر السياسي الأكثر شعبية في البلاد حاليا متخطيا ميركل نفسها.
ورغم أن زودر يحكم ولاية بافاريا منذ 2018 إلا أنه ليس بافاريا كما يقول الكتاب؛ فهو لا يشرب البيرة الذي يعد المشروب الأكثر شعبية في الولاية، ولكنه يفضل المشروبات الغازية التي لا تحتوى على سكر تماما مثل الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
كما أن زودر مهوس بالسينما، والكلاب، ومشجع كبير لكرة القدم ونادي "إف سي نورنبرغ" وليس بايرن ميونخ مثل الأغلبية الساحقة من سكان بافاريا.
والسياسي البافاري متزوج من كارين باومولر وأب لأربعة أطفال، لكنه اعتاد إبقاء عائلته خارج الأضواء تماما.
وزودر سياسي موهوب في حصد تأييد الناس، ويتوقع مراقبون أن يحكم ألمانيا لـ10 سنوات على الأقل إذا نجح في الحصول على بطاقة الترشيح لمنصب المستشار عن الاتحاد المسيحي في الاجتماع الحاسم المقرر في وقت لاحق هذا الأسبوع مع خصمه الأساسي، لاشيت.
ويتنافس لاشيت، رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي؛ الضلع الأكبر في تحالف الاتحاد المسيحي، وزودر، رئيس الحزب الاجتماعي المسيحي (الأصغر) على بطاقة الترشيح لمنصب المستشار وقيادة التحالف في الانتخابات التشريعية المقررة سبتمبر/ أيلول المقبل.
وفي حين يراهن لاشيت، رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا (غرب)، على دعم الحزب الأكبر وخروج مرشح الاتحاد المسيحي للمستشارية من حزبه تاريخيا، يعول زودر على شعبيته الكبيرة التي فاقت ميركل نفسها في آخر استطلاع للرأي وتأييد قطاع كبير من الكتلة البرلمانية للتحالف له.