بصورة ملحمية لبركان المريخ.. ناسا تحتفل بـ100 ألف دورة لـ«أوديسي»

أكملت مركبة أوديسي الفضائية التابعة لناسا، أطول مهمة حول المريخ، بالوصول إلى 100 ألف دورة مدارية حول الكوكب الأحمر.

واحتفاءً بهذا الإنجاز، أصدرت وكالة ناسا صورة بانورامية التقطتها مركبة أوديسي في مارس لأوليمبوس مونس، وهو أطول بركان في النظام الشمسي.

ويقع "أوليمبوس مونس"، بالقرب من خط الاستواء المريخي، ويمتد مسافة 373 ميلاً (600 كيلومتر) عبر قاعدته ويرتفع 17 ميلاً (27 كيلومترا) في الغلاف الجوي للكوكب، وكشف اكتشاف حديث عن صقيع صباحي عابر على قمة البركان، مما يقدم رؤى جديدة حول دوران الجليد المريخي.

وتُظهر أحدث صورة من أوديسي شريطا أبيض مزرقا عبر أوليمبوس مونس، مما يشير إلى مستويات الغبار في الغلاف الجوي للمريخ في ذلك الوقت، وفوق ذلك، يشير اللون الأرجواني الخافت إلى مزيج من سحب الغبار والجليد المائي، في حين تشير الطبقة الزرقاء والخضراء في الأعلى إلى سحب جليدية مائية تمتد حتى 30 ميلا (48 كيلومترا) في السماء.

ومن خلال تدوير كاميرا أوديسي نحو الأفق، تمكن العلماء من التقاط رؤية شاملة لأوليمبوس مونس، وقال جيفري بلوت، عالم مشروع أوديسي في مختبر الدفع النفاث ، التابع لناسا: "عادة نرى أوليمبوس مونس في شرائط ضيقة من الأعلى، ولكن من خلال تحويل المركبة الفضائية نحو الأفق يمكننا أن نرى في صورة واحدة مدى ضخامة الصورة فوق المشهد الطبيعي".

وتتيح طريقة التصوير هذه للعلماء مراقبة الغلاف الجوي للمريخ عبر الفصول المختلفة، والتي تتراوح بين أربعة إلى سبعة أشهر لكل منها، وبدأ مفهوم صور الأفق هذه في عام 2008 عندما كانت أوديسي بمثابة رابط اتصال لمركبة الهبوط فينيكس والتقطت أفق المريخ بالصدفة.

وكانت أوديسي، التي تم إطلاقها في أبريل 2001 وأدارها مختبر الدفع النفاث، أول مهمة ناجحة لناسا إلى المريخ بعد فشل مهمتين أواخر التسعينيات، ودخلت المركبة الفضائية مدار المريخ في أكتوبر 2001 واكتشفت منذ ذلك الحين خزانات جليدية مائية تحت السطح ورسمت خرائط لمناطق واسعة من الكوكب.

وبعد أن سافرت المركبة أوديسي أكثر من 1.4 مليار ميل (2.2 مليار كيلومتر)، يواصل فريقها البحثي تقدير الوقود المتبقي، حيث تشير الحسابات الأخيرة إلى وجود وقود دافع كافٍ لمواصلة المهمة حتى نهاية عام 2025.

ويقول جوزيف هانت، مدير مشروع أوديسي في مختبر الدفع النفاث: "يتطلب الأمر مراقبة دقيقة للحفاظ على استمرار المهمة لفترة طويلة مع الحفاظ على جدول زمني تاريخي للتخطيط العلمي والتنفيذ والممارسات الهندسية المبتكرة، ونحن نتطلع إلى جمع المزيد من العلوم العظيمة في السنوات المقبلة".