مرزوق الغانم.. رصيد زاخر جدد العهدة الثالثة لبرلمان الكويت
من كنف عائلة عريقة سبرت مبكرا غمار السياسة والأعمال، قطع رئيس البرلمان الكويتي مرزوق الغانم تأشيرة الانطلاق نحو مسيرة بذات التميز.
مسيرةٌ حافلة برصيد سياسي زاخر وخبرات برلمانية واسعة، جعلته يقود برلمان الكويت، للمرة الثالثة على التوالي، بعد فوزه بالمنصب.
وفاز الغانم (52 عاما)، الثلاثاء، برئاسة مجلس الأمة (البرلمان)، ليكون أول شخصية كويتية يتم انتخابها في عهد أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي تولى مقاليد الحكم، في 29 سبتمبر/أيلول الماضي.
ويتولى الغانم هذا المنصب الهام وفي جيبه زاد اكتسبه من خلال احتفاظه بعضويته في مجلس الأمة على مدار الانتخابات المتعاقبة منذ عام 2006.
وجاء فوز الغانم بهذا المنصب بعد منافسة قوية مع النائب بدر الحميدي، بحصوله على 33 صوتا مقابل 28 للآخر، فيما تم تسجيل 3 أصوات باطلة (من إجمالي المصوتين حسب الدستور وهم : أعضاء المجلس الـ 50 المنتخبون، وأعضاء الحكومة الـ 15 بينهم عضو مجلس أمة منتخب).
أسرة عريقة وخبرات كبيرة
والغانم من مواليد 3 نوفمبر/تشرين الثاني 1968، حاصل على بكالوريوس هندسة ميكانيكية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة سياتل الأمريكية.
وينتمي الغانم لبيت عريق في العمل السياسي والبرلماني، فعمه هو عبد اللطيف ثنيان الغانم، الرئيس المنتخب للمجلس التأسيسي، الذي وضع اللبنات الأولى للنظام البرلماني الديمقراطي والدستور في الكويت، بين عامي 1962و 1963، وخاله هو جاسم محمد الخرافي الذي ترأس مجلس الأمة 12 عاما متصلة بين 1999و 2011.
أما والدته، فهي فايزة محمد الخرافي، أول كويتية تحصل على درجة الدكتوراة في الكيمياء. وتوّلت منصب مديرة جامعة الكويت من 1993 حتى عام 2002، لتكون أول امرأة تتولى منصب مدير جامعة في الوطن العربي والشرق الأوسط.
كما أن والده هو، علي محمد ثنيان الغانم، رجل أعمال معروف على رأس غرفة التجارة والصناعة الكويتية عدة دورات.
والمناخ الذي نشأ فيه الغانم، جعله يكتسب مهارات التفاوض لدى رجل الأعمال سواء من والده أو من خلاله عمله في مجال التجارة والاقتصاد في بداية حياته.
ورأس عدة شركات كبرى عملت في البتروكيماويات ومواد البناء والاتصالات، فقد تقلد منصب رئيس مجلس إدارة شركة (بوبيان للبتروكيماويات)، وعضوية مجلس إدارة (الشركة المصرية الكويتية القابضة)، وشركة (مواد البناء)، وشركة (جلوبال تيليكوم)، ورئيس مجلس إدارة نادي الكويت الرياضي(2002-2008) وعضو جمعية المهندسين الكويتية ورابطة المهندسين الميكانيكيين العالمية.
كما اكتسب المهارات السياسية من الأسرة التي نشأ فيها، وصقل ذلك كله بدراسته الأكاديمية وطموحه الكبير، وبخبرات كبيرة بعد دخوله البرلمان لأول مرة عام 2006، حين كان في سن الـ 38، ولم يفارقه منذ ذلك الحين.
وحاز الغانم عضوية مجلس الأمة عام 2006 و2008 و2009، وعضوية مجلس فبراير 2012 المبطل بحكم المحكمة الدستورية، وشغل منصب رئيس مجلس الأمة في عام 2013، وأعيد انتخابه في 2016، ومجددا 2020.
كما شغل منصب رئيس الاتحاد البرلماني العربي خلال الفترة من 2013 إلى 2016.
وأدار الغانم أزمات سياسية كثيرة بين النواب والحكومة خلال رئاسته لمجلس الأمة.
ويقود الرجل، البرلمان في مرحلة هامة في تاريخ البلاد يأمل الكويتيون أن تكون صفحة تعاون بين البرلمان الجديد وحكومة البلاد لتجاوز تحديات المرحلة الراهنة.