مسرور بارزاني.. مهندس الاستقرار يقود حكومة كردستان العراق
بارزاني يواجه ملفات أبرزها الأمن والاقتصاد والمشكلات العالقة بين أربيل وبغداد، وتوحيد البيت الكردي ووقف تدخلات إيران ضد الإقليم.
"مهندس الأمن والاستقرار في إقليم كردستان العراق".. هكذا يطلق على مسرور بارزاني المكلف بتشكيل حكومة الإقليم.
فمنذ توليه منصب مستشار مجلس أمن الإقليم شهد استقرارا تمخض عنه تطور اقتصادي وعمراني وسياسي جعل من كردستان العراق مركزا لجذب المستثمرين والسياح في الشرق الأوسط.
- مسرور بارزاني يسابق الزمن و"فتن إيران" لتشكيل حكومة كردستان العراق
- اختيار مسرور بارزاني رئيسا لوزراء كردستان العراق
مسرور الذي كلفه رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في ١٢ يونيو/حزيران الماضي بتشكيل حكومة الإقليم الجديدة بمرسوم رئاسي بعد نيل الأخير ثقة أغلبية الأطراف السياسية الكردية ليكون مرشحا لرئاسة حكومة الإقليم، يتعين عليه تشكيل الحكومة الجديدة وعرضها على برلمان الإقليم قبل 12 يوليو/تموز الجاري.
ويقع على عاتق بارزاني ملفات الأمن والاقتصاد وحل المشكلات العالقة بين أربيل وبغداد، وتوحيد البيت الكردي، وبناء كردستان قوي، ووقف التدخلات والمؤامرات الإيرانية ضد الإقليم.
ويسعى الحرس الثوري الإيراني وجناحه الخارجي المتمثل بفيلق القدس الذي يقوده الإرهابي قاسم سليماني إلى تأجيج الصراعات بين الأطراف السياسية في الإقليم وإيقاف تنفيذ الاتفاقيات التي توصلت إليها الأحزاب الكردية.
وهذه أبرز الملفات التي سيركز عليها في برنامجه السياسي الذي يستعد لتنفيذه بعد تشكيل حكومة الإقليم.
ومسرور بارزاني هو النجل الأكبر للزعيم الكردي مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان السابق.
ولد مسرور بارزاني في أربيل عام ١٩٦٩، وبدأ حياته مقاتلا في صفوف قوات البيشمركة في عام ١٩٨٥، عندما كان في السادسة عشر من عمره.
شارك مسرور بارزاني في العديد من المعارك ضد نظام حزب البعث السابق في العراق، ومن أبرز تلك المعارك كانت معركة خواكورك عام ١٩٨٨، وشارك في الانتفاضة الشعبية الكردية ضد النظام ذاته عام ١٩٩١ التي تمخض عنها انسحاب القوات العراقية من ثلاث محافظات كردية هي: أربيل والسليمانية ودهوك، وتشكيل حكومة إقليم كردستان.
وخلال تسعينيات القرن الماضي سافر مسرور إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراسته، وحصل على بكالوريوس في العلاقات الدولية من جامعة واشنطن، مع مرتبة الشرف، ومن ثم حصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية من الجامعة الأمريكية في واشنطن.
وبعد عودته إلى كردستان، أسس في عام ٢٠٠٥ مؤسسة البارزاني الخيرية التي تواصل منذ ذلك التاريخ تقديم المساعدات الإنسانية إلى المشردين والنازحين العراقيين واللاجئين السوريين من مختلف القوميات والأديان والمذاهب الموجودين داخل العراق وخارجه.
وفي عام ٢٠١٠ أصبح مسرور بارزاني عضوا قياديا في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه والده مسعود بارزاني، ومن ثم انتخب مستشارا لمجلس أمن إقليم كردستان عام ٢٠١٢.
لعب مسرور بارزاني خلال الحرب ضد إرهابي داعش دورا بارزا، فكان أحد أبرز حلفاء واشنطن والتحالف الدولي على الأرض، وقاد أغلبية معارك قوات البيشمركة إلى جانب والده على الخطوط الأمامية للمعركة ضد التنظيم، وحقق انتصارات كبيرة أسفرت عن تحرير مساحات واسعة من الأراضي إلى جانب تحرير المدن والبلدات الكردية من التنظيم، ونجح في الحفاظ على استباب الأمن والاستقرار داخل الإقليم.
يسعى مسرور بارزاني إلى اجتياز العوائق كافة التي تقف أمامه لتشكيل حكومة الإقليم الجديدة قبل حلول ١٣ يوليو/تموز الحالي الموعد المحدد لإعلان حكومته وعرضها على برلمان كردستان كي تنال الثقة.
وقال مسرور بارزاني، في بيان له، عقب تكليفه رسميا بتشكيل الحكومة من قبل رئيس الإقليم: "سأحاول جاهداً وبمساعدة جميع الأطراف التي قررت المشاركة في الحكومة الجديدة أن أعرض التشكيلة الوزارية التاسعة على برلمان كردستان في الوقت المحدد، لكي نتمكن من البدء بتقديم الخدمات اللائقة بالشعب والوطن"، معربا عن أمله في تعاون جميع الأطراف ذات العلاقة معه كي يتمكن من استكمال العملية.
ولعل الملف الأهم من بين ملفات المشكلات العالقة بين أربيل وبغداد التي يسعى بارزاني إلى حلها خلال فترة رئاسته للحكومة في كردستان، هو ملف المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد الذي حدد الدستور العراقي المادة ١٤٠ لحلها.
وشدد مسرور بارزاني خلال استقباله الممّثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت في أربيل، الثلاثاء الماضي، على أهمية دور الأمم المتحدة الإيجابي في تطبيع الأوضاع في كركوك والمساهمة بفعالية في حل كل القضايا الخلافية بين الحكومتين الإقليمية والاتحادية في بغداد.