أسبوع موريتانيا.. الغزواني يكمل 100 يوم على وقع صفعة جديدة للإخوان
مثّل مرور 100 يوم من حكم الغزواني وحل أزمة طلاب الجامعة التي كانت جماعة الإخوان تسعى لاستغلالها أبرز أحداث موريتانيا هذا الأسبوع
مثّل مرور 100 يوم من حكم الرئيس محمد ولد الغزواني وحل الحكومة لأزمة تسجيل طلاب الجامعة التي كانت جماعة الإخوان الإرهابية تسعى لاستغلالها سياسيا، أبرز أحداث الأسبوع في موريتانيا.
- أسبوع موريتانيا.. حراك ضد الإرهاب وتقارب الإخوان مع إيران يعمق عزلتهم
- أسبوع موريتانيا.. "ذراع سياسية" لدعم الغزواني وانتفاضة ضد التكفير
كما برز خلال الأسبوع اعتماد حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم لبرنامج الغزواني كمرجعية في خطابه السياسي وبدء تشكيل لجان من قادة الحزب لوضع التصور موضع التنفيذ.
100 يوم في الحكم
بحلول الخميس 7 نوفمبر/ تشرين الثاني، تكون 100 يوم قد مرت على تسلم الغزواني حكم بلاده الذي بدأه في 2 أغسطس/ آب الماضي، وهو ما شكل فرصة للمراقبين والمحللين السياسيين لتقييم ما أنجزه خلال هذه الفترة.
ورصدت "العين الإخبارية" آراء المراقبين وتعليقاتهم على منصات التواصل الاجتماعي في تلك الفترة، وأبرزت في عمومها مكامن التعاطي الإيجابي للغزواني مع مختلف ملفات إدارة شؤون البلاد.
الكاتب الموريتاني محمد المختار خطري اعتبر أن "المائة يوم من حكم الرئيس الغزواني شهدت في عمومها تحسنا ملحوظا وواضحا في شتى المجالات وعلى كل الصعد".
وعدّ خطري أن "هذا التحسن يلحظ فيما بدأ به الرئيس الغزواني عهده من تكريس لجو الانفتاح وبناء الثقة بين مختلف أطياف وفئات الشعب، مرورا بإعادة هيكلة وترتيب القطاعات والمصالح الحكومية وانتهاء بالشروع في إعداد وتنفيذ برامج طموحة تلامس حياة المواطن اليومية"، على حد تعبيره.
واستدرك قائلا إن "مائة يوم هي فترة قليلة جدا في عمر الدول والمأموريات الحكمية، لكن مع ذلك تبقى كل مؤشرات وخطوات المائة يوم الأولى للغزواني مبشرة بغد أفضل".
أما الكاتبة والناشطة السياسية الموريتانية الشابة زهراء نرجس، فقد عدّت أن "المائة يوم الأولى من حكم الغزواني اتسمت بالعديد من الإنجازات؛ بدأت بتشكيل حكومة تكنوقراط من الخبراء والمختصين"، مشيرة إلى أن ذلك أضفى ما وصفته بطابع من الجدية في عملها.
وأضافت الناشطة زهراء أن "من بين إنجازات الغزواني خلال هذه الفترة كذلك فتح أبواب القصر الرئاسي على مصراعيه لأول مرة أمام رؤساء الاحزاب السياسية والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني وحَمَلَة الفكر"، لافتة إلى أن "هذه الخطوة مهمة لإرساء ما وصفتها بسنة التشاور وتبادل الرأي".
بدورها، رأت الكاتبة صباح أحمد ديده أن "المائة يوم الأولى من حكم الغزواني كانت حافلة بالإنجازات على المستوى الدولي، مثل مشاركة الرئيس الناجحة، في عديد من الفعاليات الدّولية".
وأشارت إلى أن "المشاركة الدولية مكنت من إعادة رسم خريطة الحضور الموريتاني عبر العالم"، وفق تعبيرها.
وتوقفت الكاتبة في تقييمها للحضور الدولي لموريتانيا خلال هذه الفترة مع ما وصفته بالخطاب التاريخي الأخير للغزواني في مبنى الأمم المتحدة الذي عبر فيه عن "وقوفه مع الشعب الفلسطيني العزيز، وتعهده بسعي موريتانيا للمساهمة في قضايا العالم الكبيرة".
لجان الحزب الحاكم
حصيلة مائة يوم من حكم الرئيس الغزواني تضمنت في شقها السياسي حسم الاتحاد من أجل الجمهورية لخياراته السياسية كحزب حاكم داعم لبرنامج للغزواني، وذراع سياسية للرئيس.
وتزامن مرور هذه المائة يوم من حكم الغزواني مع تأسيس الاتحاد من أجل الجمهورية لجانا أهمها لجنة الخطاب السياسي التي عهد إليها باتخاذ خطاب ترشح الرئيس الغزواني أول مارس/ آذار الماضي، مرجعية وحيدة لهذا الحزب، وفق ما نقل عن مسؤول السياسات بالحزب الدكتور عبدالله النم.
ويعدّ حسم مرجعية الحزب الحاكم وفق المراقبين إنجازا يكرس وحدته وتماسك جبهته الداخلية إلى جانب مكاسب وإنجازات أخرى على طريق توحيد الأغلبية الداعمة للرئيس؛ مثل تمرير برنامج الحكومة من طرف البرلمان الذي يهيمن عليه الحزب وبأغلبية ساحقة.
كما تتزامن هذه الخطوة مع نجاح الحزب في تمرير بعض التغييرات الداخلية كتبادل المهام بين أعضائه في اختيار المناصب البرلمانية الذي برهن خلاله أعضاؤه وقادته على التزامهم بسياسات الحزب وقراراته الإدارية.
وبعثت الأمسية التي نظمت بمناسبة انتقال الحزب إلى مقره الجديد، أيضا - في رأي مراقبين - برسائل أكثر قوة تتعلق بالانسجام بين الحزب والحكومة، مع الحضور القوي والبارز لجميع أعضاء الحكومة برئاسة الوزير الأول.
كما برهن على تماسك الحزب كذلك ما عدّه مراقبون اندماجا في الرؤى بين الحزب والحكومة جسّده مضمون كلمة الرئيس المؤقت للحزب الوزير سيدي عال محمد خون، الذي قال إن الاتحاد "سَيَظل قطب الرحى في كل ما يجري بالبلاد"، ومساندا لبرنامج الرئيس الغزواني.
صفعة للإخوان
ومثلت خطوة الحكومة الموريتانية، الأربعاء الماضي، بفتح التسجيل أمام جميع طلاب الجامعة دون تقيد بالسن صفعة قوية للإخوان الذين حاولوا استغلال وقفات الطلاب أمام وزارة التعليم العالي بنواكشوط لتمرير أجندتهم والتحريض ضد استقرار البلد وأمنه وفق مراقبين.
الكاتب والمحلل السياسي أحمد الشاش قال إن قرار الحكومة إنهاء أزمة الطلاب شكل إرباكا للمترددين والمحبطين، على حد تعبيره في إشارة إلى الإخوان.
وعدّ الشاش في تدوينة على "فيسبوك"، أن "قرار الحكومة أثبت قناعتها بأن التعليم حق للجميع أما الفوضى والسباحة في المياه العكرة فهي أمور مرفوضة"، في إشارة إلى أن استغلال الإخوان لهذه المطالب الطلابية فيه أمر مرفوض.
أما الكاتب شيخنا محمد فال فأشار إلى أن القرار خطوة إيجابية، لافتا إلى أن هناك من كانوا مستفيدين من تأزيم الأوضاع في نواكشوط (في إشارة إلى الإخوان)، مختتما بالقول: "إذا عرف السبب فسيبطل العجب".
لصوص النضال
وفضحت تصريحات أخيرة للنائب البرلماني الوسيط في حل أزمة الطلاب الشيخ بوي محمد فاضل تحركات إخوان موريتانيا لاستغلال الأزمة لتمرير أجندتهم ضد البلد، محذرا من الاستغلال السياسي لقضايا الطلاب الجامعيين من طرف "جهاز حزبي متكامل"، في إشارة إلى حزب "تواصل" الإخواني.
وقدم فاضل، في تدوينة عبر حسابه على "فيسبوك"، دلائل أخرى على استغلال الإخوان قضية التسجيل بالجامعات وتوجيهها نحو أغراضهم الضيقة، لعل أبرزها "تكليف جناح نقابتهم الطلابية السياسية بمتابعتها ومحاولة لي ذراع الحكومة من خلالها".
أما المدون الموريتاني صلاح الدين نافع فقد اتهم بعض قادة الإخوان بأنهم "لصوص النضال" في وضح النهار، حيث يظهرون في إحدى وقفات الطلاب للحصول على صور بغرض "الظهور الإعلامي" فقط.
وقال نافع إن "قادة الإخوان في موريتانيا يجيدون الحديث عن المبادئ والنضال، لكنهم يخفقون في أول اختبار بتلاعبهم بمصير الضحايا"، موجها رسالة لهم: "خابت تجارتكم".
صراعات وانشقاقات
وانتقد قادة ونشطاء خطوة استقبال السفير الإيراني في موريتانيا من قبل حزب تواصل الإخواني، السبت الماضي، في مظهر يجسد واقع الصراعات والخلافات التي تعصف بالتنظيم منذ فترة، وأدت إلى موجة انشقاقات غير مسبوقة في تاريخ الحزب منذ إنشائه عام 2007.
وتضرب صراعات وانشقاقات حزب "تواصل"، حيث كان رئيسه السابق محمد جميل منصور قد هاجم خلفه في قيادة الحزب محمد محمود السييدي، واصفا إياه بانتهاج "القياس الفاسد" و"مجانبة الحقيقة".
الصراع الحالي بين القادة المؤسسين لحزب إخوان موريتانيا يعد في نظر المراقبين آخر مسمار في نعش التنظيم الإرهابي الذي يواجه سلسلة من الأزمات والتصدعات الداخلية التي أخذت منحى جهويا وفكريا.
كما تفاقمت أزمة تنظيم الإخوان الإرهابي بموريتانيا على خلفية عجز قياداته عن الخروج بموقف موحد من نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز بها محمد ولد الشيخ الغزواني.
وعدّ محللون أن الأزمة الحالية تعكس استمرار عدم الثقة بين المستويات القيادية في التنظيم، وتضاف إلى سلسلة مصاعب أخرى يعاني منها الإخوان أدت بهم إلى موجة غير مسبوقة من التفكك والتصدعات.
aXA6IDUyLjE1LjY4Ljk3IA== جزيرة ام اند امز