أسبوع هزيمة "لصوص النضال" بجامعات موريتانيا ودعم سياسي للغزواني
أحداث ميزت أسبوع موريتانيا أبرزها تأكيد الحزب الحاكم وقوفه مع الغزواني، والانتفاضة ضد مساعي الإخوان اختراق أزمة طلاب جامعة نواكشوط
أحداث عديدة ميزت أسبوع موريتانيا الماضي، أبرزها تأكيد الحزب الحاكم وقوفه خلف الرئيس الغزواني، خلال أمسية سياسية نظمها مؤخرا بنواكشوط، في وقت استأنف فيه الرئيس لقاءات ثنائية برموز الطبقة السياسية استثنت أعضاء وقادة الحزب الإخواني "تواصل" للمرة الثانية.
كما شكلت الانتفاضة ضد مساعي تنظيم الإخوان الإرهابي لاختراق أزمة تسجيل بعض الطلاب في جامعة نواكشوط، أيضا أبرز أحداث أسبوع موريتانيا مع ما كشفه نائب برلماني من أدوار للتنظيم -دون أن يسميه- تعرقل مساعي حل الأزمة.
الإخوان تعطل الحل
وشكلت التصريحات الأخيرة للنائب البرلماني عن الأغلبية الشيخ بوي محمد فاضل، إدانة جديدة لمحاولات الإخوان مواصلة استغلال أزمة تسجيل بعض الطلاب الجدد بجامعة نواكشوط لحساب المصالح الضيقة للتنظيم، والتغطية على المأزق السياسي الذي تتردى فيه الجماعة منذ عدة أشهر.
وبدا مشهد استغلال القضايا الطلابية والعمالية واضحا بعد محاولة اختراق أزمة التسجيل لبعض طلاب جامعة نواكشوط، التي وصفها مراقبون بمحاولة التنظيم لتحقيق غايات سياسية رخيصة قد تعرقل تحرك الحكومة لحلها.
وكان رئيس الوزراء الموريتاني إسماعيل ولد سيديا أكد تشكيل لجنة وزارية لتسوية أزمة التسجيل بجامعة نواكشوط، موضحا أن هذا التحرك لا علاقة له بالوقفات الطلابية، بل استجابة لتعهدات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بخصوص أولوية التعليم.
وبحسب ولد سيديا فإن حل القضية يستلزم تغيير قانون أقرته حكومات موريتانية سابقة، يحدد سن قبول المتقدمين الجدد للجامعات الحكومية بعمر أقصاه 22 عاما.
لصوص النضال
النائب البرلماني الموريتاني عن الأغلبية الداعمة للرئيس الغزواني محمد بويا الشيخ محمد فاضل، حذر من الاستغلال السياسي لقضايا الطلاب الجامعيين من طرف "جهاز حزبي متكامل"، في إشارة إلى حزب "تواصل" الإخواني.
وقدم فاضل دلائل أخرى على استغلال الإخوان قضية التسجيل بالجامعات وتوجيهها نحو أغراضهم الضيقة، لعل أبرزها تكليف جناح نقابتهم الطلابية السياسية بمتابعتها ومحاولة لي ذراع الحكومة من خلالها.
أما المدون جعفر هاشم فانتقد محاولة الإخوان ركوب موجة أي تحرك طلابي لحصد ما وصفها بـ"النقاط التي تخدم الأجندة السياسية أو الحقوقية للبعض".
وأعرب هاشم عن تعجبه من إحضار بعض العناصر الإخوانية كاميرات مثبتة ومصورين محترفين لتوثيق حضورهم في الوقفات الطلابية ونشر مقاطع مصورة عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما الناشط الموريتاني صلاح الدين نافع فاتّهم بعض قادة الإخوان بأنهم "لصوص النضال" في وضح النهار، حيث يظهرون في إحدى وقفات الطلاب للحصول على صور لـ"الظهور الإعلامي".
وقال نافع إن قادة الإخوان في موريتانيا يجيدون الحديث عن المبادئ والنضال لكنهم يخفقون في أول اختبار عبر تلاعبهم بمصير الضحايا، موجها رسالة لهم "خابت تجارتكم".
تشبث بـ"الغزواني"
مثلت الأمسية السياسية التي نظمها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا منتصف الأسبوع الماضي أحدث رسالة لتأكيد تماسك الحزب، وتوحد جبهته الداخلية خلف الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
الأمسية التي نظمت بمناسبة انتقال الحزب إلى مقره الجديد، بعثت أيضا -في رأي مراقبين- برسائل أكثر قوة تتعلق بالانسجام بين الحزب والحكومة، مع الحضور القوي والبارز لجميع أعضاء الحكومة برئاسة الوزير الأول في الحفل.
الاندماج في الرؤى بين الحزب والحكومة جسده أيضا برأي المراقبين مضمون كلمة الرئيس المؤقت للحزب الوزير سيدي عال محمد خون، الذي اعتبر أن الاتحاد "سَيَظل قطب الرحى في كل ما يجري بالبلاد"، ومساندا لبرنامج الرئيس الغزواني.
وفي ربط لماضي الحزب بمستقبله، أكد ولد محمد خونه أن الاتحاد أسهم منذ إنشائه في توطيد أركان الدولة وتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ الديمقراطية وتحقيق نقلة نوعية في مسيرة التنمية، وفق تعبيره.
رسائل جديدة
الكاتب والمحلل السياسي الأمين العام المساعد للحكومة الدكتور إسحاق سيدي لمين توقف عند ما وصفه الرسائل البليغة التي بعث بها الحزب من خلال حدث افتتاح مقره الجديد ونوعية حضور أمسية المصاحبة.
واعتبر سيدي لمين أن وضع صورة الرئيس المؤسس للحزب إلى جانب صورة الرئيس الغزواني يظهر أن "الاتحاد من أجل الجمهورية" هو الحزب الحاكم، وهو الأداة السياسية لرئيس الجمهورية الغزواني وحكومته برئاسة إسماعيل ولد الشيخ سيديا.
وبدوره اعتبر الكاتب أطول عمر محمد فال أن حضور الوزير الأول للحفل وجميع أعضاء حكومته ومدير ديوان الرئاسة وكافة مستشاري الرئيس هو "رسالة بالغة الوضوح أن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية هو الحزب الحاكم" حسب تعبيره.
أما القيادي في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية أحمد جدو فاعتبر أن الأمسية السياسية التي نظمها الحزب بنوعية حضورها ورسائلها وخطاباتها الموجهة للطبقة السياسية تؤكد حسم ما وصفه بـ"الذراع السياسية" حسب وصفه، مشيرا إلى أن "الاتحاد على قدر المسؤولية" وفق تعبيره.
أما الكاتب الموريتاني محمد يحي الديماني فاعتبر أن احتفالية الاتحاد من أجل الجمهورية هي "دروس تبعث على الارتياح، وتعطي انطباعا جيدا عن التطور الإيجابي الذي شهدته ديمقراطية موريتانيا.
واعتبر الديماني أن هذه الدروس بالغة الأهمية، وتؤكد تنامي تغيير جذري في تفكير الطيف السياسي الموريتاني نحو الإيمان بضرورة استمرار المؤسسات وتجاوز أسلوب ما وصفه بـ"الانتجاع المؤسسي".
الإخوان خارج المشهد
لقاءات الرئيس الغزواني برموز الطبقة السياسية الموريتانية تواصلت خلال الأسبوع المنصرم باللقاء الذي جمعه بالقصر الرئاسي مع زعيم "تحالف العيش المشترك" حاميدو كان بابا، والمرشح المعارض للانتخابات الرئاسية الأخيرة.
لقاءات الغزواني مع الشخصيات السياسية الموريتانية الموالية منها والمعارضة بدأت قبل أسابيع، واستثنت قادة ورموز حزب "تواصل" الإخواني في موقف يعتبره المراقبون تأكيدا على عزلة التنظيم، وانحسار دوره في المشهد ترجمة للتصدع والانشقاقات التي يواجهها الإخوان منذ عدة أشهر.
وركزت لقاءات الغزواني مع زعيم تحالف "العيش المشترك"على تدابير التهدئة بعد الانتخابات وقضايا الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي" حسب بيان التحالف، بالإضافة إلى "تجذير الديمقراطية وبحث القضايا الاقتصادية والإنمائية" يضيف البيان.
وتحالف "العيش المشترك" هو تكتل انتخابي يضم عددا من الأحزاب والحركات ذات الغالبية الزنجية دعمت ترشح كان حامدو بابا في رئاسيات يونيو/حزيران الماضي وحصلت على أزيد من 8% من الأصوات.
ويعد هذا ثالث لقاء للرئيس مع منافسيه السابقين، حيث سبق له أن التقى المرشحين السابقين سيدي محمد ولد بوبكر وبيرام الداه اعبيد الذي حلا في المرتبة الثالثة والثانية على التوالي في نتائج الاقتراع الرسمية.