"لصوص النضال".. أزمة تسجيل طلاب الجامعات تفضح إخوان موريتانيا
مشهد استغلال القضايا الطلابية والعمالية بدا واضحا بعد محاولة الإخوان اختراق أزمة التسجيل لبعض طلاب جامعة نواكشوط
فضحت القضايا الطلابية والعمالية البسيطة في موريتانيا محاولات تنظيم الإخوان الإرهابي المستمرة للتحريض على حكومة نواكشوط، كتغطية على سلسلة الانشقاقات التي ضربته عقب الهزائم الانتخابية التي مني بها مؤخرا.
وبدا مشهد استغلال القضايا الطلابية والعمالية واضحا بعد محاولة اختراق أزمة التسجيل لبعض طلاب جامعة نواكشوط التي وصفها مراقبون بمحاولة التنظيم لتحقيق غايات سياسية رخيصة قد تعرقل تحرك الحكومة لحلها.
وكان رئيس الوزراء الموريتاني إسماعيل ولد سيديا أكد تشكيل لجنة وزارية لتسوية أزمة التسجيل بجامعة نواكشوط، موضحا أن هذا التحرك لا علاقة له بالوقفات الطلابية بل استجابة لتعهدات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بخصوص أولوية التعليم.
وبحسب ولد سيديا فإن حل القضية يستلزم تغيير قانون أقرته حكومات موريتانية سابقة، يحدد سن قبول المتقدمين الجدد للجامعات الحكومية بعمر أقصاه 22 عاما.
لصوص النضال
النائب البرلماني الموريتاني عن الأغلبية الداعمة للرئيس الغزواني محمد بويا الشيخ محمد فاضل حذر من الاستغلال السياسي لقضايا الطلاب الجامعيين من طرف "جهاز حزبي متكامل"، في إشارة إلى حزب "تواصل" الإخواني.
وقدم فاضل، في منشور على حسابه بفيسبوك، دلائل أخرى على استغلال الإخوان لقضية التسجيل بالجامعات وتوجيهها نحو أغراضهم الضيقة، لعل أبرزها تكليف جناح نقابتهم الطلابية السياسية بمتابعتها ومحاولة لي ذراع الحكومة من خلالها.
أما المدون جعفر هاشم فانتقد محاولة الإخوان ركوب موجة أي تحرك طلابي لحصد ما وصفها بـ"النقاط التي تخدم الأجندة السياسية أو الحقوقية للبعض".
وأعرب هاشم عن تعجبه من إحضار بعض العناصر الإخوانية كاميرات مثبتة ومصورين محترفين لتوثيق حضورهم في الوقفات الطلابية ونشر مقاطع مصورة عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما المدون الموريتاني صلاح الدين نافع فاتهم بعض قادة الإخوان بأنهم "لصوص النضال" في وضح النهار، حيث يظهرون في إحدى وقفات الطلاب للحصول على صور لـ"الشو الإعلامي".
وقال نافع إن قادة الإخوان في موريتانيا يجيدون الحديث عن المبادئ والنضال لكنهم يخفقون في أول اختبار بتلاعبهم بمصير الضحايا، موجها رسالة لهم "خابت تجارتكم".
صراعات وانشقاقات
وانتقد قادة ونشطاء خطوة استقبال السفير الإيراني في موريتانيا من طرف لحزب تواصل الإخواني، السبت الماضي، في مظهر يجسد واقع الصراعات والخلافات التي تعصف بالتنظيم منذ فترة، وأدت إلى موجة انشقاقات غير مسبوقة في تاريخ الحزب منذ إنشائه عام 2007.
وتضرب صراعات وانشقاقات حزب "تواصل"، حيث كان رئيسه السابق محمد جميل منصور قد هاجم خلفه في قيادة الحزب محمد محمود السييدي، واصفا إياه بانتهاج "القياس الفاسد" و"مجانبة الحقيقة".
الصراع الحالي بين القادة المؤسسين لحزب إخوان موريتانيا يعد في نظر المراقبين آخر مسمار في نعش التنظيم الإرهابي الذي يواجه سلسلة من الأزمات والتصدعات الداخلية التي أخذت منحى جهويا وفكريا.
كما تفاقمت أزمة تنظيم الإخوان الإرهابي بموريتانيا على خلفية عجز قياداته عن الخروج بموقف موحد من نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز بها محمد ولد الشيخ الغزواني.
واعتبر محللون أن الأزمة الحالية تعكس استمرار عدم الثقة بين المستويات القيادية في التنظيم، وتضاف إلى سلسلة مصاعب أخرى يعاني منها الإخوان أدت بهم إلى موجة غير مسبوقة من التفكك والتصدعات.
aXA6IDE4LjExOS4xMDUuMTU1IA== جزيرة ام اند امز