مؤتمر بموريتانيا لتمويل جهود مكافحة الإرهاب بدول الساحل
الاجتماع يعد الأول لمتابعة تعهدات الأمانة الدائمة لمجموعة دول الخمس بالساحل بتقديم تمويل للبرامج ذات الأولوية للدول الخمس
ناقش ممثلو بلدان وهيئات دولية مانحة، الثلاثاء، بالعاصمة الموريتانية نواكشوط جمع موارد مالية جديدة في إطار متابعة تعهدات مالية سابقة ناهزت ملياري دولار كانت قد التزمت بها هذه الجهات الدولية في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، لصالح التنمية ومكافحة الإرهاب في تجمع بلدان الساحل الأفريقي الخمسة.
- موريتانيا تتسلم دعما أمريكيا لكتيبتها المشاركة بقوة "دول الساحل"
- سفير الإمارات بموريتانيا يلتقي الأمين الدائم لتجمع دول الساحل
جاء ذلك خلال الاجتماع الأول الذي عقد بهدف متابعة التعهدات السابقة من قبل الأمانة الدائمة لمجموعة دول الخمس بالساحل بجمع التمويل للبرامج ذات الأولوية لمجموعة الدول الخمس.
وكانت بلدان وهيئات دولية تتقدمها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة قد وافقت في شهر ديسمبر/كانون الأول 2018 على تعهدات مالية ناهزت 2.4 مليار دولار لصالح جهود المجموعة الإقليمية للتنمية ومكافحة الإرهاب.
وأكد وزير الاقتصاد والصناعة الموريتاني ولد الطاهر - لدى افتتاحه مؤتمر "المتابعة والتعبئة (التمويل)" الذي تحتضنه موريتانيا - أن بلاده ستظل وفية تجاه ما وصفه بالعمل ضمن التكتلات الجهوية والإقليمية، لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة.
وأضاف ولد الطاهر أن بلدان الدول الخمس تواجه تحديات جساما، منها ما هو عابر للحدود ذي صلة بالتهديد الإرهابي وتجارة المخدرات والأسلحة والهجرة السرية، ومنها ما هو داخلي ذو صلة بآثار التقلبات المناخية وبضعف مستوى التنمية البشرية. على حد وصفه.
وأوضح وزير الاقتصاد الموريتاني أن حزمة المشاريع التنموية المقدمة من طرف المجموعة لمؤازرة جهود التصدي للإرهاب تضم 40 مشروعا هيكليا بكلفة إجمالية تناهز 1.7 مليار يورو.
وخلص الوزير الموريتاني إلى أنه من أجل الوفاء بتلك الالتزامات تم إنشاء آلية لمتابعة تعبئة التعهدات شملت إنشاء لجنة للمتابعة وتجمع للمانحين يعقد اجتماعه الحالي الأول في نواكشوط.
الأمين الدائم لمجموعة الخمس في الساحل مامان صامبا سيديكو، ركز في مداخلته أمام حضور المؤتمر على أهمية هذا الاجتماع في إطار ما وصفه بالعمل على تحقيق الأهداف التي حددتها مجموعة الدول الخمس، موجها شكره للشركاء الذين واكبوا المجموعة فيما يخص تعزيز قدرات الأمانة الدائمة من أجل الاطلاع بمهمتها على أكمل وجه.
"إيكواس" تجمع التمويلات
وينعقد اجتماع نواكشوط لتجميع الموارد المالية لمكافحة الإرهاب بدول الساحل بعد إعلان مجموعة "إيكواس"، إضافة إلى موريتانيا وتشاد، السبت، خطة عمل لمكافحة الإرهاب بقيمة مليار دولار.
وقال رئيس النيجر محمدو إيسوفو، في خطاب أمام مؤتمر القمة الطارئة لـ"إيكواس"، إن المجموعة قررت "جمع هذه المساهمات المالية على أن تعرض الخطة وتمويلها في ديسمبر/كانون الأول خلال القمة المقبلة للمجموعة.
وبحث قادة وممثلو حكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، السبت، إجراءات التصدي لتنامي خطر الإرهاب في المنطقة.
العرب في طليعة الداعمين
وأعلن وزير الدولة السعودي للشؤون الأفريقية أحمد القطان، خلال مشاركته بمؤتمر المانحين لدول الساحل في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، تقديم السعودية 100 مليون يورو جديدة، من أجل دعم جهود مجموعة دول الساحل الأفريقي الخمسة، للتنمية ومكافحة الإرهاب.
واعتبر وزير الدولة السعودي للشؤون الأفريقية أن مشاركة السعودية في هذا المؤتمر يأتي "تأكيدا للدور المهم الذي تضطلع به السعودية في التنمية والاستقرار في دول الساحل الأفريقي الخمسة، وحرصها على دعم جهود محاربة التطرف في هذه المنطقة".
وأشار القطان إلى دعم السعودية للمجموعة في مجالات أخرى كالتدريب والدعم اللوجيستي والاستخباراتي والجوي لقوة الساحل المشتركة من خلال التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب.
بدوره، أوضح السفير الإماراتي في موريتانيا خلال تلك الفترة وممثل بلاده في المؤتمر عيسى عبدالله مسعود الكلباني أن الإمارات قدمت الدعم السخي لبلدان المجموعة، مذكرا بتقديمها 30 مليون يورو لدعم قوة الساحل، خلال مؤتمر بروكسل في فبراير 2018.
وقال السفير الإماراتي إن الدعم الإماراتي خلال هذا العام لصالح بلدان المجموعة بلغ نحو 270 مليون دولار من أجل دعم مشاريع لا تزال تحت التنفيذ.
وأضاف الكلباني أن دعم الإمارات لهذه المجموعة لم يتوقف على تلك التعهدات التي تمت خلال مؤتمرات المانحين، بل إن مساعداتها الخارجية لصالح المجموعة بلغت 253 مليون دولار خلال السنوات الخمسة الأخيرة.
واعتبر السفير الإماراتي أن دعم بلاده لجهود هذه المجموعة يأتي في إطار تعزيز الجهود الدولية لتعزيز قيم الاعتدال والسلام والتسامح، وخلق فرص للتنمية ودعم الشباب والنساء والفتيات.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير آنذاك أكد خلال مشاركته في مؤتمر المانحين الأول للمجموعة في فبراير/شباط 2018 حرص السعودية على مكافحة التطرف والإرهاب وعلى دعم دول الساحل الأفريقي الخمس.
وأوضح، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية عقب اختتام أعمال المؤتمر الدولي لدعم دول الساحل الأفريقي في بروكسل، أن المملكة قدمت دعما قدره 100 مليون يورو لدعم القوة المشتركة لمكافحة الإرهاب في دول الساحل الأفريقي.
وأضاف أن السعودية قدمت دعما إنسانيا للاجئين عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، كما قدمت دعما تنمويا عبر الصندوق السعودي للتنمية لهذه الدول، مؤكدا استعداد المملكة لتقديم دعم لوجيستي واستخباراتي وجوي عن طريق التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.
وقال الجبير: "نحن سعداء جدا لأن المؤتمر الدولي لدعم دول الساحل الأفريقي استطاع أن يرفع نسبة الدعم للقوة المشتركة لكي تصل إلى الأرقام المطلوبة".
وأكد وزير الخارجية السعودي أن "الرسالة العربية المشتركة هي أن الدول العربية في مقدمة الدول التي قدمت الدعم لدول الساحل"، مشيرا إلى أن "المملكة قدمت أكثر من 100 مليون يورو والإمارات قدمت 30 مليون لهذه القوة كما قدمت المملكة المغربية دعما أيضا لهذه الدول".
وأشار الجبير إلى أن الدول العربية حريصة جدا على أن يكون لها دور في مواجهة التطرف والإرهاب في دول الساحل.
وتم إنشاء مجموعة دول الخمس بالساحل الأفريقي شهر فبراير/شباط من عام 2014 بنواكشوط، وتضم موريتانيا، مالي، النيجر، بوركينافاسو والتشاد، ذلك بهدف "تنسيق ومتابعة التعاون الإقليمي" في مجال مكافحة الإرهاب الذي يهدد المنطقة.