أسبوع موريتانيا.. الأغلبية تدعم الغزواني والسيول "تجرف" دعاية الإخوان
الفيضانات والسيول التي شهدتها مدينة "سيليبابي" فضحت أساليب الدعاية السياسية الرخيصة للإخوان في موريتانيا
شكل إصدار الرئاسة الموريتانية مرسوم استدعاء البرلمان لدورة طارئة، الخميس 5 سبتمبر/أيلول المقبل، للمصادقة على برنامج الحكومة الجديدة، والفيضانات، أبرز الأحداث بالبلاد خلال الأسبوع المنصرم.
الفيضانات والسيول التي شهدتها مدينة "سيليبابي" الواقعة 700 كلم جنوب شرقي العاصمة، فضحت أساليب الدعاية السياسية الرخيصة للإخوان، الذين حاولوا استغلال الظروف الخاصة للسكان.
ومن بين أحداث الأسبوع كذلك، أول زيارة رئيس الوزراء الموريتاني (الوزير الأول) إسماعيل ولد سيديا إلى الخارج، منذ استلام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مهامه، كممثل له في النسخة السابعة للقاء التنموي بين أفريقيا واليابان.
الحكومة الجديدة واختبار الثقة
جاء إصدار الرئاسة الموريتانية، الأربعاء المنصرم، لمرسوم استدعاء مجلس النواب للانعقاد في دورة طارئة، كأول استحقاقات تطبيع العلاقة بين الحكومة والهيئة التشريعية.
وينتظر أن تشهد أول جلسة متوقعة يوم الخميس 05 سبتمبر/أيلول المقبل، عرض ولد سيديا برنامج حكومته، قبل التصويت عليه من النواب.
وينص الدستور على ضرورة نيل الحكومة ثقة البرلمان في غضون شهر من صدور مرسوم تكليف الوزير الأول بتشكيل الحكومة، وهو الشهر الذي ينصرم بعد نهاية الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول المقبل.
ويرى بعض المراقبين أن التصريحات الأخيرة للوزير الناطق باسم الحكومة الدكتور سيدي ولد سالم التي فند فيها مزاعم التوتر في العلاقة بين الحكومة والحزب الحاكم، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك سهولة تمرير برنامج الوزارة الجديدة من قبل النواب وبالأغلبية المريحة، خلال جلسته الطارئة.
وكان الناطق باسم الحكومة الموريتانية سيدي سالم أكد خلال مؤتمر صحفي، عضوية وانتساب محمد ولد الشيخ الغزواني لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية (الحاكم سابقا).
وأشار إلى أن الرئيس الغزواني سيعتمد على هذا الحزب، وعلى الأغلبية التي دعمته في الانتخابات الأخيرة، نافيا ما يثار حول وجود "صراع" .
تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية تأتي تتويجا لسلسلة خطوات بدأت الأسبوع الماضي تبرز جهود إعادة الانسجام والثقة داخل مكونات الأغلبية.
كما اعتبر سياسيون أن هذه الخطوات التي بدأت بلقاءات الرئيس الغزواني بقادة هذا الحزب حملت طمأنة باستمرار العلاقة السابقة نفسها بين الطرفين، عززها أكثر بيان الحزب الحاكم الأخير الذي أعلن فيه دعم الرئيس وحكومته.
كما رأى مراقبون للشأن السياسي الموريتاني أن محورية دور الحزب كسند وذراع سياسية يحتاجها الغزواني في هذه المرحلة، تفرض على الطرفين إيجاد صيغة تعيد دور حزب الاتحاد من أجل الجمهورية كحزب حاكم في البلاد خلال هذه المرحلة كما كان في السابق.
وذكر البعض أن مجمل "التصدعات" الأخيرة في علاقة الطرفين أذكتها أكثر وأشعلت لهيبها حملات إعلامية لأطراف المعارضة لها مصلحة في زرع الشقاق والخلاف بين الرئيس والحزب الحاكم لإضعاف الطرفين، كمحاولة يائسة لاستمالة الغزواني نحو المعارضة والاعتماد عليها كظهير سياسي بديل.
موريتانيا تطلب دعم اليابان
زيارة الوزير الأول الموريتاني إسماعيل ولد سيدي لتمثيل الرئيس الغزواني في مؤتمر إقليمي باليابان، شكلت أيضا حدثا بارزا خلال الأسبوع المنصرم، لظرفية هذه الزيارة التي تأتي بعد أقل من شهر على تشكيل أول حكومة منبثقة عن التناوب بين رئيسين منتخبين.
ظرفية الزيارة ألقت بظلالها على فحوى كلمة "سيديا" أمام مؤتمر القمة التنموية الأفريقية اليابانية، التي وجدها فرصة لدعوة طوكيو لدعم المشاريع والبرامج التنموية في بلاده، التي تشهد ما وصفها بـ"مرحلة مفصلية من تاريخها السياسي والتنموي".
ولد سيدي الذي كان يشير إلى التناوب السلمي على السلطة الذي جرى بين رئيسين منتخبين مطلع أغسطس/آب الجاري، أكد أن موريتانيا في ظل نظامها السياسي الجديد ستواصل الجهود نفسها من أجل توطيد الأمن والسلم والاستقرار في الساحل، حسب تعبيره.
وتعتبر العلاقات الودية والمستوى العالي من التعاون والتبادل المشترك بين موريتانيا واليابان من ثوابت دبلوماسية نواكشوط عبر العالم بصفة عامة وعلى المستوى الآسيوي بصفة خاصة.
السيول تعري الإخوان
وأثارت المساعدات "الهزلية" التي حاول حزب إخوان موريتانيا تقديمها لبعض المتأثرين من فيضانات وسيول مدينة سيبابي، الأسبوع الماضي، جدلا في الرأي العام حول أجندة التنظيم الإخواني وطرحت التساؤل مجددا على مصادر تمويل الجماعة وأهداف صرفها.
ولعل تدخل الحكومة من خلال بعث فريق وزاري يقوده وزير الداخلية لتعزية ذوي الضحايا وتقديم ما يلزم لإغاثة المتضررين، شكل هو الآخر ضربة كذلك لمساعي التنظيم الصيد في مياه السيول العكرة واستغلال المناسبة لتمرير أجنداته السياسية تحت غطاء "العمل الخيري".
الكاتب والوزير السابق محمد ولد أمين أكد أنه لا لولا تلقي "تواصل" الإخواني أموالا أجنبية وغير محدودة لما كان بمقدوره أن ينافس الدولة ويتسابق معها في إغاثة سيليبابي.
وفي تدوينة بحسابه على فيسبوك، قال ولد أمين إن "تواصل" ليس حزبا موريتانيا وإنما فرع من تنظيم عالمي يدعى الإخوان ، ويتلقى بموجب ذلك تمويلات ضخمة، مبينا أن إدخال الأحزاب الأجنبية في العمل السياسي المحلي جريمة يطالها القانون.
ولفت ولد أمين إلى أنه بسبب ما وصفه بالمال الحرام تمكن "تواصل" من خلق شبكة جمعيات وأحزاب فرعية احتياطية، بالإضافة إلى تلفزيون وصحف ورقية ورقمية، وترسانة كبيرة من المؤسسات، متسائلا: أين القوانين المنظمة للعمل السياسي؟ وأين أخلاق التنافس السياسي الطبيعي؟، مجيباً "الحل في الحل".
المن والأذى
أما الكاتب والمدون الموريتاني صلاح نافع صلاح فرأى أن جمعيات "الإخوان" تعطي، لكنها تتبع ما تعطي بالمن والأذى، على الرغم من أن المصادر المالية للتبرعات مجهول لحد اللحظة.
وانتقد نافع سلوك الإخوان في استغلال مثل هذه الظروف الخاصة للسكان، مشيرا إلى أنهم يعمدون إلى ما وصفه بصنع الضجيج.
وبين أن هذه الأعمال "الخيرية" هي جزء من حملات الإخوان الدعائية التي ليست سوى مجرد استجداء لحسابات التيار العالمي، التي أرهقتها الحملات العالمية لتجفيف المنابع المالية للإرهاب".
aXA6IDMuMTQ1LjQ0LjIyIA==
جزيرة ام اند امز