"إنصاف".. تغييرات جذرية في الحزب الحاكم بموريتانيا
أحدث الحزب الحاكم في موريتانيا، تغييرات جذرية منها تبديل اسمه بالكامل، في محاولة للتناغم مع توجهات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
وفي تغييرات متسارعة أعلن رئيس الحزب سيدي محمد ولد أعمر طالب، الذي تولى دفة القيادة لثلاث سنوات، استقالته من الرئاسة أمس الأحد، خلال مؤتمر استثنائي، دعت إليه الأمانة العام للحزب الذي ينتمي إليه أكثر نواب الأغلبية في البرلمان الموريتاني.
المؤتمر الاستثنائي قرر تغيير الاسم الذي حمله الحزب طوال فترة حكم الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز، ونصف مأمورية خلفه الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، إذ أصبح حزب "إنصاف"، بدل "الاتحاد من أجل الجمهورية، وشمل التغيير أيضا شعار الحزب،
وبعد استقالة رئيس الحزب في مستهل المؤتمر الاستثنائي اختارت لجنة تعيين مؤقتة رئيسا جديدا للحزب، هو ماء العينين ولد أييه، وزير التعليم في حكومة ولد الغزواني، والناطق الرسمي باسم الحكومة.
التغييرات الجذرية تأتي تحضيرا للاستحقاقات القادمة، حيث من المنتظر أن تشهد موريتانيا انتخابات تشريعية ومحلية العام القادم، فيما ستكون الانتخابات الرئاسية بعد عامين تقريبا من الآن.
ويعدّ تغيير اسم الحزب الذي أسسه الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز عام 2009 مرحلة جديدة في سعي الرئيس الحالي للقطيعة مع سلفه، المتهم حاليا أمام القضاء بالفساد المالي، والإثراء غير المشروع.
وتعاقب على الحزب منذ تأسيسه عدد من الرؤساء، وكان محور صراع بين الرئيس السابق والحالي، ومرّ بهزة قوية فيما عُرف حينها بـ"أزمة المرجعية"، التي كانت فيصل الخلاف بين الرئيسين، وأحدثت قطيعة نهائية بين الرجلين، على إثر محاولة الأول العودة إلى النشاط السياسي عبر الحزب، الذي هو مؤسسه.
ويحمل الاسم الجديد "‘إنصاف"، بصمة توجهات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يحمل برنامجه الانتخابي التأكيد على العدالة الاجتماعية، وضرورة إنصاف الطبقات الضعيفة، خاصة الأرقاء السابقين، والشريح المهمشة.