موريتانيا والسعودية.. تاريخ مشترك من التقارب والتعاون
تشهد العلاقات الموريتانية - السعودية دفعة قوية من خلال زيارة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للمملكة
اعتبر عدد من الخبراء والمحللين أن زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الحالية للسعودية، تشكل فرصة لدفع العلاقات بين البلدين لآفاق أرحب في ظل خصوصية التواصل التاريخي بين الشعبين.
وأشار الخبراء في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية" إلى أن تطابق المواقف السعودية - الموريتانية حيال القضايا الدولية والإقليمية، ودعم المملكة لمجهود التنمية في موريتانيا يعكس جانبا آخر من تميز هذه العلاقات.
والأربعاء، بدأ الرئيس الموريتاني زيارة رسمية للسعودية تدوم 3 أيام، استهلها بإجراء مباحثات مع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
واستعرض الجانبان خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات والسبل الكفيلة بتنميتها، بالإضافة إلى بحث عدد من المستجدات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
ووقعت موريتانيا والسعودية على برامج تنفيذية ومذكرات تفاهم في مجال مختلفة، ضمن برنامج هذه الزيارة، بحضور الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الغزواني.
قاعدة صلبة
الكاتب الشيخ سيدي محمد ولد معي، نائب مدير وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية، أوضح أن موريتانيا والسعودية ترتبطان بعلاقات راسخة وذات جذور ضاربة في تاريخ البلدين، منذ رحلات الحج الأولى للموريتانيين إلى الديار المقدسة.
وأشار ولد معي في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" إلى أن هذه الخصوصية التاريخية تمثل القاعدة الصلبة للعلاقات بين البلدين بما وصلت إليه من تميز يترجمه التشابك في ملفات التعاون والشراكة في مختلف المجالات.
واعتبر أن الغزواني يضع بهذه الزيارة، الأولى له منذ تسلمه السلطة، لبنة في صرح علاقات موريتانيا والسعودية.
ولفت إلى أن وقوف السعودية كداعم ومساند لموريتانيا في إطار مجموعة بلدان الساحل لمحاربة الإرهاب يترجم حرصها على دعم استقرار المنطقة، والمساهمة في حفظ الأمن والسلم الدوليين من بوابة منطقة الساحل الأفريقي.
تقارب متعدد الأبعاد
الكاتب والمحلل السياسي عبدالله محمدو بيه رأى أن العلاقات الموريتانية - السعودية متعددة الأبعاد والمجالات، مبينا أن زيارة الرئيس الغزواني الحالية للرياض تشكل تعزيزا ودفعة مهمة لهذه العلاقات إلى أفق أرحب.
وذكّر ولد بيه في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" بمجالات تدخلت خلالها السعودية لصالح موريتانيا من خلال مؤسساتها التنموية والثقافية والدعوية والخيرية، ما كان له أبلغ الأثر في نفوس الموريتانيين.
وأكد ولد بيه أن الموريتانيين يذكرون بكل خير جهود السعودية في البناء والتنمية بالبلد، عبر تمويل مشاريع اقتصادية كبيرة كان لها الأثر الإيجابي والعميق في حياة المواطنين.
نقلة نوعية
وبدوره، يعتبر الكاتب والمحلل السياسي عبدالرزاق سيدي محمد أن علاقات موريتانيا والسعودية ظلت تنمو وتتطور على مدى تاريخ البلدين، مبينا أن السعودية هي أكبر ممول عربي للمشاريع التنموية في موريتانيا.
وأشار الكاتب عبدالرزاق سيدي محمد في تدوينة بحسابه على "فيسبوك"، إلى أن علاقات البلدين شهدت خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية في شتى الأصعدة، مذكرا بدور صناديق التنمية السعودية في مشاريع التنمية في موريتانيا.
وتطرق الكاتب عبدالرزاق إلى ما دعاه التطور اللافت في التنسيق بين البلدين في السياسة والأمن، متوقعا أن يشهد عهد الرئيس الغزواني تجديدا وتوطيدا لهذه العلاقات الراسخة في القدم.
وتعتبر السعودية من أوائل البلدان العربية والإسلامية التي ارتبطت بعلاقات أخوية تنموية صادقة مع موريتانيا بعد الاستقلال مباشرة، وقدمت المملكة لموريتانيا الدعم المادي والمعنوي على مدى العقود الماضية.
وكان الجانبان ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ قد وقعا ﻓﻲ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لنواكشوط نهاية عام 2018 ﻋﺪﺩا ﻣﻦ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.
كما ﻭﻗﻊ الجانبان خلال تلك الزيارة على اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ متعلقة ﺑﺘﺠﻨﺐ ﺍلاﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﻲ ﻭﻣﺬﻛﺮﺓ ﺗﻔﺎﻫﻢ ﺑﻴﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺑﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ.
وقد أكدت السعودية في أكثر من مناسبة التزامها بدعم موريتانيا في كل المحافل، خصوصا في اجتماعات شركاء التنمية.
aXA6IDE4LjE4OC45MS4yMjMg جزيرة ام اند امز