خبراء: تعاون موريتانيا والجزائر ضرورة تفرضها أزمة ليبيا
الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون تلقى، الخميس، دعوة رسمية من نظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لزيارة نواكشوط.
أكد خبراء ومحللون موريتانيون أن التنسيق بين نواكشوط والجزائر ضرورة فرضها الواقع الأمني الذي تعيشه المنطقة، لمواجهة تداعيات الأزمة الليبية والتدخلات الأجنبية، ولتفعيل التعاون بينهما في المجالات كافة.
- رئيس موريتانيا يحذر من تعقد أزمة ليبيا: تهدد المنطقة
- موريتانيا.. بوابة الجزائر لغزو أسواق غرب أفريقيا
وشدد الخبراء في تصريحات متفرقة لـ"العين الإخبارية" على أن توقيت تبادل دعوات الزيارة بين رئيسي البلدين، دليل على تميز العلاقات ورغبتهما في مواجهة الوضع الأمني غير المتدهور في المنطقة.
وكان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون تلقى، الخميس الماضي، دعوة رسمية من نظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لزيارة نواكشوط، حملها إليه وزير الخارجية إسماعيل ولد أحمد.
وتركز مباحثات الطرفين على هامش زيارة وزير الخارجية الموريتاني للجزائر على موضوع الأزمة الليبية، فضلاً عن تفعيل اتفاقيات التعاون المشترك.
ضرورة لأمن المنطقة
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي سيدي أحمد بنيجارة رئيس تحرير صحفية "لوكوتيان دي نواكشوط"، أن التطورات التي شهدتها العلاقات الموريتانية ـ الجزائرية خلال الفترة الأخيرة، رغم أهميتها الاقتصادية، فهي بحاجة للتنسيق الأمني لمواجهة التحديات التي تفرضها الأوضاع في المنطقة.
وقال بنيجارة إن "تميز العلاقات بين الجزائر وموريتانيا جاء بسبب الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين، وموقع الجزائر الجيوـ سياسي في المنطقة".
واعتبر المحلل السياسي بنيجارة أن الجزائر "بتأثيرها وثقلها الدبلوماسي والعسكري، وكونها امتداداً وعمقاً اجتماعياً وأمنياً لموريتانيا كانت دائماً السند والصديق الحميم لموريتانيا في مختلف الظروف".
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني سيدي أحمد بنيجارة أن الالتقاء في وجهات النظر بين نواكشوط والجزائر يأتي لمواجهة الوضع الأمني بالمنطقة الذي فرضته الأزمة الليبية.
وأشار إلى أن البلدين يشكلان "حزام الصد الأهم ضد الإرهاب في المنطقة والتدخل الأجنبي في ليبيا"، مشيراً إلى أن التنسيق خطوة مهمة تخدم الاستقرار في المنطقة التي أصبحت بؤرة لجذب الإرهابيين".
مواجهة الإرهاب
أما الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني المختار عبدو فيرى أن التنسيق الموريتاني والجزائري ليس وليد اللحظة الحالية، بل شكّل في السنوات الأخيرة الماضية أداة قوية لمجابهة مخططات الجماعات الإرهابية في المنطقة.
واعتبر عبدو أن دخول الأزمة الليبية على خط التنسيق بين البلدين، كما يتضح من المباحثات الأخيرة بينهما، فرضته المخاوف والهواجس المتصلة بالتدخل الأجنبي.
وأشار عبدو إلى أن الجزائر وموريتانيا تريان في هذا التدخل خطوة خطيرة تشعل نار الإرهاب بمنطقة الساحل الأفريقي، مما يفرض على البلدان تكثيف الاتصالات والبحث في أفضل السبل لحلحة الأزمة الليبية لقطع الطريق على الأجندات التخريبية.
البعد الاقتصادي
بدوره يرى الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني صلاح محمد فاضل رئيس تحرير صحفية "الرؤية" الإلكترونية، أن موريتانيا دولة محورية في المنطقة ومواقفها المحايد من قضايا وإشكالات المنطقة جعلها مركز اهتمام من بلدان الإقليم.
وأشار محمد فاضل إلى أن الجزائر كانت تسعى دائماً إلى توثيق علاقاتها بموريتانيا عن طريق الاقتصاد، مستشهداً بفتح معبر تجاري بينهما قبل أكثر من سنة.
واعتبر الكاتب صلاح محمد فاضل أن فتح المعبر ساهم في تنمية العلاقات التجارية بينهما.
وأوضح أن الاتصالات الجديدة بينهما ودعوات تبادل الزيارات بين الرئيسين، خطوة سياسية جديدة لتوثيق الصلات.
تطابق كبير
وتلقى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الخميس الماضي، دعوة رسمية من نظيره الموريتاني لزيارة نواكشوط، خلال استقبال تبون وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد أحمد بالعاصمة.
وتناولت مباحثات الرئيس الجزائري ووزير الخارجية الموريتاني آفاق تطوير العلاقات الثنائية وملف الأزمة الليبية؛ حيث تنتمي البلدان الثلاثة لاتحاد المغرب العربي، الذي يضم أيضاً كلاً من تونس والمغرب.
وأكد وزير الخارجية الموريتاني دعم بلاده للدور "البناء والإيجابي" الذي تقوم به الجزائر لإيجاد حل للأزمة الليبية وترحيب نواكشوط باقتراح من الرئيس عبدالمجيد تبون لاحتضان الجزائر الحوار بين الأشقاء الليبيين.
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني حذر، الأحد الماضي، من تداعيات الأزمة الليبية على المنطقة، مطالباً بضرورة الإسراع في حل هذه الأزمة التي "تزداد تعقيداً"، وفق تعبيره.
وأشاد الغزواني خلال خطابه في افتتاح الدورة الثالثة والثلاثين للاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أشاد الغزواني بالجهود التي تبذلها اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى حول الأزمة الليبية.