موريتانيا بأسبوع.. تصدعات داخل الإخوان واستياء شعبي من تنظيم "الحمدين"
رئيس سابق لحزب الإخوان انتقد ما اعتبره توجها سياسيا جديدا للتنظيم، كما أثارت صورة لأمير قطر مع إرهابي مطلوب غضبا كبيرا
شهدت موريتانيا، الأسبوع الماضي، انتقادات وتصدعات جديدة في صفوف جماعة الإخوان الإرهابية، مع تواتر الحديث عن مغادرة رئيس حزب "تواصل" السابق محمد جميل منصور للتنظيم.
كما برزت حالة كبيرة من الاستياء لدى الشارع الموريتاني من تنظيم "الحمدين" بعد لقاء أمير قطر، تميم بن حمد، للإرهابي المطلوب من قبل نواكشوط، المصطفى ولد الإمام الشافعي، في رواندا.
- إرهابي مطلوب لموريتانيا يتقدم مستقبلي أمير قطر برواندا
- مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.. صراعات جديدة تضرب "إخوان موريتانيا"
وفي أكثر من تدوينة عبر حسابه على موقع "فيسبوك"، انتقد رئيس حزب تواصل السابق التوجه السياسي الجديد لتنظيم لإخوان في البلاد، وتقرب ضمنا من مرشح الأغلبية في انتخابات الرئاسة وزير الدفاع ولد الغزواني.
وتجرى الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في 22 يونيو/حزيران المقبل، وأعلن 7 مرشحين حتى الآن خوض غمارها، يتصدرهم مرشح الأغلبية وزير الدفاع السابق محمد ولد الغزواني، ورئيس الوزراء الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر المدعوم من تنظيم الإخوان الإرهابي.
وعكست ردود أفعال بعض قادة الإخوان على موقف منصور مظاهر التصدع والصراع، ما دفع البعض إلى توقع انهيار شامل للتنظيم الذي شهد مؤخرا انشقاقات واسعة في صفوف القادة والقواعد الشعبية.
أزمة ثقة بين قيادات الإخوان
واعتبر الكاتب والمدون أحمد سالم البخاري انتقادات ولد منصور لتنظيمه، أنها تعبر عن خيبة أمله جراء "تنكر" الإخوان لخدماته وموقعه، وتعكس استفحال أزمة الثقة بين التنظيم الإرهابي.
وأشار البخاري في تدوينة عبر حسابه على موقع "فيسبوك" إلى أن دعم تنظيم الإخوان لرئيس الوزراء السابق سيدي محمد ولد بوبكر كان بمثابة "القشة" التي قصمت ظهر البعير في العلاقة بين قادة الجماعة.
ونوه بأن التدوينات الأخيرة لرئيس حزب تواصل الإخواني السابق، وكذلك تغريدات نائب الرئيس الحالي، شيخان ولد بيب هي "تغريد خارج سرب الإخوان".
ولفت البخاري إلى أنه لم يعد سرا وجود جناح مسيطر في الإخوان الإرهابية يعمد إلى إقصاء ولد منصور وحلفائه، رغم أنه يوصف داخل التنظيم بأنه صاحب "نفوذ قوي" و"علاقات خارجية واسعة".
وخلص البخاري إلى أنه رغم مظاهر التصدع داخل حزب (تواصل) فإن قرارات التنظيم المحلية "تتخذ في الدوحة أو إسطنبول "، في إشارة إلى ارتباطه بالأجندة الخارجية لقطر وتركيا.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد ولد الشاش: إن انشقاق منصور يعكس التناقض والصراع المحتدم داخل التنظيم بين تيارين يميل أحدهما إلى دعم مرشح الأغلبية ولد الغزواني.
وكشف الشاش، في تصريحات صحفية، عن أن الكثير من القواعد الشعبية باتت تميل لصالح مرشح الأغلبية.
وأضاف أن ذلك سينعكس في نتائج بعض مقاطعات نواكشوط التي سيطر عليها الإخوان سابقا.
فيما أرجع الباحث والمدون محيي الدين، انتقادات ولد منصور لتنظيم الإخوان بتنحيته من رئاسة (تواصل) لعدم وجود ذاته في الحزب المنهك من الانشقاقات والصراعات التي تلقاها في الأشهر الماضية.
أمير قطر يستقبل أبرز إرهابيي موريتانيا
وخلال الأسبوع الماضي، سيطرت حالة من الاستياء في الشارع الموريتاني بعد استقبال أمير قطر للإرهابي الموريتاني المصطفى ولد الإمام الشافعي الذي يعد أبرز المطلوبين على لائحة الإرهاب في البلاد، وذلك خلال زيارة تميم الثلاثاء الماضي، إلى رواندا.
واعتبر كتّاب ومحللون موريتانيون أن هذا الاستقبال يفضح ما وصفوه بالتدخلات التخريبية القطرية ليس ضد موريتانيا فحسب، بل في المنطقة بشكل شامل بدعمها للحركات الإرهابية والمليشيات الخارجة على القانون في الساحل الغربي الإفريقي.
وعرف عن المصطفى ولد الإمام الشافعي المطلوب للقضاء الموريتاني علاقاته مع بعض الجماعات الإرهابية التي تنشط في شمال مالي و منطقة الساحل مثل جماعة "عمر بلمختار" التي وظفها في التفاوض حول تحرير رهائن كانت تلك التنظيمات قد اختطفتهم لتفرج عنهم مقابل فديات مالية كبيرة.
الكاتب والمحلل السياسي سيدي محمد ولد معي، علق على صورة استقبال أمير قطر للإرهابي المطلوب للقضاء في البلاد، قائلا: إن اللقاء يكشف عن دور النظام القطري في دعم الإرهاب وعدم الاستقرار بالمنطقة.
من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني محفوظ الجيلاني في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هذا الاستقبال المثير للجدل يأتي في سياق "لعبة مكشوفة من التآمر القطري والتخريب والتواصل مع الجماعات والأشخاص المطاردين لتحقيق غايات وأهداف تخص أجندات هذه الإمارة المعزولة عربيا".
وأوضح الجيلاني أن زيارة أمير قطر لإفريقيا هدفها تجميل ما وصفه بـ"الوجه القبيح لنظامه الذي يتلاعب بموارد وخيرات الشعب القطري الغائب والمغيب" على حد تعبيره.
واعتبر أن هذا اللقاء بين تميم والشافعي يعيد إلى الأذهان أسباب قطع موريتانيا لعلاقتها عام 2017 مع الدوحة، وهو اكتشافها لسياسات التآمر القطرية ودعمها الحركات الإرهابية في المنطقة، وامتلاك نواكشوط الأدلة والبراهين الدامغة على دعم النظام القطري للإرهاب.
الدوحة تستثمر في الإرهاب بالمنطقة
وأوضح الكاتب محفوظ الجيلاني أن قطر تستثمر منذ عدة سنوات في الإرهاب بالمنطقة عبر أشخاص مرتبطين بها في موريتانيا، ومن خلال ما وصفها بفبركات إعلامية هدفها استجداء التدخل الدولي الغربي المسلح في هذه المنطقة، وإيهام العالم بـ"دورها" المزيف في مكافحة الإرهاب".
وأشار إلى أن الدوحة كانت في المقابل تقدم الدعم والعون السياسي والإعلامي لنفس الحركات الإرهابية التي تضرب أمن واستقرار المنطقة.
وكشف الجيلاني عن أن حكومات وشعوب المنطقة أصبحت تدرك أن قطر وأدواتها هي التي تحرض الغرب على التدخل في المنطقة وعلى التمركز فيها رغم الكلفة الإنسانية لذلك.
وسيط الجماعات الإرهابية
وعمل ولد الإمام الشافعي لفترة مستشارا لعدد من الزعماء الأفارقة، كان آخرهم الرئيس البوركينابي المخلوع بليز كومباوري الذي أطاحت به ثورة شعبية عام 2016، وتردد أن ولد الشافعي وبليز كومباوري قد تسلما تعويضات كبيرة مقابل عمليات التوسط لدى الإرهابيين لتحرير الرهائن.
وجاء إصدار مذكرة الاعتقال القضائية ضد الشافعي بعد تصاعد حدة الهجمات الإرهابية التي استهدفت موريتانيا، ما بين سنوات 2005 و2010، والتي استهدفت الجيش الموريتاني على الحدود الشرقية مع الشمال المالي، وأبرزها عمليتا "لمغيطي" صيف عام 2005، و"تورين" عام 2006 اللتان سقط خلالهما عدد من الجنود الموريتانيين، وتبناهما تنظيم القاعدة الإرهابي.
كما شنت هذه الجماعات هجمات إرهابية بالعاصمة نواكشوط، وعمليات اغتيال استهدفت سياحا أجانب ما بين عامي 2008 و2011.
aXA6IDEzLjU4LjIwMS4yNDAg جزيرة ام اند امز