انشقاق عضو جديد بإخوان موريتانيا يعمق جراح تنظيم الإرهاب
محمد عبد الجليل القيادي في"تواصل" الإخواني يعلن انشقاقه والالتحاق بصفوف شخصيات إخوانية تركت الحزب
تواصلت الانشقاقات في صفوف إخوان موريتانيا على وقع التحضير للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يونيو/ حزيران المقبل، معمقة أزمة التنظيم الإرهابي الذي يشهد بالفعل موجة انقسامات غير مسبوقة في تاريخه.
- 3 استقالات خلال 24 ساعة.. الانشقاقات تضرب "إخوان" موريتانيا
- موريتانيا في أسبوع.. فشل مفاوضات المرشح الموحد وتفاقم انشقاقات الإخوان
وأعلن محمد عبد الجليل، القيادي في التنظيم وعضو مجلس شورى حزب "تواصل"، الإثنين، انشقاقه عن التنظيم، والتحاقه بصفوف الشخصيات الإخوانية التي غادرت الحزب باتجاه مرشح الأغلبية لرئاسيات موريتانيا محمد ولد الغزواني.
والقيادي المنشق عبد الجليل، هو مهندس بشركة المحروقات الموريتانية، ويعتبر أهم شخصيات التنظيم في المنطقة الغربية، وشغل منصب عمدة سابق لبلدية "آجوير" التابعة لمقاطعة "بوتلميت" شرقي العاصمة، بالإضافة لمنصب نائب رئيس قسم حزب التنظيم في نفس المقاطعة.
وظهر القيادي المنشق، الأحد، في أول حفل نظمته الشخصيات المنشقة عن التنظيم لإعلان انضمامها لمرشح الأغلبية محمد ولد الغزواني، وهو ما يشكل ضربة جديدة للتنظيم، في ظل تصاعد موجة الانشقاقات التي تفقده المزيد من المناطق التي كانت محسوبة عليه انتخابيا.
وتأتي استقالة القيادي الإخواني، بعد أسبوع من سلسلة انشقاق ضربت الحزب، بدأها القيادي بالتنظيم عبد الرحمن باباه النائب البرلماني السابق للحزب عن دائرة "واد الناقة" شرقي العاصمة.
وتوالت الانشقاقات بعد ذلك لتشمل الدكتورة لالة سيدي الأمين، عضو مجلس شورى حزب التنظيم "تواصل"، وعضو أمانة الشرق الدكتورة عييه عالي، اللتين أعلنتا الانشقاق، بعد 24 ساعة من انشقاق عبد الرحمن، والتحاقهما بمرشح الأغلبية لرئاسيات موريتانيا محمد ولد الغزواني.
وبررت القياديتان في رسالة موقعة باسمهما، الانشقاق عن التنظيم بـ"الاختلافات العميقة مع الحزب بخصوص قراءة الساحة السياسية الموريتانية".
والدكتورة لالة بنت سيدي الأمين، أستاذة جامعية موريتانية وناشطة بارزة سابقاً في صفوف التنظيم، تشغل عضو مجلس الشورى حزب "تواصل" الإخواني، بالإضافة إلى منصب عضو الأمانة الوطنية للاستيعاب والعلاقات العامة في الحزب التابع للتنظيم.
تخبط وارتباك
وكان القيادي الإخواني الموريتاني سابقا والعضو المؤسس سابقا لحزب الإخوان (تواصل) المختار ولد محمد موسى، دشن الموجة الجديدة لتلك الانشقاقات بإعلان مغادرته التنظيم في 13 فبراير/شباط الماضي، والتحاقه بمرشح الأغلبية للرئاسيات الموريتانية محمد ولد الغزواني.
وشهد الحزب الإخواني خلال الانتخابات النيابية في سبتمبر/أيلول الماضي عددا من الانشقاقات، كان أحدثها انشقاق عضو المكتب السياسي للحزب الدكتور سيدي ولد عمار، في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وانضمامه للحزب الحاكم في موريتانيا.
وكشفت الانتخابات الرئاسية المقررة منتصف العام الجاري 2019، عن حجم الانقسامات والصراعات التي يشهدها حزب "تواصل" الإخواني على المناصب القيادية للتنظيم الإرهابي.
واعترفت قيادات التنظيم بفشلهم في محاولة التسلل إلى الأغلبية الداعمة للمرشح الرئاسي محمد ولد الشيخ محمد أحمد، الذي كان الحزب الحاكم في البلاد أعلن ترشيحه لانتخابات الرئاسة في يونيو/حزيران.
وأكد مراقبون موريتانيون أن "مغازلة الإخوان لمرشح الأغلبية تكشف عن مدى التخبط والارتباك الذي يعاني منه التنظيم، وإمعانه في طعن حلفائه السياسيين المعارضين من الخلف".
ودشنت السلطات الموريتانية في 24 سبتمبر/أيلول حملة إغلاق وحظر ضد مؤسسات تابعة لتنظيم الإخوان في موريتانيا.
في أغسطس/آب الماضي، أكد الرئيس الموريتاني أن حزب "تواصل" الإخواني متطرف، ويرتبط بأجندات خارجية وحركات تقود العنف في بعض البلدان العربية، وطرح أيضاً احتمالية حل الحزب الإخواني.