3 خبراء يفنّدون لـ"العين الإخبارية" تصريحات رئيس 57357 المثيرة للجدل
شغلت أزمة نقص التبرعات التي تواجهها مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال بالمجان، الرأي العام المصري خلال الأيام القليلة الماضية.
مع ظهور مطالبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة التبرع للمستشفى، ظهر عدد من مشاهير الفن والرياضة خلال مقاطع فيديو، حثوا خلالها المواطنين على دعم المنشأة الطبية، التي باتت "مهددة بالإغلاق خلال أشهر"، وفق ما تردد.
حالة الاهتمام التي حظي بها المستشفى مؤخراً انقسم حولها كثيرون، ما بين أناس تأثروا حزناً لما آلت إليه الأوضاع داخل 57357، وآخرون هاجموا إدارتها، من منطلق حملة سابقة تعرضت لها المنشأة الطبية قبل 4 أعوام، طالبت بضرورة إعلان ميزانيتها، وانتقدت بعض الأوضاع داخلها.
كل هذه المقدمات، دفعت الدكتور شريف أبوالنجا، الرئيس التنفيذي لمستشفى 57357، إلى كشف حقيقة الوضع، فتحدث خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحكاية" الذي يقدمه الإعلامي المصري عمرو أديب عبر فضائية "MBC مصر"، عما تحتويه خزينة المستشفى من أموال، وسبب الأزمة التي يعانيها، وما يحتاجه خلال الفترة المقبلة.
ورد "أبوالنجا" على عدد من الانتقادات التي وجهها البعض لإدارة 57357، خاصةً فيما يخص التجارب الإكلينيكية، والإنفاق المالي على الحملات الإعلانية، وبين هذا وذاك شدد على ثقته في الشعب المصري للخروج من هذه الأزمة بفضل تبرعاتهم.
تحليل تصريحات "أبوالنجا"
حظيت تصريحات الدكتور شريف أبوالنجا باهتمام واسع من جانب المتخصصين في الشأن الإعلامي، الذين بدورهم حللوا الخطاب الذي تحدث به الرئيس التنفيذي إلى المشاهدين.
قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن الصمت كان أفضل بالنسبة لـ"أبوالنجا"، مبررًا: "هو انتقد كل الادعاءات التي وُجهت إليه، وتبريراته كانت عاطفية وغير مقنعة".
وأضاف "العالم" لـ"العين الإخبارية"، أن الرئيس التنفيذي للمستشفى "رد على الدعاية المضادة بحجج واهية، واتسم حديثه بالعاطفية والمبالغة"، منوهًا بأن "أبوالنجا" تجاهل عددًا من الانتقادات الموجهة لـ57357، مكتفيًا باستخدام استمالات إقناعية لم تجد نفعًا بحسب رأيه: "خطابه لا يجعل الشخص يتعاطف معه، هو افترض في نفسه الملائكية وفي منتقديه الشيطانية".
ما سبق، اتفق معه الدكتور عثمان فكري، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فاعتبر أن تصريحات "أبوالنجا" لم تكن موفقة، بالتحديد حديثه عن عدم مراقبة ميزانية المستشفى.
وأوضح "فكري"، لـ"العين الإخبارية"، أن الرئيس التنفيذي جانبه الصواب في استهداف تعاطف المواطنين، رغم عدم كشفه عن أوجه نفقات المستشفى، خاصة أن الأخبار المتداولة بشأنها على منصات التواصل ليست في صالحه: "الناس لا تزال تتذكر حملة الكاتب الراحل وحيد حامد ضد 57357 قبل أعوام".
ورأى "فكري" أنه كان يجدر بـ"أبوالنجا" أن يعلن، خلال مداخلته الهاتفية، عن الميزانية العامة للمستشفى بشفافية للرأي العام، مع إعادة هيكلة بنودها بما يحقق أهدافها في علاج أكبر عدد ممكن من الأطفال المرضى.
تكرار الإعلانات
خلال مداخلته، أكد "أبوالنجا" أهمية الحملات الإعلانية للمستشفى، مشيرًا إلى أن ما ينفقه في هذا الاتجاه يجلب لـ57357 تبرعات هائلة، خاصة من المتبرعين المقيمين خارج مصر.
تعقيباً على هذه الجزئية، كشف الدكتور صفوت العالم، أن كثرة الإعلانات وتكرارها على طول الخط قد يصيب المشاهد بحالة ملل.
وتابع: "المستشفى مع تكرار الحملات الإعلانية قد تفقد مصداقيتها تجاه المتبرع، فالمبالغة فيها واستخدام المشاهير بشكل دائم يؤدي إلى عدم التعاطف. مئات الإعلانات متكررة ومتشابهة ومن دون تغيير، والاستمالات المستخدمة ساذجة ولا تقنع طفلًا".
وشدد أستاذ الإعلام على أن الإعلانات لها حدود، ومع تكرارها وزيادة مدة عرضها يتناقص تأثيرها.
الوضع الاقتصادي
وتطرق "أبوالنجا" خلال تصريحاته الأخيرة، إلى الشق المالي للمستشفى، مشيرًا إلى أن الخزينة بها 300 مليون جنيه مصري تكفي لـ4 أشهر فقط، قبل أن ينوه بأن قيمة التبرعات التي يستقبلها المستشفى لم تنخفض، لكن ارتفاع تكاليف العلاج وارتفاع قيمة الدولار الأمريكي وراء الأزمة.
في هذا الصدد، قالت الدكتورة هدى الملاح، مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسة الجدوى الاقتصادية، إن مستشفى 57357 من الطبيعي أن يمر بهذه الأزمة، خصوصا مع تأثر العالم أجمع من تبعات تفشي فيروس كورونا والمشكلات الاقتصادية الناجمة عن نشوب الحرب الروسية الأوكرانية.
وذكرت "هدى" لـ"العين الإخبارية"، أن جمع التبرعات أمر محوري لتجاوز المستشفى لأزمته، خاصةً وأنه قائم على التبرعات في الأساس.
وأشارت إلى أن تقليل النفقات الخاصة بالحملات الإعلانية قد يكون حلًا يساهم في تخفيف تبعات هذه الأزمة، خاصةً مع ظهور وسائل يمكن من خلالها الدعاية للمنشأة بتكلفة أقل.
وشرحت "هدى": "الإعلانات المدفوعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ستكون تكلفتها أرخص من الإعلانات المعروضة عبر شاشات التليفزيون، والتي يُحدد فيها السعر بحسب عدد الدقائق".
aXA6IDMuMTQ1Ljc2LjE1OSA= جزيرة ام اند امز